دبي – صوت الإمارات
أكد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، العقيد عيد ثاني حارب، أن التفكك والإهمال الأسري والجهل تعد من أبرز أسباب تعاطي المراهقين للمخدرات، مشيرًا إلى أن المدمن ربما يكون سببًا في تعاطي أشقائه، مثل حالة سجلت أخيرًا لشقيقين أدمنا المخدرات، في ظل إهمال الأسرة، واستدرجا أخاهما الثالث الأصغر إلى التعاطي.
وذكر إن حالات التعاطي في سنّ مبكرة تحدث نتيجة جهل المراهق أو الطفل بخطورة هذا التصرف، وليس رغبة منه في التعاطي.
وأفاد حارب أن الإدارة سجلت حالة تعاطي وحيازة لطفل يبلغ من العمر 14 عامًا، أعطى زميله الذي شكا الصداع حبة "ترامادول"، فتوجه الأخير إلى مدرّس وعرض عليه الحبة، وأفاد بأنه أخذها من زميله، حيث أبلغ المدرّس على الفور إدارة المدرسة، التي أبلغت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وتم التحقيق في الواقعة، وتبين أن "الأب يعاني مرضًا، ومرخص له تعاطي (الترامادول) بوصفة طبية، لكنه كان يترك الأقراص على الطاولة، ورغم أن الأم طبيبة، إلا أنها لم تتخذ الحذر اللازم، فاعتقد الطفل أنه شيء جيد، وتعاطى منه، وأعطى صديقه، الذي كان أكثر وعيًا، وأبلغ مدرّسه بالواقعة".
وأوضح أن الدراسات النفسية التي تعتمد عليها أجهزة مكافحة المخدرات، أثبتت أن الأبناء في سنّ 13 و14 عامًا، يكونون أكثر ولاء لأصدقائهم من أسرهم، خصوصًا لو غاب الآباء أو أهملوا في رعايتهم.
وأشار إلى أن الإشكالية التي ينبغي أن ينتبه إليها الآباء أن ابنًا واحدًا مدمنًا يمكن أن يخرب سلوكيات أشقائه، ويجرّهم إلى التعاطي مثل حالة سجلت أخيرًا، لشقيقين اعتادا التعاطي، ورغم عزوف أخيهما الثالث عن المخدرات، إلا أنهما ظلا وراءه حتى وقع في فخ الإدمان.
وأكد أن هذه ليست الحالة الوحيدة، للأسف، فهناك أسر تتورط بكامل أفرادها في المخدرات، نتيجة عدم التعامل الصحيح مع أول مدمن فيها، ما يدفعه إلى استدراج الآخرين وجرهم إلى الطريقة نفسها، حتى لا يكون أقل منهم.
ولفت إلى أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات حرصت على تحليل الأسباب، ورصدت قيام آباء بمنح أبنائهم مبالغ مالية كبيرة، دون أي رقابة، ويتركونهم في رعاية المربيات، وبالتالي يجد الابن ملاذه لدى أصدقاء السوء وينخرط في الإدمان.
وأفاد بأن هناك خطوات ضرورية لحماية بقية الأبناء من الإدمان، أهمها مصارحة العائلة بالمشكلة، وإبلاغ الجميع بأن هناك أخًا مدمنًا، وتنبغي مساعدته على الإقلاع، ثم التواصل مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، للاستفادة من المادة 43 من القانون التي تعفي الشخص في حالة تسليم نفسه طواعية أو إبلاغ أحد أفراد عائلته أو حتى أصدقائه عنه.
ولفت إلى أن من الخطوات الأساسية كذلك، مناصحة الابن المدمن، والتأكيد له أن الأسرة تكره ما فعله، ولا تكرهه شخصيًا، ولا يتم نبذه أو معايرته بالتعاطي، لأنه طالما لم يتجاوز خط التعاطي، ولم يتورط في جريمة أخرى.
وكان العقيد عيد ثاني حارب، ذكر أن شرطة دبي ابتكرت حزمة من برامج التوعية ساعدتها على التواصل مع الشرائح المدرسية من الصف السابع حتى الجامعة، ما أسهم بشكل لافت في خفض مؤشر التعاطي بين المواطنين بنسبة 11.3% خلال العام الماضي، مقارنة بعام 2014.