اللواء خليل إبراهيم المنصوري

قبضت شرطة دبي على شخص آسيوي يعمل حارس بناية، طعن فلبينية أكثر من 24 مرة، بسكين في أنحاء متفرقة من جسدها، ورمى عليها صندوقًا زجاجيًا كبيرًا مخصصًا لسمك الزينة، نتيجة ركلها دلو المياه الذي كان يستخدمه في التنظيف، ووصفه بـ"المعتوه"، وفق أقواله أثناء استجوابه من جانب فريق التحقيق بالواقعة.وأكد مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن فرق العمل توصلت إلى القاتل خلال أقل من 24 ساعة، رغم محاولته التحايل على رجال المباحث، بإبداء التعاون معهم، خلال عملية البحث والتحري في البناية التي حدثت فيها الجريمة، وأدلى باعتراف تفصيلي حول الواقعة.

وأوضح المنصوري، إن الواقعة حدثت يوم الخميس 18 شباط/فبراير الماضي، إذ ورد بلاغ في الساعة الثامنة مساء، إلى غرفة القيادة والسيطرة بالإدارة العامة للعمليات، حول جريمة قتل وقعت في شقة، داخل بناية بالحي الإنجليزي في المدينة العالمية في منطقة الراشدية.وأضاف أن فريقًا من إدارة البحث الجنائي ومسرح الجريمة والملاحقة الجنائية بالإدارة العامة للتحريات، فضلًا عن خبراء الطب الشرعي والأدلة الجنائية، انتقل إلى موقع الجريمة، وأفاد المبلّغ، وهو فلبيني يعمل في مجال التسويق، بأنه وصل إلى شقته قبل لحظات من البلاغ، ووجد الباب مفتوحًا، وشاهد جثة المجني عليها غارقة في بركة من الدماء.

وعلمت "صوت الإمارات" أن القاتل أثار فوضى كبيرة في جميع أرجاء الشقة التي غرقت بالمياه، نتيجة إسقاط صندوق سمك زجاجي كبير على القتيلة، كما بعثر محتويات الخزائن، وأفاد المبلّغ، الذي يسكن مع المجني عليها في الشقة نفسها منذ أكثر من عام، بأن هناك أشياء مسروقة.وأوضح المنصوري أن فريق البحث والتحري نفذ خطة احتواء سريعة، ورجح من خلال المعاينة الأولية أن القاتل كان في حالة غضب شديد، وربما كانت لديه دوافع انتقامية، لأنه استمر في طعنها عشرات المرات، ورماها بصندوق السمك.

وأشار إلى أنه بالتدقيق على المرأة، تبين أنها تعمل مربية، وتقيم في البلاد بشكل مخالف منذ يوليو الماضي، لافتًا إلى أن رجال المباحث بحثوا في سجل علاقاتها، وتحديد ما إذا كانت على عداء مع أحد، وتم سؤال المتاجر القريبة والجيران.وأفاد بأن فريق العمل توصل إلى أن المشتبه فيه في الجريمة يقيم في البناية، لأن لا أحد دخل أو خرج منها قبل حدوث الواقعة، مشيرًا إلى التحري عن جميع قاطني المبنى، وظهر في هذه الأثناء حارس البناية، التابع للشركة المسؤولة عن صيانة المبنى، وأبدى حماسة أثناء وجود رجال المباحث، وتصرف بشكل طبيعي، لكن لم يدرك أنه كان على رأس قائمة المشتبه فيهم.

وذكر المنصوري أن فريق العمل، الذي ضم خبراء بالأدلة الجنائية، توصل إلى معلومات وآثار خلّفها المتهم في مسرح الجريمة، رجحت شكوكهم حوله، وبسؤاله اعترف تفصيليًا بالجريمة، وأفاد بأنه كان ينظف الممر الذي يربط الشقق بالطابق التي تسكن فيه المجني عليها، فخرجت وركلت دلو المياه الذي كان يستخدمه في التنظيف، ووصفته بـ"المعتوه"، ما أصابه بنوبة غضب شديدة.

وتابع، أنه قرّر الانتقام منها، وتوجه إلى مطعم قريب، حيث حصل على سكين وأداة حادة أخرى، وتوجه إلى شقتها في نحو الـ12 ظهرًا، حين كانت بمفردها في الشقة، وأبلغها حين فتحت الباب، بأنه يريد فحص نظام الإنذار، ثم كمّمها وعاجلها بطعنات متفرق بالسكين، لكنها قاومته في البداية، ما أدى إلى تحطم السكين، فاستخدم الأداة الأخرى، حتى سقطت على الأرض، ثم توجه إلى مطبخها، واستلّ سكينًا آخر، وواصل طعنها، ثم رمى عليها صندوق السمك الزجاجي.

وأكمل المتهم أنه حصل على النقود التي عثر عليها في الشقة، وارتدى سترة عثر عليها في المكان، لإخفاء آثار الدماء من على جسدها، ثم عاد إلى غرفته، ورمى السترة في القمامة، كما حاول إخفاء الحذاء الذي كان يرتديه، نظرًا لوجود آثاره في مسرح الجريمة، فضلًا عن الأداة التي استخدمها في طعن المجني عليها.وذكر المنصوري أن المتهم دخل الدولة منذ شهرين، والتحق بالشركة التي يعمل فيها، مشيرًا إلى أنه كان حريصًا على كشف جميع تفاصيل الجريمة أثناء استجوابه، وحدد كيفية طعنها، وأحيل إلى النيابة العامة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتحديد الوقت، وتجهيز أدوات الجريمة.