أبوظبي – صوت الإمارات
لم تفطن معظم أندية دوري المحترفين، إلى الخامات الجيدة بـ "الهواة"، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن هذه المواهب في طريقها إلى النسيان، رغم أن المراقبين يعتقدون أن هناك مجموعة من أفضل العناصر يمكن أن تشكل المستقبل الجيد للمنتخبات الوطنية المختلفة، في حال وجدت الرعاية والتأهيل والإعداد، من خلال الظروف المواتية لأندية "المحترفين".
كما أن البعض يرى بأن لاعبين عدة يتألقون في الأندية على مستوى الدولة، جاؤوا من الدرجة الأولى، عندما كان التقييم يتم بوساطة الكشافين الذين يجوبون فرق الدرجة الأولى، للبحث عن المواهب التي يمكن أن تمثل الإضافة القوية، علماً أن هذا الدور أصبح الآن للمسؤولين عن الجهاز الإداري فقط، من دون وجود أصحاب التخصص على مستوى الأجهزة الفنية.
واستهل خالد الكعبي مدير فريق دبي حديثه، بالإشارة إلى ضرورة الاهتمام ببعض اللاعبين الذين يمكن أن تعول عليهم الأندية الكبيرة في "المحترفين"، والمشكلة أن هناك ثقافة راسخة أصبحت سائدة في معظم الأندية، بعدم جدوى عناصر الدرجة الأولى، أو حتى على مستوى فرق 21 سنة، وعندما نتحدث عن المواهب في دوري الأولى، يمكن الإشارة هنا إلى لاعب دبي محمد إبراهيم المنتقل إلى الشباب في الموسم الماضي، حيث قدم نفسه بالطريقة المطلوبة، ولكن المشكلة أنه لم يحصل على الفرصة الكاملة لإثبات قدراته الجيدة، لكونه قادماً من دوري الأولى، وهذه النظرة غير جيدة.
وأضاف: على الأندية الصبر على اللاعبين الشباب، ومنحهم الثقة، وهناك عناصر تستحق الوجود في "المحترفين"، ومع مرور الوقت يمكن أن تكون المحصلة جيدة للغاية، لقناعتنا كمراقبين لمباريات دوري الأولى في مواسم عدة، بأن الخامات الموجودة يمكن أن تمثل الطموحات الكبيرة في المستقبل، ومع عملية تلفزة مباريات الدوري، فإن الفرصة متاحة أمام مسؤولي أندية المحترفين لمتابعة الموهوبين في دوري الأولى.
ويرى محمد سعيد الطنيجي، مدرب الذيد، أن السبب الأساسي لتجاهل المواهب الشابة في دوري الأولى، أو حتى على مستوى دوري 21 سنة، يتمثل في الاعتماد على الأجانب في دوري المحترفين، وعدم منح الفرصة لظهور الشباب الذين يمكن أن يعول عليهم في تقديم المستوى الجيد، وذلك حتى لا تتسرب المواهب إلى مصير مجهول، مشيراً إلى أن الموهوبين في الدرجة الأولى يعانون أيضاً من "سطوة الأجانب" على المراكز المهمة، وهو ما يؤدي إلى ضياع المواهب، لأن اللاعب يمكن أن يتحول إلى موقع مختلف، بعيداً عن مركزه الأساسي الذي يمنحه فرصة إظهار قدراته الجيدة، في حين أن الفرق الرياضية في الدول الأوروبية تركز بصورة مباشرة على الإمكانات التي تمنح اللاعبين فرصة التألق في المركز الذي يشعر بأنه يمكن أن يبرز مواهبه، من خلال التقييم العلمي والتحليل المنطقي.
ودعا سليمان حسن، مدرب مصفوت إلى منح الفرصة للاعبين الشباب، وعدم التقليل من قدراتهم التي تمنحهم فرصة التألق وتطوير مواهبهم، وهو ما يضعهم أمام الخيارات المطلوبة لفرق المحترفين، موضحاً أن المشكلة في أن بعض لاعبي الهواة لا يطورون قدراتهم التي يمكن أن تمنحهم فرصة الحصول على الثقة من فرق المحترفين، وهناك من لا يستطيعون مواكبة أجواء الاحتراف، وفي نهاية الأمر يكون التوفيق للشباب سبباً في التألق، وهناك أمثلة عدة على بعض اللاعبين الذين نجحوا في تطوير قدراتهم، فحصلوا على فرصة كبيرة للتألق مثل أحمد خميس لاعب النصر، ومحمد راشد سرور لاعب دبا الحصن الذي خاض تجارب ناجحة مع أندية عدة في المحترفين، وياسر سالم لاعب الوصل، وغيرهم من اللاعبين الذين قدموا الكثير للكرة الإماراتية.
وشدد على أهمية التطوير الذهني للخامات الموجودة في دوري الأولى، لتحقيق الإضافة، مع أهمية الصبر على المواهب من فرق المحترفين، موضحاً أن بعض الأندية تعتمد على الجاهز، أكثر من التفكير في ضم بعض الصغار من فرق الأولى، والعمل على تطوير قدراتهم، لأن الأمر في اعتقادهم يستغرق وقتاً طويلاً.
وأوضح عيسى جمعة، مدير فريق العربي، أن المشكلة الأساسية في هذا الأمر على علاقة بغياب الكشافين، على غرار ما كان يحدث في الماضي، إذ كان دورهم على درجة كبيرة من الأهمية، كما أن المواهب في دوري الأولى أصبحت ليست مثل المواسم الماضية، ونلاحظ أن مجموعة من لاعبي المنتخبات الوطنية في السابق كانوا في الأندية الصغرى.
وأضاف: مسؤولية البحث عن المواهب الشابة أصبحت بيد الإداريين، وهم في الغالب لا يتابعون المباريات بطريقة جيدة، ويكون الأمر عبارة عن حالة من الترشيحات للعناصر الشابة، ولكن لا توجد متابعة حقيقية، حتى يكون القرار الصحيح بضمهم إلى صفوف فرق دوري المحترفين، بقناعة كبيرة في قدراتهم الإيجابية.
أرسل تعليقك