فرار مسلمي الروهينجا

روت صحيفة الجارديان البريطانية، فصولا من إحدى المذابح التى يتعرض لها مسلمو الروهينجا فى دولة بورما، مؤكدة فى تحقيق استقصائى مطول نشرته من خلال موقعها على الإنترنت، أن عددا من الفارين قصوا مشاهد الرعب التى تعرضوا لها على يد الجيش البورمى.

ورصدت الصحيفة اللندنية فى تحقيقها، مأساة سكان قرية "تولا تولى" الذين واجهوا الجيش البورمى منفردين عزلا من كل سلاح إلا الإيمان بالله والتمسك بالعقيدة التى يبادون من أجلها. 

وحكى مسلمو الروهينجا الفارين عبر الحدود إلى بنجلاديش أنهم لا ينسون مشاهد أقاربهم وجيرانهم الذين قتلهم الجيش وأحرقهم أمام أعينهم، بعد أن نجحوا فى الفرار من الجحيم المروع.

وقالت الصحيفة فى تحقيقها، إن قرية "تولا تولى" يمر بها نهر متدفق وسريع وهو ما يحول دون عبور معظم الأهالى إلى الضفة الأخرى ولذلك سمحت الطبيعة الجغرافية للمكان، للجنود البورميين فى الجيش بالجرى خلف الفارين واحتجازهم على ضفاف النهر الرملية، ثم إطلاق النار على بعضهم على الفور، وبينما حاول البعض منهم الفرار عبر إلقاء نفسه فى النهر، غرق الكثيرون لعدم إجادتهم السباحة لمسافات طويلة.

ونقلت الجريدة عن أحد الفارين ويدعى أحمد أنه قام بخطوة جريئة حين عبر إلى الضفة الأخرى من النهر ومن ثم اختبأ فى الغابة الكثيفة ومن هناك شاهد اللحظات الأخيرة لعائلته.

وقال أحمد فى مقابلة أجريت معه بينما تدمع عيونه بالدماء ويلطخ قميصه بالعرق والأوساخ، بعد أسبوع فى مخيم للاجئين فى بنجلاديش وهو البلد المجاور لبورما: "كنت على مقربة من الماء وشاهدت عائلتى تباد أمامى".

وروى أحمد، وفقا للصحيفة الإنجليزية، إن المراهقين والبالغين أصيبوا بنيران البنادق بينما تم إلقاء الأطفال والرضع، بمن فيهم ابنته الصغرى، حسينة البالغة من العمر ستة أشهر، فى المياه.