الحوت الأزرق

أخضعت إدارة الأدلة الإلكترونية، بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، هاتفي المراهقين اللذين انتحرا في واقعتين منفصلتين، الأسبوع الماضي، للفحص لتحديد ما إذا كانت لعبة الحوت الأزرق الشهيرة لها دور في انتحارهما أم لا، حسب ما ذكرت مصادر مطلعة، أكدت أن الجهات القضائية المختصة ستباشر التحقيق في الواقعتين غداً.

وانفردت «الإمارات اليوم»، أمس، بتفاصيل انتحار مراهقة (16 عاماً ــ فلبينية)، مساء الثلاثاء الماضي، بشنق نفسها في سريرها، وانتحار زميلها (من جنسيتها نفسها) في المدرسة في اليوم التالي مباشرة، بالقفز من شرفة شقة أسرته، بالطابق الثامن في إحدى البنايات بمنطقة القصيص.

وقالت المصادر إن التحقيقات تدرس الاحتمالات كافة، منها تأثر المراهقين بتلك اللعبة التي تسببت في انتحار عدد من الشباب في دول مختلفة.

وفي وقت لم تجزم فيه شرطة دبي، حتى الآن، بدور لعبة الحوت الأزرق في واقعتي الانتحار، ذكرت مصادر قريبة من أسرتي الطالبين (يدرسان بالصف العاشر في إحدى المدارس الأجنبية بمنطقة المحيصنة) أنهما تأثرا بالفعل بتلك اللعبة، وأن الفتاة تحدثت عن احتمالات انتحارها، عبر حسابها على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها حاولت الانتحار سابقاً بقطع شرايين يدها.

وأشارت إلى أن الفتاة تعيش في سكن مشترك مع أمها، التي تعمل ممرضة، فيما ينتمي الفتى إلى أسرة أكثر ثراء، وهو وحيد أبويه، ويعيش حياة مستقرة، ويعرف بتفوقه بين أقرانه.

وأوضحت المصادر أن شرطة دبي تحركت في أكثر من اتجاه، فور حدوث الواقعتين، إذ باشرت تحقيقاتها من جهة، فيما أرسلت مختصين إلى المدرسة لتهدئة روع الطلبة، خصوصاً القريبين من المراهقين. ولفتت إلى أن أصدقاء الطالب كانوا في حالة نفسية سيئة، لتمتعه بحب وشعبية بينهم، مؤكدين أن الخبر كان صادماً، ولم يتوقع أيٌّ منهم انتحاره. كما حرصت شرطة دبي على توعية الطلبة بمخاطر تلك الأفكار، وأكدت لهم أن الواقعتين منفصلتان، وترجعان إلى حالة نفسية غير مستقرة وطارئة، ألمت بالمراهقين.

واهتمت وسائل التواصل الاجتماعي بالواقعة، وقال آباء قريبون من ذوي المراهقين، إنهم أجروا حوارات حول الواقعة مع أبنائهم، لتحذيرهم من الانخراط في أي ألعاب إلكترونية، ربما تؤثر في قراراتهم، وتدفعهم إلى اتخاذ خطوات غير محسوبة، مشيرين إلى أن الواقعتين بمثابة جرس إنذار حول عواقب عدم الانتباه إلى الأبناء.

وكانت مصادر ذكرت، لـ«الإمارات اليوم»، أن الواقعة الأولى وقعت مساء الثلاثاء الماضي، إذ ورد بلاغ إلى غرفة القيادة والسيطرة، بالإدارة العامة للعمليات في شرطة دبي، عن واقعة انتحار في سكن جماعي لعدد من الأسر بمنطقة اختصاص مركز شرطة القصيص، لافتة إلى أن فريقاً من مركز الشرطة المختص، بالإضافة إلى خبراء الطب الشرعي والأدلة الجنائية، انتقل إلى موقع البلاغ على الفور، وتبين أن الفتاة خنقت نفسها في سريرها، حتى فارقت الحياة.

وأكدت عدم وجود شبهة جنائية في الواقعة، لكن تواصل الجهات المختصة التحقيقات للتأكد من الدوافع، وأسباب الحالة النفسية السيئة، التي سيطرت على الفتاة قبل أن تبادر بذلك.

وأشارت إلى أن الواقعة الثانية حدثت في اليوم التالي مباشرة، لافتة إلى ورود بلاغ الساعة 11 مساء، إلى غرفة العمليات عن سقوط شخص من أعلى بناية في منطقة اختصاص مركز شرطة القصيص، فانتقل الفريق المختص من المركز والطب الشرعي والأدلة الجنائية إلى المكان، لتحديد ما إذا كانت هناك شبهة جنائية، واحتمالات تعرض الضحية للدفع.

وأوضحت أنه بمعاينة مكان الواقعة، تبين أن المتوفى مراهق يبلغ من العمر 15 عاماً، رمى نفسه من شرفة شقته بالطابق الثامن، فيما كان والده نائماً، وتأكد عدم وجود أي شبهة جنائية، إذ كان باب الشقة مغلقاً من الداخل، ولا توجد أي دلائل لوجود أحد برفقته، حينما قرر القفز من الشرفة.

وأشار إلى أن الوالد أصيب بصدمة نفسية قوية، لدرجة أنه كان يقف حول الجثمان ويرفض تصديق أنه لابنه، قائلاً لرجال الشرطة «ليس ابني ليس ابني»، وحاول الجميع تقديم الدعم له والتخفيف عنه، لكنه كان في حالة يرثى لها، وتعرض لنوع من الانهيار كذلك والدة الطالب التي علمت بالخبر أثناء وجودها خارج الدولة.