فى أجواء التوتر مع الولايات المتحدة، يزور الرئيس الفلسطينى محمود عباس بروكسل، اليوم الاثنين، للحصول على دعم الاتحاد الأوروبى لسعيه إلى دولة مستقلة، لكن أبعد من تبادل وجهات النظر لن يقدم الأوروبيون المنقسمون على الأرجح أى إجراء ملموس حاليا.

وسيلتقى عباس ظهر الاثنين وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موغيرينى ووزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء فى الاتحاد على هامش إجتماعهم الشهرى، كما حدث خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو فى 11 ديسمبر الماضى.

وسيتناول الأوروبيون فى اجتماعهم أيضا قضيتين إقليميتين تشكلان مصدر قلق هما ليبيا حيث يدعم الاتحاد الأوروبى جهود الأمم المتحدة لمساعدة المهاجرين المحتجزين فى مراكز اعتقال على العودة الى بلدانهم، وايران بعد تشكيك ترامب فى الاتفاق النووى.

وقال وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى لوكالة فرانس برس الأحد ان محمود عباس سيطلب من الاتحاد الأوروبى "الاعتراف بدولة فلسطين" ردا على قرار الرئيس الأمريكى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وتتزامن محادثات عباس فى بروكسل مع جولة يقوم بها نائب الرئيس الاميركى مايك بنس فى الشرق الاوسط تشمل مصر والاردن واسرائيل، ويقاطعها القادة الفلسطينيون.

وقال الخبير السياسى الفلسطينى جهاد حرب أن "لهذا التزامن (بين زيارة عباس وجولة بنس) مغزى. فهو سيعطى صورة لتوازن بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة فى المنطقة: أبو مازن مع الأوروبيين وبنس مع الإسرائيليين"، وأضاف أنه "امر مهم لصورة" عباس (82 عاما) المهدد بالعزلة بعد مسيرته الطويلة.

وردا على القرار الاحادى الذى اعلنه ترامب بشأن القدس، باتت القيادة الفلسطينية ترفض "الاحتكار الأمريكى" فى عملية السلام، وإن كان محمود عباس "يريد أن يكرر التزامه بعملية السلام، وسيقول لن انسحب من عملية السلام، وسأبقى ملتزما"، حسب المالكى.

وقال هيو لوفات المحلل فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية أن "الفلسطينيين يسعون الى الخروج من عملية تقودها الولايات المتحدة من اجل عملية متعددة الاطراف، ويبدو ان هناك ارادة اكبر من جانب الاتحاد الاوروبى فى التفكير فى مثل هذه العملية".

ويريد الاتحاد الأوروبى المساهمة فى إعادة إطلاق عملية السلام المتوقفة منذ 2014 لانقاذ "حل الدولتين"، لكن من الواضح ان الاعتراف بدولة فلسطينية، المرهون بموقف كل دولة على حدة، ليس مطروحا اليوم.

وقالت مصادر دبلوماسية أن أفصى ما يمكن ان يقدمه الاوروبيون هو إقتراح إمكانية إبرام "إتفاق شراكة" بين الاتحاد والسلطة الفلسطينية مثل ذاك الموقع مع اسرائيل او كوسوفو. لكن اتفاقا كهذا يجب ان توقعه دولة تتمتع بالسيادة.

وتبدو فرنسا خصوصا منفتحة على هذه الفكرة، وقالت مصادر أوروبية "يجب اعطاء شىء ما إلى الفلسطينيين" لتجنب قيام عباس "باغلاق الباب فى وجه الأمريكيين".

على الرغم من تذكير الاتحاد الأوروبى مرارا "بمواقفه الثابتة" حول حل الدولتين داخل حدود 1967 والإستيطان الإسرائيلى ووضع القدس ، قالت مصادر فى بروكسل أن الدول الـ28 لا يمكنها إخفاء "الخلاف فى وجهات النظر والاختلافات فى الطرح".

وصرح مسؤول اوروبى كبير بشأن إتفاق شراكة "لسنا سوى فى مرحلة تمهيدية جدا"، ورد المالكى الأحد أن هذا الاتفاق يمكن أن يكون "بديلا" لاعتراف حسب الأصول بفلسطين.

وستتناول المفاوضات أيضا قضيتين إقليميتين تشكلان مصدر قلق هما ليبيا حيث يدعم الاتحاد الأوروبى جهود الأمم المتحدة لمساعدة المهاجرين المحتجزين فى مراكز إعتقال على العودة الى بلدانهم، وإيران بعد تشكيك ترامب فى الاتفاق النووى.

ولم تكشف الدول الأوروبية الثلاث الموقعة للاتفاق (فرنسا وبريطانيا والمانيا) وموجيرينى كيف تنوى الرد على المهلة التى حددها الرئيس الأمريكى الذى يريد بحلول 12 مايو اتفاق متابعة لجعل بعض بنود الاتفاق دائمة ويريد ايضا منع إيران من تطوير صواريخ بالستية.

واعترف دبلوماسى أوروبى أن "هذه المهلة باغتتنا". وأضاف أن مشاورات بدأت لمحاولة "التوصل إلى صيغة سحرية تسمح "بالابقاء على ترامب" فى الاتفاق "لكن لم ينجز أى شئ نهائيا بعد".

ويفترض ان تتبنى الدول ال28 ايضا الاثنين عقوبات ضد 17 كوريا شماليا مشاركين فى التجارب النووية والصاروخية لبيونج يانج، وستدرج أسماء هؤلاء على "اللائحة السوداء" للاتحاد الأوروبى ما سيؤدى إلى تجميد ممتلكات لهم ومنعهم من دخول أراضى الاتحاد.