الجلد في إيران يطال العمال.. بعد الطلبة والناشطين

أفادت وسائل إعلام إيرانية أن محكمة بمحافظة آذربيجان الغربية، شمال غربي إيران، نفذت حكم الجلد ضد 17 عاملاً من عمال منجم الذهب بمنطقة "آق درة شلاق"، بسبب تنظيمهم تجمعات احتجاجاً على طردهم من عملهم.

ويأتي تنفيذ هذا الحكم بالتزامن مع إعلان مدعي عام مدينة قزوين شمال غربي طهران، عن جلد35 شاباً وفتاة، كل واحد منهم 99 جلدة، بعد إدانتهم بالمشاركة في حفل تخرج جامعي مختلط، وقد طال الجلد قبلهم ناشطين وصحافيين وسجناء سياسيين، بسبب آراءهم المنتقدة للنظام. وتداول ناشطون إيرانيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي فيديو عن جلد هؤلاء الشبان والفتيات.

من جهتها، نقلت وكالة "إيلنا" العمالية عن وحيد ياري، محامي عمال المنجم الذين تم جلدهم، أن اعتصام هؤلاء العمال في محيط المنجم أدى الى اشتباكهم مع الحراس، فقام مسؤولو المنجم بتقديم شكوى ضدهم في المحكمة بتهمة "التسبب بأعمال شغب".

وقامت المحكمة بإصدار أحكام بالجلد 100 جلدة والسجن 37 شهرا ضد خمسة عمال، وكذلك50 جلدة والسجن 37 شهرا ضد 3 آخرين، بينما العمال التسعة الآخرين حُكم عليهم من 30 إلى 50 جلدة وغرامة مالية بمبلغ 500 ألف تومان (ما يعادل 150 دولاراً)، وذلك بتهم "الإخلال بالأمن" و"تنظيم تجمعات غير قانونية" و"التورط بأعمال شغب".

يذكر أن القضاء الإيراني، الذي يهيمن عليه المتشددون، قام خلال السنوات الأخيرة خاصة منذ الانتفاضة الخضراء عام 2009، بتشديد الأحكام والعقوبات، حيث لم يقتصر الأمر على زيادة الإعدامات، بل وصل إلى تجديد العمل بكثرة بأحكام الجلد وحتى بتر الأعضاء وغيرها من الأحكام التي تهدف إلى بث الرعب والخوف في المجتمع للحيلولة دون حدوث أية حركات احتجاجية، حسبما تقول منظمات حقوقية دولية.

وفي فبراير الماضي، حكمت محكمة في طهران بالجلد 74 جلدة والسجن 91 يوما، ضد 18 ناشطاً كانوا قد اعتقلوا في وقت سابق، بسبب تظاهرات نظموها أمام سجن "إيفين"، سيئ الصيت، بطهران، للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم من معتقلي الرأي والسجناء السياسيين.

كما طالت أحكام الجلد خلال السنوات الأخيرة، صحافيين وفنانين منتقدين للنظام، من بينهم المخرج السينمائي الإيراني، كيوان كريمي، بعقوبة بالجلد 223 جلدة وسجنه عاماً واحداً مع غرامة مالية قدرها 65 ألف دولار بتهمة إهانة المقدسات والتحريض على النظام، لأنه أخرج وثائقياً عن اللوحات الجدارية السياسية في طهران.