قوات الحكومة السورية تسيطر على 85% من شرق حلب

واصل الجيش السوري، أمس الجمعة، هجوماً على حلب بمعارك برية وضربات جوية، في عملية لاستعادة السيطرة على كامل الجزء الشرقي المحاصر الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة، مما يقرب الرئيس، بشار الأسد، من النصر في الحرب.
وقال مصدر عسكري سوري إن "تقدم القوات يسير وفقاً للخطة، وفي بعض الأحيان أسرع من المتوقع". وأضاف أن "الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على 32 من أصل 40 حياً في شرق حلب، بما يمثل نحو 85% من المنطقة".
وأكد صحفيون ومقاتلون من المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة توغل الجيش، لكن لم ترد أنباء عن تحقيق الجيش السوري لمكاسب تذكر.
ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى وزير الخارجية، سيرغي لافروف، قوله في وقت متأخر من مساء الخميس إن "الجيش السوري أوقف أنشطته العسكرية للسماح للمدنيين بمغادرة الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة".
وقال مصدر عسكري سوري في وقت لاحق إن "الجيش قلل إلى حد ما من أنشطته للسماح للمدنيين بعبور آمن خارج شرق حلب في خطوة ستسمح أيضاً للجيش بالقيام بمناورات أوسع نطاقاً ضد مقاتلي المعارضة".
وقال مسؤول في جماعة الجبهة الشامية من تركيا إن "الجيش وحلفاءه حاولوا التقدم على جبهتين".
وأضاف أن "الهجمات بطائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية والقصف الصاروخي مستمرة مثل كل يوم ولم يتغير شيء. وكان يصف الوضع حتى الساعة التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي يوم الجمعة". وأضاف المسؤول أن "مقاتلي المعارضة صامدون رغم القصف".
وتحارب القوات الجوية الروسية وفصائل شيعية مدعومة من إيران في حلب إلى جانب الحكومة. ولم يعط قادة مقاتلي المعارضة أي إشارة على قرب انسحابهم فيما يتكدس السكان المدنيون في مناطق تتناقص مساحتها باستمرار في الشرق.
وقال المسؤول بوزارة الدفاع الروسية، سيرغي رودسكوي، أمس الجمعة، إن "ما يصل إلى 10500 شخص غادروا شرق حلب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية"، ولم يتسن التأكد من ذلك بصورة مستقلة.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين تمكنت قوات الحكومة والقوات المتحالفة معها من طرد مقاتلي المعارضة من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في المدينة التي كانت قبل الحرب أكثر مدن سوريا سكاناً. وسيطر المعارضون على الشطر الشرقي من حلب منذ 2012، وقال الأسد في مقابلة نشرت يوم الخميس إن "استعادة حلب ستغير مجرى الحرب الأهلية في سوريا بأكملها".
وتبدو الحكومة السورية حالياً أقرب إلى النصر من أي وقت مضى خلال السنوات الخمس الماضية منذ بداية الاحتجاجات ضد الأسد ثم تطورها إلى معارضة مسلحة. وقتلت الحرب في سوريا أكثر من 300 ألف شخص وشردت أكثر من نصف سكان سوريا.
وخارج حلب أعلن الجيش السوري وقفاً لإطلاق النار في عدة مناطق حول دمشق وفي محافظة إدلب في شمال غرب البلاد اعتباراً من مساء الجمعة دون الكشف عن فترة الهدنة. ولم يصدر تعليق فوري من مقاتلي المعارضة عن الهدنة.