مركز الشارقة الإعلامي

ناقش عدد من نجوم ومسؤولي كرة القدم الإماراتية مساء أمس الاثنين في امسية ضمن المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي عقدت في جزيرة المجاز بالشارقة قضية "احتراف اللاعب الإماراتي".

وشارك في الأمسية كل من الشيخ محمد بن صقر القاسمي الرئيس السابق لنادي رأس الخيمة والرئيس السابق للاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء التابع لـ"فيفا" والمهندس مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة شركة نادي النصر لكرة القدم والمحلل والمعلق الرياضي البحريني رياض الذوادي والكابتن علي خصيف قائد وحارس مرمى نادي الجزيرة والمنتخب الوطني لكرة القدم وأدارها أحمد سلطان الإعلامي بمؤسسة الشارقة للإعلام.

وحضر الأمسية الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي والعميد سيف الزري قائد عام شرطة الشارقة وسعادة خميس بن سالم السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى وسعادة سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم ورئيس نادي المدام وسعادة محمد علي النومان رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة وسعادة محمد حمدان بن جرش مدير عام المدينة الجامعية بالشارقة وسعادة أسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي والنجم بخيت سعد لاعب المنتخب الوطني ونادي الشباب الأسبق وفهد عبدالرحمن لاعب منتخب الإماراتي والوصل سابقا والنجم المونديالي عبدالرحمن الحداد المونديالي حسن سهيل لاعب في النصر والمنتخب وسعيد الطنيجي عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم محمد أحمد حمدون صاحب شركة "سبورت إنفستمنت الإمارات" وعدد من أبرز اللاعبين والمدربين الإماراتيين إلى جانب جمهور كبير من محبي كرة القدم ومشجعي الأندية الكروية المحلية ونخبة من نجوم الرياضة الحاليين والسابقين.

وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي "يعتبر الاحتراف الرياضي من أكثر المواضيع التي تحظى بالنقاش في عالم كرة القدم نظرا لدوره في تطوير قدرات اللاعب لاكتساب المزيد من المهارات والخبرات التي تساعده على تحقيق حلم بلاده بالتأهل والفوز في المنافسات الكروية الإقليمية والدولية ومن خلال هذه الجلسة حاولنا وضع قضية احتراف اللاعب الإماراتي في بؤرة الاهتمام الإعلامي والجماهيري من خلال مشاركة نخبة من المسؤولين والمحللين واللاعبين لمناقشة العقبات التي تواجهة احتراف اللاعبين الإماراتيين ومحاولة وضع الحلول لها من أجل الارتقاء بالرياضة المحلية والوصول بها إلى العالمية".

ورأى الشيخ محمد بن صقر القاسمي في بداية الجلسة بأن اعتماد الاحتراف في الكرة الإماراتية والذي بدأ تطبيقه منذ عام 2008 كان قرارا "مستعجلا" ذلك أن العقليات التي تدير وتنفذ منظومة الاحتراف مازالت تعمل بعقلية الهواة ولم تتمكن من التحول إلى عصر الاحتراف الذي أصبح أمرا واقعا اليوم.. مؤكدا أن الاحتراف هو امتهان مهنة بعقد بين النادي واللاعب بشرط ألا يكون هناك عقود أخرى بين هذا اللاعب وأية جهات غير النادي الذي وقع معه ولكن الواقع يقول أن اللاعبين المحترفين غير متفرغين ولديهم عقود أخرى وهذا يتناقض مع جوهر الاحتراف.

