بيروت- صوت الإمارات
قال الفنان وائل جسار إن الفنان هو مصدر أمل وبهجة عند الناس، ولذلك لا يتردد في تقديم عمل جديد لمحبيه بين وقت وآخر، لإضفاء الإيجابية على حياتهم اليومية.ويتابع: «لا شك أن هناك أوقاتا صعبة يمر بها الفنان كغيره من الناس، ولكن هذا الأمر لا يثنيه عن تقديم لمسة أمل لهم. فأنا شخصيا أنسى حزني وألمي عندما أشرع في تقديم عمل جديد. فالناس لا ترغب في إضافة هموم الآخرين إلى همومها، ولذلك نقدم الفرح على الحزن ونغني».وكان وائل جسار قد أصدر أخيرا أغنية جديدة بعنوان «ولا بالأحلام» وهي من النوع الرومنسي المشهور به. وحققت نسب مشاهدة عالية سيما وأن كليبها المصور هو من توقيع المخرج فادي حداد، وقد عرف كيف يظهر خلاله جمال طبيعة لبنان.ويعلق وائل جسار في سياق حديث نشرته صحيفة "الشرق الأوسط": «الحياة يجب أن تستمر رغم أي مصاعب تواجهنا. وفي كليب أغنية «ولا بالأحلام» رغب في إيصال طاقة إيجابية للمتفرج.
فكانت مشاهده مبهرة لما تحمل من جمالية لبنان ورونقه، وهو ما انعكس إيجابا على ناظره».وعما إذا هو يتدخل عادة في فكرة الفيديو الكليب التي ينفذها؟ يرد: «أكيد أتدخل بكليب الأغنية التي أصورها. فأحيانا كثيرة أجدها لا تناسب موضوع الأغنية فأطلب تغييرها. وهذا ما حصل معي في أغنية «ولا بالأحلام». فقد اقترح علي المخرج فادي حداد أن يصورها حاملة أجواء الستينات. وفي هذا الإطار علي أنا أيضا أن أطل من باب تلك الحقبة. فالأزياء والديكورات وكل ما يتعلق بسياق الأغنية سيلحق بتلك الفترة. خالفته الرأي سيما وأننا نعيش اليوم في عصر حديث، فجرى تصويرها في إطار مختلف، يقدم صورة جميلة عن طبيعة لبنان، وكان حداد صائبا في خياراته في هذا الخصوص».
يعرف وائل جسار بدماثة أخلاقه وتواضعه، كما أنه لا يتوانى عن قول كلمته كما هي من دون لف ودوران، وبأسلوب راق مشهور به. فهل يعتمد هذا التعاطي مع الآخرين من ضمن أسلوب عمل يتبعه؟ يوضح في سياق حديثه: «أفعل ذلك، انطلاقا من أحاسيس ومشاعر صادقة أتمسك بها. فالإنسان قد يمكنه التحكم في أي شيء إلا في مشاعره. فأنا لا أستطيع التصنع والتمثيل على الآخر، بل أقول كلمتي باتزان وأمشي. ولكن هناك بعض الأشخاص الذين لا يتحملون هذا الأسلوب ويفضلون عليه المراوغة والتفاخر. ولكن عندما يحتفظ الفنان بقدميه على الأرض، فهو يتصرف على هذا النحو الأقرب من الناس».
وعن رأيه في ضرورة تسلح الفنان بالتواضع بعيدا عن الغرور يقول: «من يتمتع بثقة في النفس ويتلقى تربية منزلية جيدة، لا يمكنه إلا أن يكون متواضعا، ولو طالت شهرته المريخ. وهناك عمالقة فن أبقوا على تقربهم من الناس رغم نجاحات وانتشار واسع. ومن بين هؤلاء الراحل وديع الصافي، فهو كان يمثل لنا قدوة في هذا الموضوع، وكذلك الراحلة صباح. فهناك كثيرون سبقونا وتعلمنا منهم دروسا كثيرة، فبقوا حتى نفسهم الأخير لا حواجز وهمية تفصلهم عن محبيهم».يجد وائل جسار أن الأغنية الرومانسية تتماشى مع أي وقت، ولذلك اختار «ولا بالأحلام» ليطل فيها مؤخراً. وهي من ألحان أحمد زعيم وكلمات أحمد قطوط. ويعلق: «الكلمة الحلوة يحتاجها الناس اليوم أكثر من أي وقت مضى. ولذلك لم أتردد في طرح موضوع رومانسي في أغنيتي الجديدة. المواطن العربي يعيش أزمات متراكمة، فهل كان المطلوب مني أن أنشد له الحزن والغم؟ بالعكس نحن الفنانين ننتمي إلى الناس أيضا، نعيش أمزجتهم وهمومهم، ولذلك علينا أن نلحق بتفكيرهم ونقدم لهم موضوعات تخفف من وجعهم».
