تشارك غرفة تجارة وصناعة دبي في فعاليات المعرض التجاري الدولي السادس والعشرين لبناء السفن والمعدات والتكنولوجيا البحرية الذي سيقام في الفترة من 8-12 أيلول/ سبتمبر الحالي في مدينة هامبورغ في ألمانيا، ونظمت غرفة تجارة وصناعة دبي في هذا السياق أخيرًا في مقرها لقاءً تنسيقيًا مع أعضاء وفد بعثتها التجارية إلى هامبورغ .
يترأس البعثة التجارية المؤلفة من مجموعةٍ من كبار رجال الأعمال ومسؤولي الشركات العاملة في المجال البحري النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي هشام الشيراوي، ويعتبر المعرض التجاري الدولي السادس والعشرون لبناء السفن والمعدات والتكنولوجيا البحرية الذي يقام كل سنتين أحد أهم معارض التقنية الملاحية البحرية في العالم، وذلك بجذبه أكثر من 2000 عارض و50 ألف زائر من كافة أنحاء العالم، ويعد منصة مثالية للاطلاع على آخر توجهات وابتكارات قطاع الملاحة البحرية .
واعتبر النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة دبي إن الهدف الأساسي من هذه البعثة التجارية هو مساعدة شركات دبي على مد جسور التواصل والتعاون مع الشركات العالمية في مجال بناء السفن والتقنية البحرية إضافة إلى الترويج لقطاع الملاحة البحرية والموقع الاستراتيجي المهم لدبي .
ودعا الشيراوي المشاركين في الوفد إلى الاستفادة من هذه المشاركة لتوسيع شبكة علاقاتهم، وإنشاء شراكاتٍ فعالة مع الشركات الألمانية والعالمية الرائدة في مجال الملاحة البحرية، مشيرًا إلى أن تطوير التعاون يخدم الشركات نفسها في المقام الأول، ويعزز من سمعة دبي كرائدة في تطبيق أفضل تقنيات وتكنولوجيا النقل والملاحة البحرية .
وتمنى للبعثة التجارية كل التوفيق والنجاح في مهمتها، مشيرًا إلى أن كل الأسباب متوافرة لإنجاح المهمة، والخروج بنتائج إيجابية واتفاقياتٍ تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية المتينة بين مجتمعي الأعمال في دبي وهامبورغ .
وتهدف الغرفة من وراء المشاركة في هذا المعرض البحري المهم إلى الترويج لقطاع الملاحة البحرية والموقع الاستراتيجي المهم لدبي ضمن منظومة التجارة والملاحة البحرية العالمية . كما تهدف المشاركة إلى تبادل الخبرات والمعرفة التقنية، وتدريب الأيدي العاملة الشابة لتأهيلها على برامج التدريب على العمل وصيانة السفن والحلول اللوجستية المتكاملة وإدارة سلاسل التزويد .
ويضم وفد البعثة التجارية لغرفة دبي إلى هامبورغ أكثر من 25 ممثلًا لأبرز شركات الملاحة البحرية في دبي حيث تشمل لائحة المشاركين الأحواض الجافة العالمية والملاحة العالمية، وشركة مبارك البحرية، و"دبي ترايدينغ آيجنسي"، ومجموعة فولك، وفيشت وشركاه للاستشارات القانونية، و"نور كراين أند ونش"، و"جامبو لاين شيبينغ آيجنسي"، و"إلكوم انترناشونال"، وهيئة الإمارات للتصنيف، و"دي إن في جي إل البحرية"، ومجموعة شركات آريس، ومكتب هامبورغ التمثيلي في دبي .
ويشهد المعرض مؤتمرات وجلسات نقاش مهمة تغطي أبرز المجالات الرئيسية في صناعة النقل البحري ومنها منتدى تمويل السفن، وملتقى البيئة البحرية العالمية، والمؤتمر الدولي حول الدفاع والأمن البحري، والتكنولوجيا البحرية إضافة إلى سوق التوظيف في المجال البحري .
وسيكون لغرفة دبي جناح كبير خلال المعرض يضم الشركات الإماراتية المشاركة في البعثة لعرض آخر ابتكاراتها، في حين ستسنح الفرصة لأعضاء الوفد بالتواصل وإجراء حوارات بنّاءة مع أصحاب القرار والمعنيين في مجال الملاحة البحرية .