واعتبر أن فكرة الاحتراف يجب ألا تتأثر بالأخطاء والسلوكيات الفردية إذ لا يوجد قانون في العالم يرضي الجميع ولابد من وجود ثغرات أو نقاط ضعف في منظومة الاحتراف المطبقة حاليا وهذا ليس خطأ في الفكرة ذاتها ولكنها أخطاء فردية ينبغي عدم الأخذ بها كحجة لرفض أو معارضة الاحتراف. وأشار إلى أن المكانة المتميزة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات كافة دفعت البعض إلى استعجال النتائج المطلوب تحقيقها من خلال الاحتراف نظرا للرغبة في أن يكون هذا الاحتراف مواكبا لتطور الدولة لكن الرياضة بحاجة إلى وقت أطول من أجل الوصول إلى النجاحات المطلوبة.

وأكد الشيخ محمد بن صقر أن اللاعب الإماراتي غير مؤهل حاليا للاحتراف الدولي وخاصة في الدوري الأوروبي ولكنه قد يكون مؤهلا للعب في الدوريات الخليجية نظرا لتقارب المستويات والظروف مضيفا أن الاحتراف الخارجي يحتاج إلى ثلاثة عناصر رئيسية من أجل النجاح وهي: أن يؤمن اللاعب بفكرة الاحتراف وأن يكون ذلك هو هدفه وأمنيته وكذلك أن يكون اللاعب مستعدا للتضحية بما يحصل عليه من راتب في ناديه الحالي مقابل راتب أقل في الخارج ولكنه سيتطور أكثر وأخيرا أن تتحمل الشركات والمؤسسات الفروقات بين ما يتقاضه اللاعب في ناديه المحلي وذلك الذي سيحصل عليه من النادي الذي يحترف فيه من أجل تشجيع اللاعب على غض الطرف عن الجانب المادي والتفكير بمستقبله من خلال الاحتراف.

وأعرب رياض الذوادي عن اقتناعه بوجود الاحتراف في الأندية المحلية كمنظومة عمل ولكن قد يكون هناك قصور في تطبيق الاحتراف نتيجة خلل في فهم هذه المنظومة والإصرار على التعامل مع اللاعبين كهواة وليس كمحترفين.

ولفت إلى أن الاحتراف يعاني اليوم من ثقافة الالتزام ومن غياب الوعي فاللاعب غير ملتزم والنادي غير واع لهذه المرحلة, ولذلك يجب على الأندية أن توفر للاعبيها برامج تدريبية للمحافظة على لياقتهم البدنية وتنمية مهاراتهم الكروية وكذلك على اللاعبين أن يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على كاهلهم ويتعاملوا مع الاحتراف كخيار من أجل المستقبل.

واعتبر الذوادي أن مشكلة كرة القدم تكمن في سيطرة رؤساء النوادي ورؤساء مجلس الإدارة على الجانب الفني في الرياضة من خلال تدخلهم في اختيار اللاعبين على حساب غياب أهل الاختصاص من قدامى اللاعبين والخبراء الفنيين مطالبا بأن تتولى "شخصيات ذات نفوذ" زمام الأمور في الشركات الرياضية كي تكون قادرة على إدارة النوادي بصلاحيات أعلى وتتمكن من إدارة منظومة الاحتراف.. مشيرا إلى ضرورة العمل إنطلاقا من القواعد العمرية في الفرق وتحديدا من عمر 13 عاما من أجل بناء جيل كروي جديد قادر على المنافسة وتحقيق الإنجازات لناديه ولدولته.

وتسلم المهندس مروان بن غليطة دفة الحديث مؤكدا أن الاحتراف واقع موجود ولكن حداثة هذه التجربة التي ترجع إلى سبع سنوات فقط لا تكفي للحكم على نجاح الاحتراف أو فشله. مضيفا أن الاحتراف هو مهنة مقابل أجر وبالتالي اللاعب له حقوق وعليه إلتزامات في حين أن اللاعب الهاوي يلعب من دون أجر وقد يكون ذلك من أجل الشهرة أو التطور أو لأي غرض آخر ومن ثم ينتقل من ناد إلى آخر دون ضوابط. وأكد أن القصور في الاحتراف يكون في نسبة التطبيق كما أن قرار عودة اللاعبين الأجانب إلى الأندية المحلية أعاد التفكير إلى مسألة الاحتراف وأهمية وجوده في الكرة الإماراتية.

وحول تسرب بعض اللاعبين من أندية إلى أخرى أو تجاوز إدارة النادي والمشاركة في بطولات موسمية دون علمها قال رئيس مجلس إدارة شركة نادي النصر لكرة القدم أن اللاعب المحترف يوقع على منظومة سلوك ومن ثم يترتب عليه إلتزامات ولا يمكن للاعب الإخلال بالضوابط والإلتزامات وإلا فسيكون تحت طائلة المسؤولية. واختلف المهندس مروان بن غليطة مع رأي زميله رياض الذوادي في مسألة تدخل إدارات الأندية في اختيار اللاعبين وأكد أن عملية تقييم اللاعبين تخضع لرأي الخبراء الفنيين فقط والذين يرشحون الأسماء المقترحة للأندية من أجل التعاقد معها.

واعتبر المهندس مروان بن غليطة أن منظومة الاحتراف في الكرة الإماراتية تمكنت من الوصول إلى نحو 40% مما تتطلع إليه مضيفا أن ما يحد من تحقيق النجاح في هذه المسألة هو عدم استعداد كثير من اللاعبين للتضحية بالمزايا المالية التي يحصلون عليها محليا من أجل اللعب خارج دولة الإمارات وخاصة الراتب والوظيفة وهو ما جعل الاحتراف الخارجي أمرا غير جديا على أرض الواقع مطالبا اللاعبين بالتفكير بالشهرة والتطور المهني الذي ينجم عن الاحتراف إضافة إلى المال الذي يأتي كمحصلة طبيعية لأداء اللاعب وتمكنه من تحقيق إنجازات لافتة على أرض الملعب.

وركز الكابتن علي خصيف على ضرورة تغيير عقلية اللاعب من خلاله تركيزه على الاحتراف وتجاهل أنه كان هاويا في يوم ما. وقال إن تجربته في الاحتراف غيرت أسلوب تفكيره حيث ترك وظيفته وأصبح متفرغا بالكامل للتدريب واللعب. معترفا بأن مشاركة بعض اللاعبين في بعض الدورات الموسمية تكون من أجل تحقيق نوع من الشهرة من خلال التواصل مع الجمهور ولكن هذه المشاركة يجب ألا تكون خارج نطاق موافقة إدارات الأندية التي ينتمي اللاعب إلى صفوفها. مؤكدا على أهمية حصول اللاعب على إجازة بعد نهاية الموسم من أجل الاستعداد للموسم المقبل بنفسية جيدة.

ووافق قائد وحارس مرمى نادي الجزيرة والمنتخب الوطني لكرة القدم ما أشار إليه زملاؤه في الجلسة من ضرورة أن يغير اللاعب نظرته إلى فكرة الاحتراف وأن يضحي براتبه ووظيفته في بلده من أجل الاحتراف في الخارج الذي سيمنحه الكثير من الميزات وسيجعله يرد الجميل إلى وطنه من خلال الإنجازات التي سيحققها. مطالبا اللاعبين بضرورة غض النظر عن سلبيات الاحتراف والتفكير بإيجابياته وليس العكس.

وأقيمت الأمسية برعاية شركة سبورت إنفستمنت الإمارات المتخصصة في توريد الملابس والمستلزمات الرياضية والراعي الرسمي لملابس منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم ولأندية النصر والشارقة وبني ياس والظفرة ووكيل شركة "أديداس" في دولة الإمارات.

وقامت إدارة مركز الشارقة الإعلامي بطرح سؤال رياضي على الجمهور المتابع للجلسة حيث فاز خمسة منهم بحقائب تحتوي على هدايا رياضية مقدمة من راعي الأمسية.. كما وزعت دائرة الإحصاء والتنمية والمجتمعية بالشارقة كرات قدم على الجمهور تحمل شعار تعداد الشارقة 2015.