وعن رأيه بالفنانين الذين أحيوا حفلات فنية في مناسبة أعياد رأس السنة فأسهموا في تفشي الوباء في لبنان يوضح: «لا ألوم الفنانين فقط على ما قاموا به، بل الدولة اللبنانية التي أعطت تراخيص رسمية لأحياء الحفلات. فإنا شخصيا كنت تعاقدت على تقديم حفلات في مصر، فاتصلت أسأل المتعهد إذا ما الدولة المصرية تسمح بذلك. وعندما جاءني الرد بقرار إقفال تام في القاهرة، تراجعت بالطبع، وخضعت لإجراءات البلاد وتم إلغاء الحفلات بكل بساطة».وجه وائل جسار في الفترة الأخيرة انتقادات لعدد من زملائه الفنانين. فعلق على مشاركة المطرب عبدو ياغي في برنامج للهواة، فيما كان صريحا عندما طلب من جورج وسوف أن يتوقف عن الغناء. ويرد وائل جسار: «لا أتبجح في انتقاداتي أو أحاول تسجيل نقاط على هذا الفنان أو ذاك. وليس بالصدفة أبدا تناولت بعض الفنانين، وتحدثت عن أخطائهم. فعادة ما ازن كلامي جيدا قبل التفوه به، فيأتي عن سابق تفكير وبالتالي عن محبة، وأطلب السماح فيما لو كنت مخطئا.
فبرأي عبدو ياغي هو فنان مخضرم له مكانته الرفيعة على الساحتين اللبنانية والعربية. فوجدت في مشاركته في برنامج «ذا فويس سينيور» خطوة ناقصة في مشواره الفني. فأعطيته قيمة عندما تناولته من هذا المنظار، ولكن البعض اعتبر الأمر تجاوزا. عندما يطرح علي سؤال ما أرد عليه بصراحة، وتعليقي جاء في سياق مقابلة أجريتها ولو لم أكن متأكدا مما أقوله لامتنعت عن الإجابة.والأمر نفسه يصح على الفنان الكبير جورج وسوف، ولكن إذا أراد فهم ما قلته على طريقته، فهذا يعني أنه لا يعرفني، ويجهل مدى الإعجاب الذي أكنه له». وعما إذا حاول الاتصال بأحد الفنانين ليشرح له وجهة نظره فيقفل بذلك الأبواب على القيل والقال يرد: «لا أبدا لم أتصل يوما بأحد لمته أو انتقدته، لأنه من المفروض أن يعرفوا أن لا غايات شخصية عندي».وعما إذا هو من الأشخاص الذين يتأثرون بتوجيهات المقربين منه يقول: «لا أحد يمكنه أن يؤثر على آرائي وأحاديثي.
فليس هناك ما أخاف منه. وإذا ما قدمت اعتذاري لجورج وسوف، فيعود ذلك لكونه فهمني بشكل خاطئ. ولا زلت متمسكا بما قلته عنه، وأن عليه أن يرتاح كي يحافظ على صورته العملاقة في نظرنا».وعما إذا هو شخصيا يملك القدرة على الاعتزال في يوم ما يوضح: «وهل يجب أن آخذ دوري ودور غيري؟ فالدنيا تدور والفنانون لا يمكنهم أن يتربعوا على عروشهم إلى الأبد. كما أن هناك مواهب وأجيالا جديدة تستحق الفرص لتبرهن عن جدارتها، فمن الطبيعي أن تتقدم على غيرها. وأعتقد أنه لا يزال عندي نحو 10 سنوات مستقبلية في الفن، ومن بعدها لكل حادث حديث. فإذا أصبحت قدراتي الفنية على المحك علي الاعتراف بذلك، فأتنحى جانباً، فاسحا المجال أمام أجيال أخرى. أنسحب وأبقى فنانا كبيرا في نظر قاعدتي الشعبية».
لم يحيي وائل جسار كغيره من الفنانين حفلات غنائية «أون لاين»، لماذا؟ يجيب: «لقد جرى التباحث معي في هذا الموضوع أكثر من مرة، ولكني ولظروف خاصة تتعلق بحالة نفسية غير مرتاحة، اعتذرت. فلست أبدا ضد هذه الفكرة، وهي تصب في استمرارية التواصل بين الفنان ومحبيه، في زمن الوباء».وعن أهمية شركة الإنتاج بالنسبة للفنان يقول: «هي من الركائز الأساسية في مشوار الفنان، مهما بلغ من شهرة أو جمع من ثروة. فهي توسع له آفاق الانتشار وتسهم في دعمه».ويستعد وائل جسار من ناحية ثانية لطرح أغنية جديدة له بمناسبة عيد الأم في 21 مارس (آذار) الجاري. ويوضح: «الأغنية هي بعنوان «أمي مؤمنة» وأضع اللمسات الأخيرة عليها، وأتمنى أن تلاقي الصدى الطيب عند الناس».
قد يهمك ايضا
وائل جسار يؤكّد أنه يعرف جيدًا معنى الفقر والحرمان
وائل جسار يوضّح أن الأغاني السنجل الحصان الرابح في المرحلة الحالية