غزة - صوت الإمارات
زكريا المدهون بدت الفرحة على وجه راشد أبو شرخ من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بعد بناء شقة جديدة في منزل عائلته بعد سنوات من الانتظار، بسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.
وقال ابو شرخ (30 عاماً): 'انتظرت هذه اللحظة بفارغ الصبر من أجل بناء شقة جديدة في الطابق العلوي لاستيعاب باقي أفراد عائلتي'.
أبو شرخ كباقي سكان قطاع غزة، لم يتمكن منذ بداية الحصار الإسرائيلي من إضافة أي بناء جديد في منزله، جراء منع قوات الاحتلال إدخال مواد البناء.
وأوضح أبو شرخ لـ'وفا'، أنه خلال سنوات الحصار التسع زاد عدد أفراد أسرته دون إضافة حتى غرفة جديدة، لكن توفر الإسمنت ومواد البناء وانخفاض أسعارها شجعه على بناء طابق جديد.
في منزل مجاور لعائلة أبو شرخ، أكمل أيمن سلمان (52 عاما) بناء طابق جديد في بيته، مستغلا انخفاض أسعار مواد البناء.
وقال سلمان إنه منذ سنوات طويلة ينتظر هذه الفرصة التي وصفها بالذهبية والمتمثلة بانخفاض أسعار مواد البناء، لبناء طابق جديد، ومن ثم تجهيز شقة جديدة ليتزوج بها أحد أبنائه.
وتسمح قوات الاحتلال بإدخال الإسمنت للغزيين غير المتضررين من عدوانها الأخير صيف العام الماضي وفقا للآلية الدولية المتبعة، ما أحدث حركة عمرانية نشطة.
وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، 'إن ارتفاعا طرأ على كميات الإسمنت الواردة للقطاع الخاص في الأشهر الاخيرة، نتيجة لسماح الجانب الإسرائيلي بإدخال الإسمنت لغير المتضررين من أصحاب المنازل والمشاريع الاستثمارية وزيادة عدد الموزعين المعتمدين، وفق آلية إدخال مواد البناء الدولية المعمول بها'.
وكانت أسعار الإسمنت قبل سنوات مرتفعة جدا، حيث بلغ سعر الطن أكثر من ثلاثة آلاف شيقل، بينما يباع حاليا لمن يسجل لدى جهات الاختصاص بحوالي 550 شيقلا، وفي السوق السوداء بأكثر من ألف شيقل.
ويحتاج قطاع غزة من مادة الإسمنت فقط، حوالي 10 آلاف طن يوميا.
وأشار الطباع في تقرير سابق، إلى أن تلك الكميات ساهمت في انخفاض أسعار الإسمنت في السوق السوداء، وأحدثت انتعاشا إلى حد ما في قطاع الإنشاءات، وفي حال استمرار إدخال الإسمنت بهذه الوتيرة، سيساهم ذلك في عودة قطاع الإنشاءات إلى الحياة مرة أخرى، وبالتالي المساهمة في انخفاض معدلات البطالة المرتفعة في قطاع غزة، والتي تعتبر الأعلى عالميا'.
ووفقا لتقارير اقتصادية، بلغت نسبة البطالة في القطاع الساحلي أكثر من 40%، فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل 200 ألف شخص، وارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتصل إلى 65%، وتجاوز عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين 'الأونروا' والمؤسسات الإغاثية الدولية، أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة.
وشنت إسرائيل صيف العام الماضي عدوانا شرسا ضد قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وجرح آلاف المواطنين، إضافة الى تدمير آلاف المنازل بين تدمير كلي وجزئي وطفيف.
وقال مراقبون 'إن هذا العدوان الذي استمر 51 يوما، أدى الى تفاقم أوضاع السكان (1.8 مليون نسمة) لا سيما في المجالات الإنسانية والاقتصادية'.
أرسل تعليقك