القاهرة _إسلام خيري
تمنى الفنان فتحي عبد الوهاب أن تكون عودته للمسرح، من خلال العرض المسرحي، "بس إنت مش شامم"، عودة حميدة للمسرح، لا سيما أن هذا العرض جاء بعد غيابه عن المسرح، منذ تقديم مسرحية "هاملت لوليم شكسبير"، عام 2003، مشيرًا إلى أنه كان يريد العودة للمسرح، منذ فترة طويلة ولكن في كل مرة يقرر فيها العودة للمسرح تحدث ظروف خارج إيراداته.
وأضاف عبد الوهاب في تصريحات خاصة إلى "صوت الإمارات"، "أحيانًا يكون لدي زحمة في مواعيد التصوير أو مسافر خارج البلد، أو يكون الموضوع الذي عرض عليّ لتقديمه في عرض مسرحتي لا يناسبني، لذلك كنت غائبًا عن المسرح طلية هذه الفترة". وأعلن عبد الوهاب أنه يعتبر المسرح بمثابة الوسيط الأجمل والأقوى، كما أنه المدرب الحقيقي لماكينة الوجدان والمشاعر لدى الفنان.
وتابع "قررت العودة للمسرح بمسرحية "بس إنت مش شامم"، نظرًا لأن موضوعها مهم جدًا، بالنسبة لي، وأنها فكرة رصد للمتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي والخطاب الديني، وذلك على مدار 40 عامًا، من خلال 3 فترات زمنية في 3 لوحات، كل لوحة أقدم من خلال شخصية مختلفة تحمل العديد من الرسائل للمشاهد. وفيما يخص الرسالة الرئيسية من مسرحية "بس إنت مش شامم" غياب الثقافة والوعي فقط، أوضح العرض لا يقتصر على ذلك فقط، فإذا تحدثنا عن شكل الثقافة في المجتمع فقط يكون هذا تسطيح للنص والعرض، لكن الرواية بشكل عام تتحدث على ما حدث في الـ 40 عامًا الماضية، وما وصلنا إليه وما المتوقع بعد ذلك في إطار الكوميديا السوداء، لكن نقول أن غياب الوعي واختراق الثقافة والوجدان المصري الأصيل، هو المفتاح لأشياء كثيرة تحدث خاصة أن المخرج الوحيد من الانحدار الثقافي هو التعليم والوعي، ولا يوجد مخرج أخر".
وعن خوفه من انتقاد المسرحية للحكومة ومجلس النواب وغيرها من الأمور، قال "نحن نعبر عن فترة تاريخية مضت ومن رأي أنه إذا لم نرى ما حدث وقتها لا نستطيع أن نفعل شيئًا حاليًا، لأنه بمجرد تصريحك لنفسك بالأخطاء التي وقعنا فيها من قبل، تجنبك ذلك في الحاضر والمستقبل وذلك في وقت أصبحت الناس أكثر وعيًا وانفتاحًا في الخمسة أعوام الماضية، وما يقال في الرواية أقل بكثير مما يقال في الجلسات والندوات والمقاهي، وفي النهاية العرض حاصل على موافقة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية سواء على مستوى النص أو العرض ولم تعترض على أي حرف فيه. أما عن مشاركته في مسرحية من قطاع الإنتاج الحكومي قال إنه على الرغم من إننا نعاني بالفعل من عدم وجود إمكانيات، لكن المسرح مغري بغض النظر عن هذه الأمور وراهنت على رغبة الجمهور في مشاهدة المسرح، وواقعيًا لا يوجد إنتاج مسرحي خاص، وهذا ليس تقليل من التجارب الفردية الناجحة جدًا، التي تم تقديمها، لكن لا يوجد تيار أو حركة مسرحية، والأمر يحتاج الاهتمام بالمسرح من أجل عودته. وعن ما يقال أن سبب انهيار المسرح هو ثورة 25 يناير/كانون الثاني، أكد أن هذا الربط متعسف لأن غياب المسرح نتيجة لعوامل كثيرة كما أنه فن جدلي، والصراع الذي يحدث على خشبة المسرح في نفس الاتجاه، ولابد من عودة المسارح في المدارس والنشاطات في الجامعات خاصة، إنني من الناس التي تخرجت من مسرح تجارة ، فهي منظومة كاملة تصب في الأخر في مصلحة الفنون".