وفي هذه المناسبة أصدرت غرفة دبي دراسة خاصة حول قطاع الملاحة البحرية في دبي وسبل التعاون المتاحة بين دبي والشركات الألمانية في هامبورغ، وطرق استفادة شركات دبي من المشاركة في المعرض التجاري الدولي السادس والعشرين لبناء السفن والمعدات والتكنولوجيا البحرية
ويشكّل قطاع الملاحة البحرية مجالًا مهمًا للتعاون بين مدينتي دبي وهامبورغ حيث تتميز دبي بحركة النقل البحري المتميزة، وبناء وإصلاح السفن وخبرة متميزة في إدارة الموانىء، حيث استقبلت موانىء دبي خلال عام 2012 نحو 20 ألف سفينة أغلبها في ميناءي جبل علي وميناء راشد .
وأشارت الدراسة إلى أن هامبورغ تعتبر وجهة رائدة في قطاعات بناء السفن و توريدها، والهندسة البحرية ولاسيما صناعات الهندسة البحرية وطاقة الرياح البحرية، والقدرة على دمج شركات الشحن والنقل البحري والموانئ والمرافئ وفقًا لمحددات الدولة، إضافة إلى التعليم الأكاديمي والخدمات البحرية .
وتمتاز دبي بشهرة عالمية في إدارة الموانئ وإصلاح السفن وهي الأولى على مستوى المنطقة في الأنشطة البحرية . رغم ذلك، فإن النظام التعليمي والأكاديمي للإمارة ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام لا يزال متأخرًا من حيث الدعم التكنولوجي والقوى العاملة لصناعة النقل البحري . إضافة إلى إطلاق بحوث عميقة، يحتاج هذا المجال بشكل كبير إلى الاستعانة بخبرات هامبورغ .
وتوقعت الدراسة أن يشهد قطاع الملاحة في دولة الإمارات دعمًا كبيرًا من خلال مشاريع جديدة لتطوير ميناء راشد ومحطة للرحلات البحرية الكبيرة ومجمع صناعي للخدمات البحرية . كما يشهد ميناء الحمرية مشاريع لتطوير قدرة الاستيعاب لدعم قطاع شحن البضائع الداخلي .
وأشارت الدراسة إلى أن قطاع صناعة السفن في دولة الإمارات العربية المتحدة يفتقر إلى اليخوت الضخمة . ويصب تركيزها على المنصات والزوارق واليخوت الخاصة الفاخرة، لافتةً بحسب تقارير أخيرة إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك أفضل 31 يختًا ضخمًا من أصل 100 يخت في العالم .
لفتت الدراسة إلى أن ألمانيا تمتاز بصناعات السفن المتطورة وبناء السفن الحديثة واليخوت الضخمة والتي يزداد الطلب عليها في المنطقة، في حين توجد حاليا العديد من الشركات في دبي التي تقوم بتوفير الخدمات البحرية وإنتاج قطع الغيار . تشكل هذه المجالات آفاق تعاون بين شركات دبي وشركات هامبورغ، لا يقتصر ذلك على قطاع الملاحة المحلية فحسب، بل يضم أيضًا العمليات العالمية .
وتشمل عمليات التعاون الأخرى كفاءة السفن والانبعاثات والسلامة، وطاقة الرياح البحرية، وهندسة أعماق البحار، في حين لفتت الدراسة إلى مجالات تعاون في استخدام التقنيات الخضراء في مجال الملاحة البحرية في دبي والتي تأخذ حيزًا من اهتمام شركات الملاحة البحرية في دبي .
وسبق لغرفة دبي أن شاركت في الدورة الماضية لمعرض بناء السفن والمعدات والتكنولوجيا البحرية منذ عامين في هامبورغ حيث حققت البعثة آنذاك أهدافها في تعزيز الخبرات، وتطوير القدرات في قطاع الملاحة البحرية .
وتتمتع مدينة هامبورغ بخبرة رائدة ومتميزة في تطوير التكنولوجيا البحرية وخصوصًا في مجالات الحفر والاستكشاف والإنتاج وحماية البيئة وطاقة الرياح، وهذه مجالاتٌ تدخل في صناعة الملاحة البحرية الحديثة وتهم دبي وقطاع ملاحتها البحرية .
أرسل تعليقك