اسطنبول - صوت الامارات
تستعد ساحة تقسيم الشهيرة بوسط اسطنبول ، ساحة كافة المعارك، الاحد لتظاهرة كبيرة دعما للديموقراطية ستضم للمرة الاولى قسما من المعارضة والحزب الحاكم، اثر فشل المحاولة الانقلابية.
وياتي هذا التجمع بعد ثمانية ايام على محاولة الانقلاب التي خلفت 270 قتيلا واعقبتها حملة تطهير واسعة في الجيش والقضاء والتعليم والاعلام ، من قبل النظام الذي تفاجأ تماما بالعملية.
ودعا حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي)، اكبر احزاب المعارضة، الى هذا التجمع في اسطنبول وانضم حزب العدالة والتنمية (اسلامي محافظ) الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب اردوغان الى الدعوة.
وتم تمديد قرار مجانية النقل العام في اسطنبول الذي كان تقرر اثر الانقلاب الفاشل، حتى منتصف ليلة الاحد مع توقع تدفق كبير للمشاركين في التجمع المقرر بداية من الساعة 18,00 (15,00 ت غ).
وبعيد ظهر اليوم نصبت خيام ولافتات كتب عليها "لا للانقلاب". وانتشر مراسلو قنوات التلفزيون في تغطيات مباشرة من الساحة واقيمت حواجز امنية.
وعادة ما تشهد ساحة تقسيم الفسيحة المعارك الكبرى من اجل الديمقراطية في تركيا. وكانت في 2013 مقر اسابيع من التظاهرات العنيفة التي هزت نظام الرئيس رجب اردوغان.
وتؤشر شعارات حزب الشعب الجمهوري الى وجود خلافات داخل ما اعلن انه تجمع موحد كبير من اجل الديمقراطية.
ودعا نائب رئيس هذا الحزب تاكين بنغول "المواطنين" الى القدوم الى ساحة تقسيم "رافعين علما تركيا وصور اتاتورك وحبهم لتركيا في القلوب".
- "تركيا اقوى من اي وقت مضى"-
واضاف بنغول "انه تجمع ينظمه حزبنا، بدعوة منا لكن جميع مواطنين مدعوون (..) لا يجب ان ترفع الا الاعلام التركية وصور اتاتورك في التجمع. ولا يجب ان تكون هناك حتى رايات حزبنا الذي ينظمه".
ومع ان مصطفى كمال اتاتورك يعد فوق الاحزاب، فقد جرت العادة تقليديا ان يرفع صوره انصار حزب الشعب الجمهوري الذي اسسه اب الجمهورية التركية.
وفي معسكر حزب العدالة والتنمية يتجمع الانصار في الشوارع والساحات بما فيها تقسيم كل مساء منذ 16 تموز/يوليو بعد ان دعاهم اردوغان للبقاء في الشارع.
وفي مقال نشرته صحيفة "خبرتورك" اكد رئيس الوزراء بن علي يلدريم ان "الجمهورية التركية هي الان اقوى من اي وقت مضى".
وقال "ان تركيا تسهر على الديمقراطية في كافة انحاء البلاد (..) وسيستمر ذلك طالما لم يتم التخلص من العناصر المعادية للديمقراطية".
وفي الوقت الذي تنهمر فيه الانتقادات على تركيا بسبب عملية التطهير هذه، رفض اردوغان السبت التحفظات والانتقادات الصادرة عن الاتحاد الاوروبي بهذا الشأن.
وقال في مقابلة مع قناة "فرانس 24" الفرنسية ان "ما يقوله (المسؤولون الاوروبيون) لا يهمني ولا استمع اليهم".
وحذر الرئيس التركي من ان الرد على انصار الداعية فتح الله غولن الذي يتهمه بالوقوف خلف محاولة الانقلاب والمقيم في المنفى في الولايات المتحدة، لن يضعف.
- "ادنى من الحيوانات" -
وترجمت تصريحات وزير الزراعة فاروق جيليك حقد انقرة على انصار غولن وذلك في "سهرة من اجل الديمقراطية" نظمت في شانلي اورفة (جنوب شرق) مساء.
وقال بشان الانقلابيين "(اقول) انا وزير الاغذية والزراعة وتربية الماشية، انه حين يقال عن هؤلاء انهم حيوانات ففي ذلك اهانة كبيرة للحيوانات".
وفي احدث اجراء ، مددت تركيا التي فرضت فيها حالة الطوارئ للمرة الاولى منذ 15 عاما، الى ثلاثين يوما فترة التوقيف وحلت اكثر من الفي مؤسسة بينها الحرس الرئاسي.
وفي عملية التطهير غير المسبوقة منذ وصول اردوغان الى السلطة في 2003 ، اغلقت 1043 مؤسسة تعليمية و15 جامعة و1229 جمعية ومؤسسة و19 نقابة.
واكد وزير التربية عصمت يلماظ انه سيتم توظيف 20 الف مدرس على الاقل لتعويض من يطردون او تعلق مهامهم من المدرسين.
والامر الوحيد الذي بدا مطمئنا اثر محاولة الانقلاب هو اطلاق سراح 1200 عسكري.