وتحدث عبد الوهاب عن التجارب المسرحية، كمسرح مصر وتياترو مصر، قائلًا "قديمًا كان هناك تجربة كوميدية اسمها ديلارتي، وكانت تقوم على الارتجال وكان شكل مسرحي لذلك أي شكل مسرحي نشجعه لكن الفكرة أننا نشاهد المسرح في المسرح أم على شاشات التليفزيون بالتأكيد أوافق على تسجيلها، لأنها التاريخ لكن لا تعرض في وقتها، ومع ذلك طرح كلمة مسرح أو تياترو فائدة كبيرة وأرى فقط أن تأثيرها السلبي في ترسيخ أو تثبيت فكرة أن هذا الشكل هو المسرح فقط. وعن فيلمه الجديد "هروب اضطراري"، قال إن هذا الفيلم بمثابة ظهور جديد وفرصة عظيمة بالنسبة لي ولجميع المشاركين فيه، خاصة انه يدور في أجواء من الُإثارة والأكشن فهو ممتع ومبهج جدًا كما أنه يضم كوكبة كبيرة من النجوم الذي يتفاعل معها الجمهور، وعلى الرغم من ذلك الفيلم يعدّ تجاريًا وسينال إعجاب الجمهور، خاصة أن المشاهدين يفضلون هذا الشكل الذي يوجد به تسلية وبهجة وإثارة واكشن، فضلًا عن أن السيناريو مختلف من خلال طرح الكثير من التساؤلات، وسيجعل الجمهور يفكر كثيرًا، وهو يشاهده عند طرحة بدور العرض السينمائية، إضافة إلى إنني متحمس لهذه التجربة ومهمة بالنسبة لي، واعتقد أنها مهمة أيضا لمحمد السبكي الذي تحمس لها كثيرًا .
وواصل حديثه قائلًا "إن الفيلم كله صعوبات خاصة أنه يتم تقديم الأكشن بأسلوب جديد ومختلف، ولم يتم تقديمه من قبل كما إنني استعين بالدوبلير في تنفيذ بعض المشاهد، خاصة إنني حتى لو وافقت على تنفيذها المنتج لن يوافق". وعن حال السينما أعلن أن السينما مثلها مثل أي صناعة في الدنيا بها صعود وهبوط وطبيعي أن تتأثر بالأحداث، لكن المشكلة أن الصناعة ذاهبة لمنطقة "هشاشة العظام"، والمفروض أن لديك قاعدة صناعة وعماله مدربة وتقنيين وفنانين، ولديك كل العوامل التي تساعدك على الإنتاج، ولكن كم الإنتاج لا يليق ولا يتناسب مع حجم الصناعة التي توجد في مصر من إمكانيات مهولة والمفروض تنتج 150 فيلمًا في السنة. وعن تعاونه مع الفنانة هيفاء وهبي في مسلسل "أوقات خطر"، أوضح أنه مازال في مرحلة التفاوض، ولم يتم التعاقد حتى الآن لأمور متعلقة بالورق والتركيبة الخاصة بالعمل.
واستطرد "تلقيت عرض للمشاركة في مسلسل الجماعة 2، ولكن لم يكن الوقت مناسبًا بالنسبة ليّ، للمشاركة فيه نظرًا لانشغالي بالعرض المسرحي، "بس إنت مش شامم"، فالأمر تنظيمي ليس أكثر. وعن تعاونه مع غادة عبد الرازق في مسلسل "الخانكة"، وما يقال عن افتعالها الكثير من المشاكل، قال "أتمنى تكرار التجربة إذا توفر الورق المناسب ولا أشغل بالي بما يقال، لأنه من السهل أن يقول أي شخص أي شيء على غيره، والفيصل تكون التجربة العملية وغادة فنانة تمتلك موهبة فنية كبيرة وسعيد بتعاوني معها".
واختتم فتحي عبد الوهاب حديثه، قائلًا "أتمنى تقديم سيرة ذاتية لأول رئيس في مصر محمد نجيب، وأفضل أعمال السيرة الذاتية بشرط أن يكون بها حياد".