عناصر الأمن العراقية

أماط مسؤولون عراقيون اللثام عن مساعٍ لتقليص عدد القوات الأجنبية في البلاد بعد إكمال هزيمة تنظيم داعش، وفيما دمّرت قوات الأمن مقاراً للإرهابيين في قضاء القائم، اقتربت معركة تحرير الحويجة التي أعلنت قوات البيشمركة المشاركة فيها. ونفى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وجود قواعد عسكرية للقوات الأجنبية داخل العراق، محذراً من تصوير الانتصارات في تلعفر ومناطق أخرى على أنها اتفاقات دولية. وكشف العبادي عن أنّ أعداد القوات الأجنبية في العراق يقترب من التسعة آلاف وخمسمئة عنصر بينهم 5 آلاف أميركي، وأنّ هنالك مساعي لتقليص تلك الأعداد ما بعد الانتهاء من داعش باعتبار أنّه لا يوجد أي مبرر للإبقاء على تلك الأعداد.

وقال العبادي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي: «هنالك إشاعات مغرضة هدفها إضعاف الدولة والتأثير على معنويات القوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب، مشيراً إلى أنّ الكثيرين لم ترق لهم الانتصارات وحاولوا تشويهها من خلال تفسير ما تحقق على أنّه اتفاقات دولية وإقليمية».

وأكّد العبادي أنّ تحرير الحويجة قادم، وأنّ هناك تنسيقاً مع البيشمركة حول عمليات تحرير الحويجة كونها تقع عند مناطق محاذية للإقليم، مضيفاً: «خلال معارك التحرير تم القضاء على آلاف الإرهابيين من عناصر داعش، والتنظيم اليوم بات ضعيفاً، فيما العراق بدأ يستعيد عافيته بعد تحرير أغلب مدنه، وقد تبعت ذلك خطوات أخرى في الجوانب الاقتصادية وغيرها».

تدمير مقار

أعلنت مديرية الاستخبارات والأمن العراقية أمس، عن تدمير خمسة مقار لتنظيم داعش في قضاء القائم بمحافظة الأنبار. وذكر بيان لمديرية الاستخبارات والأمن، أن «قيادة القوة الجوية نفّذت عدة ضربات جوية ناجحة، استطاعت خلالها تدمير خمسة مقار لداعش وقتل العشرات من عناصره، لافتاً إلى أنّ الإرهابيين كان بحوزتهم مختلف الأسلحة في قضاء القائم بالأنبار».

إلى ذلك، أكّد مصدر في قوات الأمن الكردية «الأسايش»، أنّ قوات جهاز مكافحة الإرهاب التابع للبيشمركة أحبطت هجوماً لتنظيم داعش قرب طوزخورماتو جنوبي محافظة كركوك، مشيراً إلى أنّ معلومات استخبارية وردت لقوات البيشمركة عن تحركات لعناصر التنظيم لمهاجمة مواقع قوات البيشمركة في قرية الزركة، في وقت مبكر صباح أمس.

رسم خريطة

في الأثناء، كشف مصدر عسكري رفيع المستوى في قيادة العمليات المشتركة، أنّه قد تمّ رسم خريطة المعركة لتحرير ما تبقى من مناطق لا تزال تحت سيطرة داعش في العراق، لا سيّما قضاء الحويجة، مضيفاً: «وضعت اجتماعات لقيادات الجيش وعمليات شرق دجلة، الملامح النهائية للمعارك المرتقبة لتحرير ما تبقى من مناطق صلاح الدين وجبال حمرين وديالى وقضاء الحويجة والساحل الأيسر لقضاء الشرقاط». وأوضح أن القوات الأمنية تتجه إلى الحويجة، حيث ستنطلق العمليات العسكرية من هناك ثم إلى مناطق جبل حمرين وتنتهي في مناطق الزرقة والعباسي.

انطلاق قطعات

في السياق، أعلنت خلية الإعلام الحربي، عن انطلاق قطعات عسكرية إضافية من بغداد للمشاركة في عمليات «قادمون يا حويجة» لتحرير القضاء من سيطرة داعش. من جهته أفاد مصدر في الحكومة المحلية لمحافظة كركوك، بأنّ تنظيم داعش اتخذ من الحمير وسيلة جديدة للتنقل وتهريب الأموال من الحويجة جنوب غربي المحافظة إلى حدود محافظتي ديالى وصلاح الدين. وأضاف أنّ عدداً من عناصر داعش، لا سيّما القياديين تسللوا ومعهم أكياس ممتلئة بالأموال، مهربة من الحويجة.

مشاركة بيشمركة

على صعيد متصل، أكدت قوات البيشمركة الكردية أن قطعاتها ستشارك في عملية تحرير الحويجة من سيطرة تنظيم داعش. وكشف مسؤول البيشمركة في المحور الغربي لمحافظة كركوك، كمال كركوكلي، عن أن الهجوم على داعش في الحويجة سيكون عبر جهتين وبشكل متزامن. وأوضح أن قواته ستتولى الهجوم من الجهة الشمالية، والقوات العراقية من الجهة الجنوبية. وأضاف أن مهمة «حشد الحويجة» ستكون مسك المناطق المحررة ومساندة القوات المتقدمة.