الأيادي البيضاء تقود سباقًا

 

قادت الأيادي البيضاء لأبناء الشعب الإماراتي سباقاً خيرياً لم يمتد أكثر من 10 دقائق متكفلين بتكاليف العملية الجراحية لإنقاذ حياة الشاب "راضي متولي السيد" 23 عاماً مصري الجنسية، الذي أصيب بكسر في العمود الفقري نتيجة سقوطة من الدور الثاني خلال إصلاح طبق الدش بمنزل عمه في رأس الخيمة، حيث تسابق الجميع على توفير المبالغ المطلوبة للعملية الجراحية ومدة الإقامة بالإضافة لتذاكر السفر إلى بلده.

ولم يتأخر أبناء الإمارات والجمعيات الخيرية طويلاً بعد رسالة الإعلامي منذر المزكي عبر مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة به، مواصلاً مسيرة العطاء بتطويع تلك المواقع في توثيق ونشر مقاطع الأعمال الإنسانية الخيرية، والتي تستجيب لها القيادة الرشيدة وأبناء الشعب الإماراتي الذين ورثوا قيم العطاء من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والقيادة الرشيدة التي سارت على نفس الدرب لإسعاد المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات الطيبة.

وأكد المزكي أن قصة الشاب بدأت بعد تواصل  عم المصاب وتقديم الفواتير التي تؤكد تواجد ابن شقيقه في مستشفى صقر برأس الخيمة واحتياجه لإجراء عملية جراحية لإنقاذه من الشلل أو الموت في حال تحركه عن السرير.


وأشار إلى أن مواقع التواصل الإجتماعي ما هي إلا غرفة علاقات عامة يتابعها جميع أبناء دولة الإمارات، لافتاً إلى أن مساعدة الناس يتم عبر الأطر القانونية الرسمية التي أقرتها الدولة، حيث تم التواصل مع المواطن "فاعل الخير" الذي حضر لتسليم المبلغ المطلوب إلى خزينة المستشفى، فيما تلقى العديد من الإتصالات عبر الجهات الخيرية المنتشرة في ربوع الدولة لدفع المبالغ المطلوبة إلا أن المواطن كان سباقاً بدقيقة واحدة عن باقي المكالمات من مختلف الجهات التي تقديم بتحمل تكاليف سفر الشاب إلى جمهورية مصر العربية وآخر تحمل تكلفة الإقامة بالمستشفى.

وأوضح حسن السيد محمد  والذي يعمل بمجال المقاولات أن "راضي" ابن شقيقه وصل إلى دولة الإمارات قبل 20 يوماً للبحث عن فرصة عمل، للتكفل بمصاريف عائلته بعد وفاة والده وإصابة شقيقه الأكبر في حادث مروري أدى إلى إصابته بكسر في العمود الفقري وانقطاع الحبل الشوكي، حيث تحول الشقيق الأكبر بين يوم وليلة من معيل للعائلة إلى فئة أصحاب الاحتياجات الخاصة.

وأضاف: خلال تواجد "راضي" بالمنزل في منطقة رأس الخيمة صعد إلى سقف الغرفة لإصلاح طبق الدش، إلا أن توازنه اختل ليسقط من الدور الثاني على الأرض فاقداً الوعي من شدة الإصابة، حيث تم إبلاغ الاسعاف لنقله إلى مستشفى صقر، وفور وصوله لقسم الطوارئ تم إجراء الأشعة التي أثبتت إصابته بكسر في الفقرة القطنية الأولى ومضاعفات في القدم اليسرى.


وتابع: نتيجة للأشعة أمر الأطباء بسرعة إجراء عملية جراحية لتركيب شريحة ومسامير طيبة لتثبت فقرات العمود الفقري، والتي تتخطى تكاليفها مبلغ 22 ألف درهم، ولذلك توجهنا إلى الإعلامي منذر المزكي لتسليط الضوء على حالة "راضي" وكان أبناء الإمارات كعادتهم سباقين في الخير والذين توافدوا إلى المستشفى متكفلين بكافة مصاريف العملية الجراحية وغيرها من تكاليف الإقامة وتذاكر السفر.

وأوضح الدكتور إبراهيم يوسف اخصائي جراحة الأعصاب بمستشفى صقر في رأس الخيمة، أن "راضي" وصل إلى قسم الطوارئ في حالة حرجة نتيجة لشدة الإصابة والتي قد تؤدي إلى الإصابة بالشلل أو الموت في حال الحركة الخاطئة، لافتاً إلى أن العملية الجراحية التي أجريت له أمس واستمرت أكثر من ثلاث ساعات قام بها الفريق الجراحي الدكتور إبراهيم يوسف والدكتور محمد بركات اخصائي جراحة الأعصاب والدكتور هشام أمين تكللت بالنجاح.

وأضاف: تم خلال العملية الجراحية تثبيت فقرات العمود الفقري بالمسامير والشريحة، وتسليك الجزء الخلفي "خزع الفقرات" لإنقاذه من الإصابة بالشلل بعد مضاعفات القدم اليسرى، لافتاً إلى أن خروج "راضي" من المستشفى سيكون خلال 10 أيام بحسب حالته الصحية التي وضعت تحت المراقبة الطبية حيث تختلف درجة الشفاء من مريض لآخر نتيجة لتأثير الضربة على النسيج العصبي، والتي تحتاج إلى متابعة دقيقة لمدة تتراوح بين 3 – 6 أشهر.