لحظة اطلاق النار على هديل الهشلمون

الساعة 7.40 صباحا على الحاجز المقام عنوة على مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، الطالبة في جامعة الخليل هديل صلاح الدين صادق الهشلمون ابنة الـ18 عاما تقف بين 'دولاب' البوابة الحديدية والبوابات الالكترونية مرغمة، للتفتيش من قبل جنود الاحتلال الذين أطلقوا صوبها وابلا من رصاص أسلحتهم الأوتوماتيكية ليقتلوها بدم بارد.

'هديل لا تملك في حياتها سوى حقيبتها الجامعية وإرادتها الصلبة التي حاول الاحتلال كسرها ولم يستطع، لذلك ارتقت شهيدة بشموخ موصوف'، قال والدها رئيس قسم التخدير في المستشفى الأهلي ومديره العام سابقا .

 وأضاف وهو يظهر صبرا لا يحمله سوى القلة من الرجال 'ابنتي التي حملت داخل حقيبتها الجامعية آمالها المفعمة بالحياة وكتابا وكراسة، ومحفظة صغيرة وهاتفها الخلوي، تنشد علماً نافعا بغية الوصول إلى أعلى المراتب في التعليم، بدد الاحتلال طموحها سريعا ولم تمهلها أيدي الغدر التمتع بحياتها وشبابها، لكن فلسطين والقدس أغلى منا جميعا، هي دافعت عن كرامة الأمتين العربية والإسلامية'.

وتابع: 'هديل كانت تحب الحياة وتنشدها بشغف تحلم بمستقبل أفضل لأجل فلسطين، أحبت جميع من حولها ومن عرفته وعرفها بصدق، كانت مثالا للأخلاق الحميدة'.

أهالي تل الرميدة وشارع الشهداء قالوا إنه قتل برسم المصالح الإسرائيلية، ليس لشيء سوى بث الرعب في نفوس الناس من خلال القتل المتعمد في وضح النهار، ولإرغام الأهالي على الرحيل من منازلهم في تل الرميدة وشارع الشهداء وجبل الرحمة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، لصالح المستوطنين.

وأكد شهود عيان أن حوارا دار بين هديل والضابط الإسرائيلي الذي أصر على تفتيشها بنفسه بعد عبورها البوابات الحديدية والالكترونية، ولم يتجاوب معها عندما طلبت مجندة لتفتيشها، ليطلق صوبها رصاصه.

وقال منسق شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو،، إن هديل التي تزور عائلات تل الرميدة وشارع الشهداء بهدف تعزيز صمودهم، وصلت في ساعات الصباح الأولى إلى الحاجز المذكور.

وأضاف أن جنود الاحتلال طلبوا منها رفع ملابسها وأحاطوا بها من كل جانب، ولم يمهلها ضابط الاحتلال الحديث إليه، فأطلق الرصاص صوبها فورا، وهي تحاول العودة والابتعاد عن الحاجز.

وتابع عمرو أن جنود الاحتلال استمروا بإطلاق الرصاص صوب هديل حتى بعد سقوطها أرضا، مشيرا إلى أن الرصاص أحدث حفرا في الأرض بعد أن اخترق جسدها الطاهر.

ويقول: 'كان بإمكانهم إطلاق رصاصة واحدة على قدمها، لكنهم لم يسمحوا لها بالدخول أو الخروج وتعمدوا قتلها'.