تسهم تقنيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي في إحداث تغييرات جذريّة في قطاع التخزين والمستودعات الذكية في الشرق الأوسط، وتعزز التركيز على سبل المراقبة المتطورة للمخزون، وتحسين آليات التحكم بالتكاليف والقدرة التنافسية والاستفادة من المساحات بالشكل الأمثل.
وتعتبر الإمارات من الدول السباقة في ركوب موجة التغيير هذه، حيث تتبنى استراتيجية واضحة لتعزيز الأتمتة وتطوير تقنيات من الجيل التالي، وتقود بذلك المنطقة في نشر حلول المستودعات الذكية.
وتستضيف دبي معرض "ماتريالز هاندلنج الشرق الأوسط"، بمشاركة العديد من الأجنحة الوطنية وأكثر من 120 جهة عارضة ما يزيد على 20 دولة، خلال الفترة بين 3 - 5 أيلول/سبتمبر في مركز دبي التجاري العالمي.
وقال فادي العامودي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "آي كيو روبوتيكس" المشاركة في المعرض، الذي يمثل المنصة التجارية والمتخصصة في مجال التخزين والخدمات اللوجستية وحلول سلاسل التوريد: تسهم صناعة الروبوتات في إحداث تغيير جذري في مشهد الأعمال حول العالم.
وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، تركز الحكومات جهودها حاليًا على إحداث نقلة نوعية في المجال الرقمي واغتنام فرص التنمية السريعة، وذلك بالاستفادة من الإمكانات التي تقدمها الروبوتات، وسنستعرض دور ذلك في تغيير قطاع الخدمات اللوجستية خلال مشاركتنا في المعرض.
وتبدو تأثيرات رقمنة وأتمتة تقنيات مراقبة المخزون واضحة في الإمارات، حيث افتتحت "أرامكس" هذا العام مركز توزيع جديداً وشبه آلي في دبي لدعم وتيرة النمو المتسارعة لأعمال التجارة الإلكترونية مع تجار الأعمال المباشرة بين الشركات.
ويمتد المركز على مساحة 60 ألف متر مربع بمدينة دبي اللوجستية، وهو عبارة عن منشأة مضبوطة الحرارة وتمتاز بتوظيف أحدث التقنيات مثل نظام "الاستلام الموجّه بالضوء"، وهو تقنية حديثة تعتمد على نظام ضوئي في عملية اختيار ومناولة الشحنات لتحسين الدقة والكفاءة، فضلاً عن نظام حزام ناقل آلي بالكامل.
وفي الوقت نفسه، كشفت مجموعة ماجد الفطيم عن عزمها مواصلة خططها للاستثمار في "مخازن كارفور"، مركزها الإقليمي لتوزيع المنتجات سريعة الاستهلاك، وتوسيعه في غضون العامين المقبلين، بحيث تتم إدارته بصورة آلية كاملة وتجهيزه بأحدث الروبوتات في قطاع التجزئة. وأشارت «إيكيا»، للمفروشات والديكورات الداخلية إلى أنها تعتزم إجراء تجربة أولية لاستخدام طائرات الدرون في إدارة مخزوناتها بمركز توزيع منتجاتها في دبي الجنوب.
عوامل
وأشار تقرير لـ"ميسي فرانكفورت"، الشركة المنظمة لفعاليات "ماتريالز هاندلنج الشرق الأوسط"، وجود العديد من العوامل الرئيسية التي تدفع عجلة الطلب على حلول "المستودع الذكي" في المنطقة. وتشمل هذه العوامل الحاجة لسرعة الوصول إلى السوق لتلبية طلبات العملاء، والرغبة بزيادة الكفاءة، والنمو السريع للتجارة الإلكترونية في المنطقة، ومساعي الإمارات لتعزيز مكانتها العالمية الرائدة وجهة متميزة لإعادة شحن الصادرات الصينية في إطار اتفاقية "الحزام والطريق".
وقال جاسميت بكشي، مدير مجموعة الخدمات الأخرى، ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط: تتمتع الإمارات بمقومات جيدة لمواصلة النموّ، ما يستلزم. لوجستية وحلول توزيع قادرة على مواكبتها.
وقد يؤدي الاتفاق التجاري المبرم بين الإمارات والصين إلى انتعاش التجارة بين الدولتين بنسبة 33 % لتصل قيمتها إلى 70 مليار دولار العام المقبل؛ بينما يتوقع أن تنمو سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، مدفوعة بزيادة الطلب من جيل الألفية في الإمارات والسعودية، بنسبة 16.4% خلال الأعوام الثلاثة المقبلة لتصل قيمتها إلى 48.6 مليار دولار في عام 2022، وفقاً لتقرير صادر عن شركة "بي إم آي ريسرتش" لأبحاث السوق.
قد يهمك ايضاً :
عقوبات مالية أمريكية جديدة على روسيا
ارتفاع المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية بمستهل تعاملات جلسة الثلاثا
أرسل تعليقك