سول - صوت الامارات
تتواصل فصول الفضيحة السياسية في كوريا الجنوبية التي أصبحت تهدد الخميس الرئيسة بارك غوين هي نفسها، بعدما حذر رئيس الوزراء الذي عينته بأنها يمكن أن تتعرض لملاحقة قضائية.
في موازاة ذلك، وضع أحد أقدم مساعديها آن جونغ بيوم، قيد الحجز الاحتياطي في هذه الفضيحة التي تشمل الصديقة المقربة للرئيسة شوي سون سيل (60 عاماً).
ويشتبه في أن آن ساعد شوي على ابتزاز أبرز شركات البلاد، كما أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب".
وأقيل آن الأحد الماضي، فيما وضعت شوي قيد الحجز الاحتياطي أيضاً عند عودتها الإثنين من ألمانيا التي فرت إليها في سبتمبر (أيلول)، كما صدر طلب اعتقال رسمي بحقها بتهم الفساد واستغلال السلطة.
غضب متزايد
وتواجه بارك غضباً متزايداً من الرأي العام بسبب هذه القضية، وبلغت نسبة شعبيتها أدنى مستوياتها قبل سنة تقريباً على انتهاء ولايتها.
وهزت عاصفة سياسية بارك، بعد الكشف أنها ركنت في إدارتها للكثير من شؤون البلاد الى رأي شوي سون سيل (60 عاماً) وهي ابنة زعيم ديني، وليس لها أي منصب رسمي أو دور استشاري سوى أنها صديقتها منذ 40 عاماً.
وهذه الصديقة التي لقبتها وسائل الاعلام بـ"راسبوتين"، يشتبه في أنها استغلت علاقتها ببارك واطلاعها على أمور البلاد لابتزاز كبرى الشركات مثل سامسونغ، وإرغامها على دفع أموال لمؤسسات أنشأتها لحسابها.
وكانت شوي موضع ثقة الرئيسة التي كانت تستشيرها في أمور البلاد وتطلعها على وثائق سرية، على الرغم من أنها لا تشغل أي منصب رسمي ولا تخضع لأي إجراءات أمنية.
ملاحقة قضائية
وقال كيم بيونغ جون الذي عينته بارك للتو رئيساً للوزراء بعدما أقالت رئيسة الوزراء واثنين من أبرز وزرائها خلال مؤتمر صحافي: "الجميع، بما يشمل الرئيسة، متساوون أمام القانون".
وأضاف "برأيي من الممكن قانونياً مساءلة وإجراء تحقيق حول رئيس يتولى ولايته".
وبموجب الدستور الكوري الجنوبي، فإن رئيس الدولة لا يمكن أن يلاحق قضائياً إذا كان يتولى مهامه، إلا في حالة العصيان أو الخيانة.
يشير البعض إلى أن النيابة تريد التحقيق حول رئيسة الدولة تمهيداً لملاحقات محتملة بعد انتهاء ولايتها.
واعتبر وزير العدل كيم هيون وونغ أيضاً أن النيابة يمكن أن تستمع إلى بارك عملاً بضرورات التحقيق.
وتنفي شوي أن تكون استغلت علاقات الصداقة التي تربطها بالرئيسة لإرغام مجموعات كبرى على دفع أموال.
وحاولت بارك (74 عاماً) تجاوز الأزمة عبر القيام بحملة تطهير في أوساطها، وإلى جانب رئيس وزرائها أقالت أيضاً وزيرين بارزين.
وتأمل في توسيع حكومتها خارج نطاق حزبها المحافظ "سانوري" مع تعيين كيم بيونغ جون على سبيل المثال رئيساً للحكومة، وفي كوريا الجنوبية يعتبر منصب رئيس الوزراء فخرياً إلى حد كبير.
المعارضة تطالب بالتحقيق
وأعلنت أيضاً تعيين مدير جديد لمكتبها هو هان غوانغ أوك، المساعد السابق للرئيس الراحل كيم داي جونغ، الذي يفترض به، بحسب القصر الرئاسي، أن يعيد عمل السلطة التنفيذية إلى سكته.
لكن المعارضة تطالب بتحقيق معمق حول العلاقات بين الرئيسة وشوي، وتهدد بعرقلة تعيين رئيس الوزراء الجديد في البرلمان.
وشوي هي ابنة رجل دين غامض يدعى شوي تاي مين، نصب نفسه زعيماً لطائفة دينية هي "كنيسة الحياة الأبدية"، وأصبح مرشداً لبارك غوين هي بعد اغتيال والدتها في العام 1974.
وبحسب وسائل الإعلام الكورية الجنوبية فان شوي سون سيل، ورثت عن والدها الذي توفي عام 1994 تأثيراً غير ملائم ومسيء على الرئيسة، وكان زوجها السابق أحد أبرز مساعدي بارك حتى انتخابها في العام 2012.
وقالت وسائل إعلام أيضاً أن شوي كانت تتردد باستمرار إلى القصر الرئاسي منذ تنصيب بارك في فبراير (شباط) 2013، لكن الرئاسة نفت بشدة هذه المعلومات مكتفية بالاعتراف فقط أن الرئيسة طلبت من شوي بعض النصح حول خطابات.