سلطت جلسة " من الحكومات الذكية إلى المدن الذكية : الرحلة نحو المستقبل" ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة الحكومية في دورتها الثالثة - التي تعقد تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل" - الضوء على نماذج للمدن الذكية من حول العالم.
وناقشت الجلسة التي شارك فيها كل من سعادة أحمد بن بيات رئيس مجلس إدارة شركة الإمارات للإتصالات المتكاملة "دو" وسعادة راشد لاحج المنصوري مدير عام مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات وأدارها الصحفي ريتشارد كويست من قناة "سي.أن.أن" .. مدى جاهزية الإمارات للتحول إلى نموذج المدن الذكية.
وقال ابن بيات إن المدينة الذكية التي نتطلع لها هي التي توفر منصة للاستدامة والأفراد وتلتزم بالعنصر الإنساني ولا تكون عبارة عن مجرد أنظمة .. مؤكدا أن الإمارات تمتلك الأسس اللازمة لذلك فالمدن الذكية هي بنية تحتية وخدمات ذكية تحت مظلة واحدة.
وفي ما يتعلق بحماية المعلومات أشار ابن بيات إلى أن كل ما هو مرتبط بشبكة الإنترنت معرض للاختراق ما يؤدي لمشاكل كبرى فالبيانات الفردية هي مسؤولية كبيرة ويجب التأكد من أنها محمية أما المعلومات الأساسية فتوفيرها للجميع أساس نجاح المدن الذكية.
واعتبر أن " التنفيذ يمثل التحدي الأكبر لتأسيس المدن الذكية خاصة إذا أردنا التأكد من فاعلية الخدمات المقدمة لكن هذا الامر ليس مستحيلا".
وتحدث ابن بيات عن صور الخدمات الذكية المستقبلية التي ستقدمها المدن الذكية .. مشيرة إلى أنها قد تكون على صورة امتلاك كل فرد جهازا خاصا يرتب له أمور حياته اليومية فيحدد له مواعيد أخذ الدواء أو حجم استهلاكه من الوقود.
من جهته قال راشد المنصوري إن البنية التحتية للمدينة الذكية يجب أن تكون ديناميكية لتتمكن من الاستجابة لطلبات المتعاملين ونحن نرى أن مدن الإمارات ذكية على صعيد الاتصالات كما أنها ذكية كوننا نستمع للجمهور ونلبي احتياجاتهم ولدينا تقارير وبيانات تأتينا من الجمهور ونعمل بشكل مباشر على حل المشكلات التي يواجهونها ما يؤهلها فعلا لتعتبر مدنا ذكية.
وأفاد المنصوري أن أهم تحد يواجه المدن الذكية هو تغيير ثقافة الناس في التعامل مع التكنولوجيا والتأقلم مع متغيراتها الأمر الذي يتطلب تحديث السياسات وتجديدها من قبل الحكومات .
وأكد أن تأسيس المدن الذكية يؤدي لارتفاع مستوى السعادة وإذا تم إدارة مدن الدولة بشكل صحيح من خلال إشراك الناس والاستماع لتوقعاتهم ستصبح حياتهم أكثر سعادة وستتمكن دولة الإمارات من الحصول على مركز متقدم ضمن مؤشر سعادة الدول.
واستعرض كويست خلال الجلسة نماذج من دول ومدن وحكومات عدة وظفت الخدمات الذكية في التحول إلى مدن ذكية .. مؤكدا أهمية استفادة دبي من هذه التجارب خاصة أنها تستعد لاستضافة حدث ضخم مثل "إكسبو 2020".
وأشار إلى أن سيريلانكا على سبيل المثال استخدمت البنية التحتية الذكية لتمكين الناس من الحصول على الخدمات الأساسية في جميع المجالات وهايتي أدخلت بعد كارثة تسونامي التكنولوجيا في المساعدات من خلال "نظام إدارة الأزمات" الذي استخدم في مختلف المجالات من الرعاية الصحية والإمدادات المائية والاستجابة لأي حالة طارئة بواسطة الرسائل القصيرة.
وأوضح المنصوري أن خطة دبي 2021 ترمي ضمن أهدافها الأولى إلى رفع مستوى السعادة لدى الناس وأن تصبح دبي ضمن العشرة الأوائل عالميا في مستوى السعادة منوها إلى أن كوستاريكا هي الدولة الأسعد في العالم حاليا.
أرسل تعليقك