يبدأ رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الثلاثاء زيارة الى فرنسا تستمر ثلاثة ايام، على ان يتم خلالها توقيع حوالى خمسين اتفاق تعاون وعقود بمليارات اليورو، تسلط الضوء على علاقات اقتصادية في "افضل مستوياتها التاريخية"، كما تقول باريس.
وقبل اشهر من المؤتمر الدولي حول المناخ في كانون الاول/ديسمبر، تأمل باريس في ان تعطي بكين، اكبر مسببي التلوث في العالم، دفعة جدية للتحضيرات الجارية للمفاوضات، من خلال الاسراع في الكشف عن اهدافها لخفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.
المساهمة الصينية منتظرة لانها يمكن ان تشكل قدوة لبلد كبير آخر مسبب للتلوث هو الهند.
وقال المقربون من رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ان زيارة لي كه تشيانغ الى باريس ومارسيليا (جنوب) وتولوز (جنوب غرب) ستواكبها ترتيبات بروتوكولية "رفيعة المستوى"، وشددوا على وجود "شراكة اقتصادية تعطي نتائج في كل قطاعات الاقتصاد" وبلغت "افضل مستوياتها التاريخية".
وهذه اول زيارة لرئيس وزراء صيني خلال عقد تقريبا، وتلي زيارة فالس في كانون الثاني/يناير الى الصين. وقال نائب رئيس الوزراء وانغ تشاو ان "هذه الزيارات المتبادلة لرئيسي الوزراء في اقل من ستة اشهر تؤكد العلاقات الوثيقة والرفيعة المستوى بين الصين وفرنسا".
ومن المنتظر توقيع ما لا يقل عن 53 اتفاقا تجاريا وصناعيا بين القوتين العظميين، على ان تبلغ ذروتها بتوقيع "اتفاقات مهمة بعشرات مليارات اليورو" مع شركة ايرباص الاوروبية لصناعة الطائرات ومجموعة الستوم للطاقة، ومع الشركة البحرية للتأجير-الشركة البحرية العامة، ثالث مجموعة عالمية للنقل البحري، ومع شركة انجي (جي.دي.اف-سويز).
وتأمل باريس خصوصا في الاعلان عن طلبيات لطائرات ايرباص اي330 واي330-نيو لشركات صينية في مقابل ان تستثمر ايرباص في موقع تيانجين في "مركز انجاز مقصورات" اي330، مما يوفر للصينيين امكانية "اضفاء لمسات صينية" على طائرات اي330 التي سيشترونها.
وسيصدر بالتالي اعلانان، الاول حول التعاون في المجال النووي المدني يحدد "خريطة طريق" لمجموع المراحل، مع توقيع عقود منتظرة بين شركة كهرباء فرنسا واريفا الفرنسيتين ونظيرتيها الصينيتين، والاخر حول التعاون "في بلد ثالث" في مشاريع مشتركة للبنى التحتية في افريقيا وآسيا.
وتدفع الصين التي تواجه قدرات صناعية هائلة وتباطؤا على صعيد الطلب الداخلي، شركاتها على توسيع اسواقها. لذلك يمكن ان تستفيد من خبرة الشركات الفرنسية في الاسواق التي تنشط فيها منذ فترة طويلة.
وتنوي السلطات الفرنسية ان تناقش ايضا مع رئيس الوزراء الصيني المسألة الشائكة لحقوق الانسان، من خلال الاعراب عن "مخاوف" فرنسا حول عدد من النصوص التي يجرى اعدادها في بكين وتتعلق بالمنظمات غير الحكومية، وقانون مكافحة الارهاب وقانون حول الامن القومي، كما قال مصدر ديبلوماسي.
ويرافق رئيس الوزراء الصيني الى فرنسا وزير الخارجية وانغ يي ووزير التجارة غاو هوشينغ والمسؤول عن وكالة التخطيط الاقتصادي الصيني. وقد بدأ رحلته الاوروبية ببلجيكا ومشاركته في القمة السابعة عشرة بين الاتحاد الاوروبي والصين في بروكسل.
وسيقيم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مأدبة غداء الثلاثاء تكريما لرئيس الوزراء الصيني في قصر الاليزيه، قبل لقاء مع مانويل فالس الذي تباهى في كانون الثاني/يناير في الصين "بجاذبية" فرنسا لزيادة تدفق الاستثمارات الصينية.
وسيستقبله في مارسيليا الاربعاء وزير الخارجية لوران فابيوس الذي زار مرتين الصين منذ اذار/مارس العام الماضي، وسيزور برج الشركة البحرية للتأجير-الشركة البحرية العامة التي تنطلق انشطتها في الصين.
وسينهي رئيس الوزراء الصيني جولته الخميس في تولوز حيث سيعقد اجتماعا جديدا مع مانويل فالس لاختتام منتدى اقتصادي بين فرنسا والصين بمشاركة نحو مئة شركة صينية. وسيزور ايضا مقر شركة ايرباص الاوروبية لصناعة الطائرات.
أرسل تعليقك