الشارقة - صوت الإمارات
انطلقت اليوم أعمال ملتقى التوحد " خارج المتاهة " 2015 الذي ينظمه مركز الشارقة للتوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويستمر يومين في غرفة تجارة وصناعة الشارقة.
يهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على أهم التجارب والخبرات والأبحاث في مجال التوحد وإكساب العاملين في هذا المجال مهارات ومعارف جديدة تسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي التوحد إضافة إلى فتح آفاق جديدة للمؤسسات والأفراد على حد سواء للتعاون وتبادل الخبرات في مجال التوحد من خلال استهداف العاملين والباحثين في مجال الإعاقة بشكل عام وفي مجال التوحد بشكل خاص وأسر أشخاص ذوي التوحد وأعضاء الهيئتين الطبية والتدريسية عبر عرض ومناقشة العديد من أوراق العمل الحديثة وحلقات النقاش إضافة إلى ورش عمل تدريبية متخصصة وجلسات حوارية وتجارب علمية حية.
وأكدت هبة الحمراني مدير إدارة الاتصال المؤسسي مدير مركز الشارقة للتوحد بالإنابة أن الملتقى فرصة للمضي قدما نحو المزيد من البحث والنقاش وبسط القضايا والإشكالات بأحجامها الحقيقية ومن منظورها العلمي البعيد عن الأوهام والمبالغات ومن ثم توظيف هذا الجهد لدفع عجلة الاكتشافات وتحريكها وإزالة ولو قدر بسيط من الغموض الذي ما زال يكتنف حتى اليوم عرض التوحد منذ أن تم وصفه على يد الطبيب الأمريكي ليو كانر سنة 1943.
ولفتت إلى أن اختيار شعار الملتقى " خارج المتاهة " ليس إمعانا في التفاؤل ولا قفزا فوق الإشكالات التي تصاحب عرض التوحد بقدر ما هو محاولة لوضع منهج علمي صائب وواقعي ينبغي أن يتحلى به جميع العاملين والمعنيين بهذه الإعاقة الموصوفة حتى اليوم بالعديد من المسميات الغامضة والمبهمة .. مشيرة إلى أن الإحاطة العلمية الدقيقة بحجم المشكلة وأبعادها ومعرفة الأسباب الحقيقية لها والتشخيص السليم لأعراضها أرضية كافية للمضي قدما نحو توفير أفضل الاستراتيجيات والبرامج للتعامل معها والتخفيف ما أمكن من الأعراض التي تصاحبها.
وتوجهت الحمراني بجزيل الشكر والتقدير إلى كل من أسهم في الإعداد للملتقى ولداعميه ورعاته خاصة مؤسسة الشارقة للإعلام و دائرة الموانىء البحرية والجمارك وبيت الشارقة الخيري.
تضمن حفل الافتتاح فيلما قصيرا عن مركز الشارقة للتوحد الذي يعد أول مركز من نوعه في الدولة يقدم خدمات تخصصية للأشخاص من ذوي التوحد وأسرهم .
وبدأت أعمال " ملتقى التوحد " بجلسة حوارية افتتاحية حول " الرؤية المستقبلية لذوي التوحد " وناقش الملتقى المحور الطبي العلاجي من خلال ورقة عمل بعنوان " التوحد و أسبابه وطرق علاجه و أبحاث محلية " حيث أوضح مقدمها الدكتور أحمد محمد الألمعي رئيس قسم الطب النفسي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية .. أن أهمية الدراسة تكمن في كونها من الدراسات المحلية القليلة التي تم إجراؤها في هذا المجال حيث أن أغلب الدراسات هي دراسات أجنبية كما تكمن أهميتها في تسليط الضوء على الأعراض المصاحبة لتتم المتابعة بشكل أفضل من قبل الأطباء والمتخصصين للحصول على نتائج أفضل.
ولفت إلى ضرورة أن يعي أولياء الأمور أهمية التشخيص والتدخل المبكر بناء على استشارات الأطباء والمتخصصين في المجال مع التحذير من الطرق والأساليب الملتوية التي قد يوهمهم بها بعض المستغلين تحت مسميات طبية زائفة بهدف الحصول على أموالهم مقابل " الأمل المخادع ".
وناقشت الجلسة ورقة عمل أخرى بعنوان " اضطرابات طيف التوحد و الجينات و الوراثة " تناولت التصنيف الأخير لاضطراب طيف التوحد طبقا للطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والأسباب ودور العوامل البيئية والوراثية الجينية وما هو الخلل الميكروسكوبي بالكروموسومات والخلل الجيني الذي وثقته الدراسات لدى الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد .
وضمن " المحور التربوي التأهيلي " ناقش الملتقى ورقتي عمل عنوانهما " فعالية برنامج قائم على استراتيجية التعلم الاجتماعي الانفعالي لخفض حدة اضطرابات التواصل الانفعالي لدى بعض حالات اضطراب طيف التوحد " و" فاعلية برنامجين عن طريق النمذجة المتبادلة والنمذجة بالفيديو في تنمية مهارات التقليد الحركي لدى الأطفال ذوي التوحد" .
واختتمت أعمال اليوم الأول من ملتقى " خارج المتاهة " بورقة عمل بعنوان " التأهيل المهني للأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد بين خلالها نماذج التجارب الدولية وتحديات الواقع الخليجي ".
وتشتمل أعمال الملتقى غدا على جلسة حوارية لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مع مديري مراكز التوحد في الدولة إضافة إلى تقديم مجموعة قيمة من أوراق العمل وعرض تجارب عن العلاج بالموسيقى وتنمية مهارات السباحة باستخدام برنامج " تيتش " مع استمرار المعرض الفني المصاحب لفعاليات الملتقى والذي يضم إبداعات فنية للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد.