مسلمي الروهينجا

دعا رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الحاج أمادو ج. سي إلى ضرورة التوصل لحل سياسي لأزمة مسلمي الروهينجا بميانمار ..داعيا زعماء العالم "دون استثناء" إلى التعامل مع الوضع بشكل جدي. وأشار رئيس الاتحاد - في تصريحات لصحيفة /الجارديان/ البريطانية أثناء زيارته مخيمات اللاجئين في مدينة كوكس بازار الساحلية في بنجلاديش نشرتها اليوم الخميس - إلى أنه يجب أن يتم إيجاد حل سياسي للمشكلة من أجل تقليل حجم العوامل التي تجبر الروهينجا على النزوح لأن وطنهم لم يعد آمنا..مشيرا إلى أن القضية سياسية في أيدي الزعماء السياسيين ليتحملوا مسؤوليتها، آملا في أن يضطلعوا بالمسؤولية بشكل جدي، جميعهم بلا استثناء على المستوى الوطني وعلى المستوى الدولي.

وقال سي: "نحن نواجه أزمة غير مسبوقة، لا من حيث أبعادها فحسب؛ بل أيضا من حيث مدى حرمان اللاجئين من الاحتياجات المتعددة "..مضيفا أن الصليب الأحمر يتاح له الوصول بشكل أكبر من أي جهة أخرى؛ إلا أنه لا يمكن جعل مسؤولية الاستجابة للأزمة بأكملها على عاتق الصليب الأحمر بمفرده، حيث يجب تمكين جهات إنسانية أخرى من الدخول في عمليات الإغاثة، كما أن العدد الكبير من الروهينجا الذين يعانون الجوع والإنهاك فاق قدرات طاقم الصليب الأحمر.

ولفت رئيس الاتحاد إلى أنه لم يرَ مثل هذا الكم من الأطفال في أزمة من قبل ، حيث يقدر عدد مسلمي الروهينجا الذين عبروا الحدود إلى بنجلاديش بأكثر من 603 آلاف شخص، وأكثر من نصفهم من الأطفال، بحسب التقرير الأخير لليونسيف..مشيرا إلى أنها شاهدوا أشياء لا يجب أن يشاهدها طفل أبدا. كما أعرب عن صدمته لحال اللاجئين الذين يصلون بعد أيام من السير على الأقدام للوصول إلى الحدود، في حالة من الجوع والخوف والإنهاك.. مضيفا أن ما يراه من الأوضاع السيئة للاجئين أمر مختلف تماما، عما رآه في أزمات أخرى من قبل. 

وأشارت الصحيفة إلى أن ميانمار تمنع معظم المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة من الوصول إلى أجزاء من ولاية راخين بشمال البلاد، وهي مناطق تُتهم قوات الأمن فيها بارتكاب جرائم اغتصاب ومذابح في حق مسلمي الروهينجا، وتم السماح للصليب الأحمر بتقديم المساعدة العاجلة لعشرات الآلاف من الأشخاص الموجودين داخل ميانمار في 25 أغسطس الماضي، عندما اندلعت أعمال العنف. كما ذكرت الصحيفة أن الضغط الدولي يتزايد على ميانمار ، حيث أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس عقوبات اقتصادية لفرضها عليها، كما بدأت بنجلاديش وميانمار محادثات بشأن إعادة الروهينجا النازحين إلى بلادهم، حيث يرغب الكثير منهم في العودة في حال ضمان سلامتهم.