المقاومة الشعبية

دمّر التحالف جسورًا تربط صنعاء بمحافظة الحديدة على البحر الأحمر، وواصلت قواته والمقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية اليمنية تقدُّمها في محافظة مأرب، فيما أفيد بمقتل عشرات من مسلحي الجماعة، وفرار آخرين من مواقعهم.

وأعلنت وكالة أنباء الإمارات ليل الاثنين مقتل جندي إماراتي ثانٍ خلال الهجوم البري للتحالف في مأرب، مشيرة إلى أن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حققت نجاحات كبيرة على الأرض.

وشهدت مدينة عدن الثلاثاء احتجاجات غاضبة، وحرق إطارات وإغلاق شوارع لساعات، من قبل مئات من المجنّدين الجدد الذين كانوا التحقوا بأحد المعسكرات التدريبية من دون قبولهم رسميًا في السلك العسكري، أو اعتماد رواتب لهم ضمن القوات التي قاتلت تأييدًا للحكومة الشرعية.

وأكدت مصادر المقاومة الشعبية الثلاثاء أن وحدات الجيش الموالي للحكومة الشرعية في اليمن، تمكنت مع قوات التحالف من السيطرة على مواقع إستراتيجية للحوثيين غرب مدينة مأرب، وواصلت تقدُّمها لقطع طرق إمداد الجماعة من صنعاء، في ظل تقديرات أفادت بمقتل 50 حوثيًا منذ بدء العمليات العسكرية الأحد الماضي والهادفة إلى طرد الجماعة من مأرب، في سياق التحضير للمعركة الفاصلة في صنعاء.

وأضافت المصادر أن قوات الشرعية وقوات التحالف سيطرت على "تبة المصارية" وعلى أجزاء كبيرة من منطقة الجفينة، وتواصل الزحف باتجاه جبل "البلق" الاستراتيجي بالتزامن مع قصف مدفعي، أدى إلى إرباك صفوف الجماعة وأجبر عشرات من مسلحيها على الهرب من مواقعهم.

وكثّف طيران التحالف غاراته على مواقع الجماعة في محافظات حجة وصعدة والمحويت والبيضاء، وأكدت مصادر محلية وشهود أن الغارات دمّرت عددًا من الجسور على الطرق الرئيسة التي تربط صنعاء بمحافظة الحديدة على البحر الأحمر.

وأشارت مصادر إلى أن غارات التحالف استهدفت مواقع للجماعة في حجة ومنازل قياديين فيها، ودمّرت الجسر الرئيس الذي يربط مدينة حجة بصنعاء في منطقة شرس، كما دمّرت في محافظة المحويت جسر "باب مقشلة" في مديرية بني سعد، وجسر "باب ريشة" وجسري "زحام" و"لاحمة" في مديرية الرجم.

إلى ذلك، أفادت المصادر بأن غارات أخرى طاولت مدينة ضوران وقرية حشران في منطقة آنس غرب مدينة ذمار، واستهدفت منازل قياديين موالين لجماعة الحوثيين ومواقع لها في مديريتي الزاهر ومكيراس في محافظة البيضاء، وسط أنباء عن مقتل سبعة حوثيين في هجمات استهدفت دوريات للجماعة في مديريتي الشرية ورداع.

على الصعيد السياسي عاد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى الرياض لإجراء مزيد من المشاورات مع الحكومة اليمنية والجهات الفاعلة ودول المنطقة في شأن المخاوف المتصلة بالصراع اليمني.

وأعلن الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن ولد الشيخ أحمد يواصل مهمته في ظل التحفظات التي أبدتها الحكومة اليمنية، بعد انسحابها من مفاوضات السلام مع الحوثيين بوساطة الأمم المتحدة، علمًا بأنها كانت اشترطت للتفاوض معهم قبولهم القرار "2216".

وأكد الناطق عدم وجود حل عسكري للصراع، مشددًا على ضرورة أن تنخرط كل أطرافه سريعًا وبنيات حسنة، في البحث عن حلول سياسية على طاولة التفاوض، مع الأخذ في الاعتبار وضع نهاية للقتال في اليمن.

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر ليل الاثنين، قرارات بتعيين ثلاثة وزراء في حكومة خالد بحاح، هم المهندس سيف محسن عبود الشريف وزيرًا للنفط والمعادن، ونايف صالح البكري وزيرًا للشباب والرياضة، والدكتور ناصر محسن باعوم وزيرًا للصحة العامة والإسكان.

وقضت القرارات ضمنًا بإقالة محافظ عدن نايف البكري، القيادي المحسوب على حزب "التجمع اليمني للإصلاح" وسط انتقادات واسعة لهذا القرار من قبل ناشطي الحزب، ويعتقد مراقبون بأن هادي يسعى إلى تعيين محافظ لعدن ممن يثق في ولائهم له.

على صعيد آخر أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن الحوثيين دأبوا على إخفاء خصومهم، على غرار محمد قحطان (57 عامًا) القيادي في حزب "تجمّع الإصلاح" الذي اعتقل في نيسان / أبريل وانقطعت أخباره، وطالبت المنظمة في بيان بالإفراج عن القيادي المعارض في الحزب ما لم يوجّه إليه اتهام بجريمة معترف بها.