دبي صوت الامارات
لايزال الفنان محمد عبده يشعل الوسط الفني بتصريحاته المثيرة في كل ظهور إعلامي، هذه التصريحات تأتي في سياقات متعددة وتحمل مضامين كثيرة، منها شعور فنان العرب بعدم وجود منافس حقيقي له منذ رحيل طلال مداح وردة فعل لحالة الملل التي بات يشعر بها.
ولعل الأحاديث الأخيرة التي أطلقها تجاه عدد من الفنانين على رأسهم عبادي الجوهر وكاظم الساهر، ووصفت من جمهور الطرفين بـ"الاستفزازية" هي من أعراض تلك الحالة التي تتلبس المبدعين في بعض مراحل حياتهم.
بعض متابعي الوسط عزوا تصريحه الأخير ضد عبادي الجوهر، الذي كان لفترة طويلة يتجنب إبداء آراء فنية حوله بأنه جاء نتيجة تعقيب الأخير على أحاديث فنان العرب التي هاجم فيها ما وصفه بـ"مطبخ طلال مداح السيئ" – يقصد المحيطين حوله – وظهر بعدها عبادي معقباً في برنامج "يا هلا رمضان" مع الزميل علي العلياني وذكر أن "مطبخ وبطانة طلال" كانت تضم الأدباء والشعراء والمشاهير الكبار، وقال: "طلال قدم في مسيرته روائع، وهذه الروائع لا تصدر إلا من مطبخ نظيف، وإذا استعرضنا حياته يكفي أنه أستاذنا جميعاً دون استثناء"، و"دون استثناء" التي رددها مرتين كان المقصود بها محمد عبده.
محمد عبده عندما وصف عبادي بأنه "ملحن أكثر من كونه فنانا" عندما قال: "حسه الموسيقي والتلحيني أكبر من إمكانياته الصوتية"، فيه إجحاف كبير بحق عبادي كما يرى جمهوره، وحتى إن كان عبادي اليوم ليس هو عبادي الأمس، قسوة فنان العرب في الحكم عليه كما فسرها البعض تأتي استمراراً لتصفية فنان العرب حساباته مع المنتمين إلى معسكر "صوت الأرض" كون عبادي أحد المحاربين القدامى في هذا المعسكر، وإن كنت لا أميل لهذا الرأي.
كاظم الساهر هو الآخر ناله نصيب من "لذعات" فنان العرب، عندما تساءل في إجابته على مجلة "سيدتي" عن صاحب هذا اللقب "من القيصر؟" وعندما أخبرته الصحافية بأنها تقصد "كاظم الساهر" ليعقب: "عندما اتصل بي يريدنا أن نتعاون.. رفضت!" رغم أن كاظم قبل حوالي شهر من الآن أثنى على محمد عبده وقال إنه تلقى نصيحة فنية منه بالتوقف عن برنامج "The voice kids"، وامتثل لها لاحقاً.
وإذا ما أخذنا محاولة محمد عبده تهميش كاظم الساهر أو تناوله بعدم جدية من زاوية أخرى، سنجد أن هذه الآراء تصب لصالح الفنان ماجد المهندس الذي يتمتع بعلاقة وطيدة وممتدة مع فنان العرب أثمرت عن لحن في الألبوم الأخير، وحجم الود الكبير يظهر إذا ما علمنا أن المهندس قطع رحلته العملية في أوروبا من أجل اللحاق بالمؤتمر الصحافي لفنان العرب في دبي للاحتفاء به، والمهندس يحظى بشعبية جارفة بين الجمهور العراقي.
وقد تكون آراء محمد عبده حول كاظم وعبادي صادمة نوعاً ما لجمهورهما، ولكنها لن تكون أكثر من صدمة أحلام "المحسوبة عليه" وهي تستمع إلى فنان العرب وهو يكيل عبارات المدح والثناء إلى منافستها نوال الكويتية، مؤكداً أنها تتفوق على أحلام في الأغاني الكلاسيكية بمراحل، ويزيد: "أحلام لا تستطيع مجاراة نوال في ذلك، وأنا لم أطلق لقب فنانة العرب على أحلام، بل قلت فنانة الخليج الأولى"، هذا التصريح بمثابة "النيران الصديقة"، ليتساءل الجمهور ما الذي تغير فجأة لاسيما وأنه قبل سنوات قريبة وصف نوال بأنها تعاني من عدم وضوح في "مخارج الحروف".
فنان العرب أيضاً لم يحدد إلى الآن.. هل مازال يضع نفسه داخل المنافسة مع الفنانين أم اقتنع أنه خارج المنافسة، وهذه الحيرة نستمدها من حوار تطرق فيه إلى نجوم الأغنية السعودية وقال عن نفسه: "أنا خارج المنافسة"، وقبلها ظهر في حوار وأكد من خلاله "أنه منافس لجميع الفنانين".
وبلا شك أن أسلوب خلط الأوراق الذي يجيده فنان العرب يضفي على الوسط روح افتقدها منذ زمن، ويجعل حالة "الفوبيا" التي يشعر بها الفنانون عند كل إطلالة إعلامية له مستمرة، ويمكن القول إن فنان العرب لا يزال يبحث عن ند يجاريه ولو إعلامياً وهذه المهمة لم ينبر لها أحد إلى اللحظة، ولن يجازف أحد.
أرسل تعليقك