معضلة العلاقات التركية ـ السورية
آخر تحديث 19:45:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

معضلة العلاقات التركية ـ السورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - معضلة العلاقات التركية ـ السورية

أنقرة ـوكالات

أظهرت الأزمة في سوريا بشكل جلي حدود تأثير القوة الإقليمية الصاعدة تركيا. ويبدو أن العام الجديد سيضع أنقرة أمام تحديات أخرى، خاصة بعد فشل جهودها في توحيد المعارضة السورية، التي كانت وما زالت تنشط من الأراضي التركية.بعد قرابة السنتين من عمر الأزمة السياسية في سوريا تجد الدبلوماسية التركية نفسها في غضب ووجوم إزاء موقف الرئيس بشار الأسد. وقال دبلوماسي رفيع المستوى في أنقرة "إن دمشق لم تفهم بعد إشارة العصر". وحتى روسيا، الحليف الأوثق للسوريين، بدأت تبدي تراجعا حذرا فيما يخص تأييدها للأسد.لكن الحكومة التركية تبدو متأكدة تماما من أن نظام الأسد قد وصل إلى نهايته. بيد أن أحداث الأشهر الأخيرة أظهرت جليا أن إمكانيات التأثير التركي على مسار الأحداث في جارتها سوريا محدودة. أنقرة فشلت حتى الآن في فرض منطقة حظر جوي على شمال سوريا، كما فشلت الدبلوماسية التركية في توحيد المعارضة السورية الموجودة على أراضيها.من جانب آخر، لا يمكن إنكار حقيقة أن تركيا، بحدودها البرية البالغ طولها 900 كم مع سوريا، تعاني من آثار الحرب الأهلية في البلد الجار. فحوالي 200 ألف لاجئ سوري يتواجدون حاليا فوق الأراضي التركية، بينهم 140 ألف لاجئ تم استقبالهم في معسكرات خاصة باللاجئين على طول الحدود الشمالية. وهناك قرابة 50 ألف لاجئ سوري آخر يعيشون خارج المعسكرات في ضيافة أقاربهم أو على حسابهم الخاص. كما قتلت قذائف سورية عبرت الحدود خمسة مدنيين أتراك في شهر أكتوبر/تشرين الأول. وقبل ذلك بأربعة أشهر قتل الدفاع الجوي السوري طياريْن تركيين أثناء تحليق طائرتهما الاستكشافية على الحدود بين البلدين، حيث سقطت الطائرة في شرق البحر المتوسط.لكن حلفاء تركيا الغربيين نصحوا أنقرة في كل مرة بضرورة التزام الهدوء والتحفظ من رد فعل عنيف. فتهديدات الحكومة التركية برد عسكري على القصف السوري لأراضيها لم تحظ بالقبول لدى حلفائها الغربيين، بل خلقت مخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة يخرج عن السيطرة. ومن هذا المنطلق أكد حلف شمال الأطلسي نهاية العام الجاري على الطابع الدفاعي لقراره نشر منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية، لحماية الأراضي والأجواء التركية على طول الحدود مع الجارة سوريا من قذائف وصواريخ سورية محتملة.في هذا الإطار يلعب موقف الولايات المتحدة، الحليف الأساسي، دورا مهما وحاسما. ورغم أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، ووزير خارجيته، أحمد دواود أوغلو، يسعيان إلى جعل تركيا قوة إقليمية كبيرة، إلا أنهما يعلمان أيضا أن جزءا كبيرا من قوة بلدهما يكمن في العلاقات الوثيقة مع واشنطن وبقية القوى الغربية الأخرى. ولذا لا بد من رعاية العلاقات مع واشنطن خصوصا. من هذا المنطق ارتضت أنقرة وبصمْت رفض الغربيين لطلبها الخاص بإنشاء منطقة آمنة ومنطقة حظر جوي داخل الأراضي السورية. طلبٌ تقدمت به تركيا علنا إلى حلفائها الغربيين.كما يلعب موقف الرأي العام التركي دورا في كبح جماح تركيا فيما يخص تدخلا عسكريا في سوريا. فقد أظهرت استطلاعات للرأي أن الناخبين الأتراك يرفضون تدخلا تركيا مباشرا في الشأن السوري. ويبدو الأمر حجة قوية بالنسبة للحكومة التركية، خصوصا وأن البلاد ستشهد في عامي 2014 و2015 انتخابات ماراثونية، البلدية منها والتشريعية والرئاسية. من جانب آخر، لم تُوفق تركيا في جهودها من أجل توحيد المعارضة في الخارج والممزقة بشكل مزمن، والتي بدأت عملية توحيد صفوفها منذ صيف عام 2011 في تركيا. ورغم أن المعارضة غيرت قيادة هيئتها الموحدة، إلا أن ذلك لم يساعد في ترسيخ الوحدة بين صفوفها، حتى جاء مؤتمر الدوحة في قطر، والذي شكل منعطفا مهما على طريق توحيد المعارضة السورية. و لم تختر القيادة الجديدة للمعارضة، الائتلاف الوطني السوري، تركيا مقرا لها بل فضلت مصر على ذلك.والواضح أن الأزمة السورية ستبقى واحدة من أهم ملفات السياسة الخارجية التركية في العام الجديد 2013. ويبدو أن الدبلوماسية التركية ستهتم بملف ترتيب أوضاع سوريا لمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، وسيكون ذلك في مقدمة أولويات النشاط الدبلوماسي التركي في العام الجديد. وتبدو تركيا، ولكونها دولة مصدرة، معنية أكثر من غيرها بسرعة عودة الهدوء والنظام إلى جارتها. لكن تصور دولة فاشلة في سوريا أو أن يحكم فيها نظام إسلامي متطرف يشكل سيناريو رعب بالنسبة لمخططي السياسة في أنقرة. ومن أجل منع تطور من هذا القبيل في سوريا ستعمل قيادة القوة الإقليمية، تركيا، في عام 2013 كل ما في وسعها. لكن تجربة عام 2012 أظهرت أن أنقرة ورغم كل جهودها التي تبذلها كقوة إقليمية، سوف لن تفلح في تحقيق ذلك لوحدها.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معضلة العلاقات التركية ـ السورية معضلة العلاقات التركية ـ السورية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates