محمد عبدالله فارماجو

انتخب رئيس الوزراء الصومالي السابق محمد عبد الله فارماجو رئيسا جديدا للبلاد، وذلك بعد جولة تصويت برلمانية ثانية. ويرى مراقبون دوليون أن الانتخابات الرئاسية خطوة هامة من أجل الصومال، التي سقطت في فوضى عقب انهيار ديكتاتورية محمد سياد بري عام 1991، حيث تحاول تدريجيا ترسيخ ديمقراطيتها الوليدة. وبعد الجولة الأولى من التصويت، والتي خاضها 21 مرشحا اليوم وتم بثها مباشرة عبر التليفزيون، خاض المنافسون الثلاثة الذين حصلوا على أكبر عدد من الأصوات الجولة الثانية.

وحصل فارماجو، الذي نافس الرئيس حسن شيخ محمود والرئيس الاسبق شريف شيخ أحمد، على 184 صوتا. وكان رئيس الوزراء السابق بحاجة إلى 219 صوتا كي يتجنب الدخول في جولة تصويت ثالثة، إلا أن محمود وأحمد اقرا بهزيمتيهما بعد حصولهما على 97 و 46 صوتا على التوالي. ونزل الآلاف من المواطنين إلى الشوارع واطلق الجنود اعيرة نارية في الهواء احتفالا بفوز فارماجو، الذي يتمتع بدعم شعبي كبير.

وقال الرئيس الجديد، الذي شكر سلفه لسماحه للبرلمان تجنب جولة ثالثة من التصويت، "ها هي صفحة جديدة من أجل الصومال". وبررت الحكومة الصومالية اختيارها لنظام الانتخاب البرلماني بضعف البنية التحتية الانتخابية وتهديد جماعة "الشباب" الإسلامية الراديكالية التي أعلنت عن خطط لإفساد الانتخابات.

وتم انتخاب البرلمان الجديد في الصومال في انتخابات استغرقت أسابيع وبدأت في نوفمبر الماضي، ولم تمنح حق التصويت للناخبين المؤهلين. وتم انتخاب مجلس النواب الذي يضم 275 عضوا عن طريق المجمعات الانتخابية، كما انتخبت مجالس الولايات أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 54 عضوا، وذلك يعود بصورة جزئية إلى القلق من احتمالات تعطيل جماعة "الشباب" اجراء التصويت. وصرح أحد أعضاء اللجنة الانتخابية، والذي طلب عدم كشف هويته، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأنه تم تغيير موقع التصويت من أكاديمية الشرطة حسب المقرر في البداية إلى مجمع المطار لدواع أمنية.

وحظرت حركة المرور والرحلات الجوية وتم نشر دوريات أمنية في العاصمة. ولقي ستة أشخاص حتفهم صباح اليوم الأربعاء بعدما هاجم مسلحون يشتبه بأنهم من جماعة "الشباب" فندقا في مدينة بوصاصو الساحلية شمالي البلاد، ومن بين القتلى أربعة من حراس الفندق ومسلحان من المهاجمين الذين تصدت لهم قوات الأمن.