القاهرة- فادي أمين
أكد السفير عزت سعد، سفير مصر الأسبق لدى موسكو، أن عودة الطيران الروسي إلى مصر في هذا التوقيت تُعد خطوة مهمة وترجمة لنجاح زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر.
وقال عزت سعد، خلال مقابلة له مع "صوت الإمارات"، إن الزيارة مهمة على عدة أصعدة، أهمها الناحية الاقتصادية والتوجه لفتح باب الاستثمار في مصر وكذلك نشاط الرئيس في مجال التسويق لمشاريع التنمية، وهناك تطور في العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين البلدين، وتخصيص منطقة للصناعات الروسية في مصر، وأيضا تعاون كبير في مجال الطاقة، يتضمن إنشاء محطة الطاقة النووية في الضبعة.
وتابع سفير مصر الأسبق لدى موسكو: "توقيت الزيارة مهم للغاية من الناحية السياسية، خاصة أن هناك تحركا ملحوظا في ملف سورية، ومصر تدعم وحدة أراضيها، ولديها تحفظات شديدة على الموقف الغربي مما يجري في ليبيا، وازدواجية التعامل مع الإرهاب في هذين البلدين، والعملية السياسية التي ترعاها الأمم".
وبشأن الخلافات بين روسيا وإيران قال سعد إن "الخلافات موجودة لكنها غير مؤثرة، فروسيا لديها مصالح كبرى مع إيران، وأيضا مع السعودية، وحينما شاركت القاهرة مع الرياض في التحالف الذي يواجه الحوثيين فإن روسيا اتخذت موقفا متوازنا في ما يخص الملف اليمني، ولا يحب أن نتجاهل أن روسيا امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦، الذي يحظر توريد الأسلحة للحوثيين، ولم تستخدم حق الاعتراض".
وواصل سفير مصر الأسبق لدى موسكو: "السعودية وباقي دول الخليج كانت دائما من المناطق ذات الأولوية بالنسبة إلى روسيا، وامتناع موسكو عن التصويت على قرار مجلس الأمن كان رسالة منها بأنها تتبع سياسة متوازنة مع الرياض، والخلافات لا تمنع الحوار، خاصة أن الولايات المتحدة فشلت بصورة كبيرة حينما تدخلت في شؤون الشرق الأوسط، والملف العراقي على وجه التحديد".
واستطرد السفير عزت سعد قائلا: "الولايات المتحدة ستظل حليفا وطرفا مهما بالنسبة إلى الخليجيين، والعلاقات راسخة بين الطرفين، ويمكن القول إن الروس يعلمون تماما أنهم لا يمكن أن يكونوا بديلا عن أميركا، هم يبحثون عن شركاء وليس حلفاء في ظل وجود أعباء على روسيا تجعلها تبحث عن المصالح الاقتصادية".