تنظيم "داعش"

كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية عن أن تنظيم "داعش" الإرهابي دس عناصر تابعة له في مظاهرات الحراك الشعبي اللبناني بهدف إثارة فتنة طائفية والتحريض على وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق.

وقالت الصحيفة إن الأمن العام اللبناني أوقف في شمال لبنان اثنين من عناصر خلية تابعة لـ"داعش" يقودها إرهابي لبناني هارب ، كانت تخطط للقيام بعمليات تفجير وإعداد العبوات الناسفة لاستهداف مراكز وآليات وعناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالإضافة إلى تكليف هذه المجموعة لبعض المندسين بالانخراط في تظاهرات الحراك المدني الأخيرة في وسط بيروت والقيام بسب المسئولين وكتابة عبارات مسيئة ونابية على ضريح رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري وذلك بهدف إثارة الفتنة والنعرات الطائفية.

وأضافت الصحيفة ان زعيم هذه الخلية اللبناني "ن.س" جند شخصاً بالفعل شارك في المظاهرات يدعى "عبد الرزاق أ" من عكار بشمال لبنان، واتفق معه على التوجه إلى بيروت للمشاركة في احتجاجات ساحات رياض الصلح أمام مقر الحكومة.

وبالفعل توجه عبد الرزاق إلى اعتصام رياض الصلح الذي توسع في إحدى مراحله باتجاه ساحة الشهداء، وتلقى أمراً بسب وزير الداخلية نهاد المشنوق أمام المتظاهرين ووسائل الإعلام، وبالفعل بادر إلى فعل ذلك أكثر من مرة، وهو أمر أقر به في إفادته أمام المحققين، كما تلقى أمراً بكتابة عبارات نابية ومسيئة على ضريح رفيق الحريري في وسط العاصمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جواب عبد الرزاق جاء فيه ، أن هذا الأمر قد يؤدي إلى فتنة كبيرة، فسارع الشخص الذي جنده إلى إبلاغه أن ما يطلبه منه هو "أمر شرعي" غير قابل للنقاش، وتبين لاحقاً أن عبد الرزاق أعطى موافقته على ما طلب منه بواسطة رسالة قصيرة "إس أم إس"، غير أنه قال للمحققين إنه لم ينفذ المطلوب منه في الضريح برغم وجوده بالقرب منه.

على صعيد آخر.. لفتت الصحيفة إلى أهمية العملية التي قام بها الجيش اللبناني أمس بالقبض على أمير "داعش" في عرسال المدعو إبراهيم قاسم الأطرش المتورط في قضايا إرهابية عدة.

وأشارت إلى أن الأطرش ملاحق منذ نحو سنتين، وكان من بين أوائل المتعاملين مع المجموعات الإرهابية التي تمركزت في جرود عرسال بعد اندلاع الأزمة السورية، وساهم مع أمير "النصرة" الحالي في القلمون أبو مالك التلي في تشكيل مجموعات "النصرة" في جرود عرسال، وتولى مسئولية "لواء الحق" قبل أن يبايع تنظيم "داعش" الذي عيّنه أميراً على عرسال.

وقال مصدر أمني مطلع لـ"السفير" إن توقيف الأطرش يعد من الإنجازات الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وخصوصا أنه متورط في الهجوم الذي تعرض له الجيش في الثاني من أغسطس 2014 في عرسال، بما في ذلك خطف العسكريين (في الجيش وقوى الأمن) وتصفية بعضهم، كما أنه مسئول عن اغتيال قياديين في "الجيش السوري الحر"، أبرزهم العقيد المنشق عن الجيش السوري عبدالله الرفاعي (يتردد أنه قتله بيده في أحد شوارع عرسال على مرأى من أهل البلدة).

وأشار المصدر إلى أن الأطرش شارك في إدخال العديد من السيارات المفخخة من القلمون السوري إلى عرسال، وتم لاحقا إرسالها إلى مناطق لبنانية عدة ، كما شارك في إطلاق صواريخ على مدينة الهرمل وبلدة اللبوة، فضلاً عن استهداف مواقع عدة للجيش اللبناني.

وأكد المصدر الأمني أن الجيش اللبناني تمكن منذ 2 أغسطس 2014 من إلقاء القبض على حوالي 200 إرهابي.