القدس المحتله ـ صوت الامارات
واصلت اسرائيل حصارها للمسجد الاقصى المبارك وتحديها السافر لكل الاعراف والمواثيق الدولية وردود الفعل الغاضبة ضد استمرار اقتحامها للمسجد الشريف لليوم السادس على التوالي تزامنا مع ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا.
ومنعت سلطات الاحتلال الرجال دون سن الأربعين من الدخول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة. وشهدت مدينة القدس المحتلة توترا واشتباكات داخل الأقصى، وفي الأحياء الفلسطينية المحيطة به، أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين، واعتقل عدد آخر.
واندلعت اشتباكات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في حي سلوان القريب من المسجد الأقصى في القدس المحتلة. ونشر الاحتلال المئات من وحدات الشرطة وما يسمى بحرس الحدود الإسرائيلي على مداخل البلدة القديمة، وعند بوابات المسجد الأقصى.
ووقعت مواجهات عنيفة في محيط البلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتحديدا في كل من حي المصرارة و باب العامود ووادي الجوز وباب حطة والأسباط وباب السلسلة، حيث أطلق الجنود قنابل الغاز والصوت باتجاه المصلين خلال تأديتهم الصلاة، واندلعت المواجهات أيضا في شارع السلطان سليمان بالقرب من محطة الباصات في البلدة القديمة من القدس، وأعتقلت قوات الاحتلال 5 شبان في كل من حي المصرارة و باب العامود.
كما شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات جماهيرية حاشدة بمختلف مناطق قطاع غزة نصرة للمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لهجمة شرسة وعدوان واقتحامات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
وانطلقت المسيرات عقب صلاة الجمعة من مساجد مدينة غزة وتمركزت في وسط المدينة، كما انطلقت من مساجد بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا وانتهت في مدينة جباليا شمال قطاع غزة، وشاركت جماهير غفيرة في مسيرات حاشدة في خان يونس ورفح جنوب القطاع.
ورفع المشاركون في المسيرات لافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي على القدس والأقصى وتدعو للرد على ممارسات الاحتلال وتحذر من عواقب استهداف الأقصى. وكانت حركتا «حماس» «والجهاد» قد دعتا إلى مظاهرات حاشدة من مختلف مساجد قطاع غزة للإعلان عن رفض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى وتكرار اقتحامه من جماعات المستوطنين المتطرفة.
وقال الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام إن «اعتداءات الصهاينة على المسجد الأقصى هي إعلان حرب على هويته الإسلامية، منددا بالاعتداءات الآثمة، والممارسات الوحشية، والسياسات العنصرية التي تُمارس بحقه». وندّد بن حميد في خطبة الجمعة من الكعبة المشرفة بصمت العالم وعجزه إزاء مخطط اليهود لتقسيم المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف بن حميد: إن الصهاينة اختاروا هذا التوقيت للاعتداء على المسجد الأقصى لما تعيشه الأمة الإسلامية من تنافر وفرقة وتناحر إرهابي طائفي.
وتعد الخطبة سابقة هي الأولى منذ سنوات على خطب المسجد الحرام خاصة في وقت اجتماع المسلمين لأداء فريضة الحج. وأكد خطيب الحرم المكي أن انقاذ المسجد الأقصى ليست مهمة عسيرة إذا صحت النوايا وصدقة العزائم وتوحدت الجهود واستوعبت الدروس فالمسلمون كلهم يد على من عاداهم والأمة الحية هي التي تخرج من ظلام الخذلان إلى نور الأمل.. وإن هذه الأمة حية لا تموت حية بقوة الله وقوة هذا الدين» وقال: الأقصى المبارك هو الذي يجب أن تنتهي عنده الخلافات فهو الذي يوحد بين المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة، ولا يمكن أن يترك إخواننا المقاومين وحدهم أمام هذا العدو فإنها قضية المسلمين جميعا والانتصار لها وتأييدها مسؤولية كل مسلم».
وأكد خطيب الحرم أن الدعوة موجهة لجميع المسلمين وخاصة الساسة وأصحاب القرار دولا ومنظمات لبذل كل ما يستطيعون من قوة سياسية ومادية ونظامية ودولية في هذا المجال».
وامتدح المقاومة والمرابطين قائلا: إن «نصرة القدس وفلسطين ببروزها حية في القلوب والكتب والمناهج وكل السياسات ثم بتأييد إخواننا المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس فهم في مقاومة شريفة في قوتها وتحملها وارداتها وثباتها وسيبقى الرباط والمرابطون والنصر قادم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».
كما أدان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية، واستنكر هذه التصرفات بشدة. وجاءت إدانة العاهل السعودي واستنكاره الشديدين لأحداث العنف في الحرم القدسي خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ودعا سلمان إلى ضرورة بذل الجهود والمساعي الأممية الجادة والسريعة، وضرورة تدخل مجلس الأمن لاتخاذ كافة التدابير العاجلة لوقف هذه الانتهاكات على المسجد الأقصى. كما دعا إلى حماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية وإعطاء الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة، وأكد أن هذا الاعتداء ينتهك بشكل صارخ حرمة الأديان، ويسهم في تغذية التطرف والعنف في العالم أجمع.