الرباط - صوت الامارات
ارحلي إلى بلدك المغرب إذا لم تكوني مسرورة".. جملة كانت كافية لتقلب الجلسة الافتتاحية للبرلمان البلجيكي اليوم الخميس رأسا على عقب، بعدما جهها النائب الفدرالي لوك فان بيزون إلى زميلته النائبة ذات الأصول المغربية مريم كتير، ردا على انتقاداتها للحكومة الفدرالية.
وأثارت عبارة النائب البلجيكي الكثير من الامتعاض والاستنكار وسط برلمانيين، واعتبرها البعض سلوكا عنصريا تجاه النائبة التي انتقدت جوابا لرئيس الوزراء شارل ميشيل؛ فيما رد البرلماني المعني بأن الذين يعرفونه ولو عن بعد يدركون بأنه لا يمكنه النطق بتلك الجملة.
النائبة ذات الأصول المغربية روت ما جرى للصحافة البلجيكية، وقالت إنها كانت عائدة إلى مقعدها بعد أن ألقت كلمتها، قبل أن يتناهى إلى سمعها قول النائب بيزون لها: "عودي إلى المغرب إذا لم تكوني فرحة"، مضيفة أن زميلها كريستوف كالفو سمع بدوره تلك العبارة التي وصفتها بـ"العنصرية".
وبالنسبة إلى مريم، فإن "النائب الذي تفوه بذلك الكلام تعرض لضغوطات جعلته يتراجع إلى الخلف، ويزعم أن خطابه لها بالرحيل إلى بلدها تم فهمه بشكل خاطئ"، مبرزة أن "هذا النوع من الخطاب، سواء كان داخل أو خارج البرلمان البلجيكي، أمر خطير وينم عن عنصرية واضحة".
وقال نواب بلجيكيون إن ما يصدر عن أي برلماني من كلام أو تصريحات محسوب عليه، وأنه مهما كان هدف النائب لوك فان بيزون فإن تدخله لم يكن في محله، وأبدوا أسفهم من الواقعة التي وصفوها بـ"غير المقبولة" كيفما كان الزمن أو المكان، داعين النائب المذكور إلى الاعتذار.
رئيس الغرفة البرلمانية، سيغفريد براك، نعت ما تفوه به النائب المعني بالأمر بأنه "خارج السياق"، وبأنه "كلام لا يتعين سماعه داخل الفضاء البرلماني"، مبديا عدم إمكانية معاقبة البرلماني، بالنظر إلى "حرية التعبير التي يتمتع بها النواب في ممارسة مهامهم"، على حد تعبيره.
"سيستمر الجميع في قول ما يريدون، لأن حرية الرأي والتعبير أسمى، وهي السائدة داخل التكتل البرلماني، ولكني لا أتفق تماما مع نعوت وتصريحات مثل التي جاءت على لسان النائب المذكور، رغم أنني لم أسمعها بأذني مثل عدد من البرلمانيين"، يورد سيغفريد براك.