القات تحدٍّ للاقتصاد والأمن بالصومال
آخر تحديث 19:45:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

القات تحدٍّ للاقتصاد والأمن بالصومال

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - القات تحدٍّ للاقتصاد والأمن بالصومال

مقديشيو ـ وكالات

ينتشر تعاطي القات بسرعة كبيرة في معظم مناطق الصومال وبين مختلف الفئات العمرية، خاصة في جيل الشباب، ووصل الحال بغالبية كبيرة منهم إلى حد إدمان. ومعظم المدمنين على القات من الرجال، إلا أن نسبة قليلة جدا من النساء تتعاطاه، كما أن عددا من أطفال الشوارع يقبلون عليه. وقد أكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير حديث له أن قرابة 70% من الذين يتناولون القات في الصومال من فئة الشباب تحت سن الثلاثين. وحسب الطقوس المتبعة يمضغ المتعاطون أوراق القات وعيدانه الرطبة ولحاها مع استعمال الشاي أو المشروبات الغازية، وذلك في جلسات جماعية وفردية قد تمتد من أربع إلى سبع ساعات. ورغم أن القات يحتوي على مادة كاثينون المصنفة دوليا ضمن المواد المخدرة، فإن المدمنين عليه في الصومال لا يرونه كذلك، ويجادلون بأن القات يمنحهم نشوة ونشاطا يساعدهم في إيجاد حلول للمشاكل ورسم خطط مستقبلية، بينما يعتبر غالبية الشعب هذه النبتة آفة تجلب أضرارا كبيرة إلى متعاطيه وإلى المجتمع في جوانب عدة." كلفة اقتصادية القات المستهلك في الصومال مستورد من كينيا ومن إثيوبيا بنسبة أقل، وبما أنه ليس هناك أرقام دقيقة ورسمية لتكلفته الاقتصادية فإن هناك جهات عديدة تحدثت عن أرقام مختلفة، إذ قدرت وحدة قواعد البيانات للتجارة والبيئة الأميركية في إحدى دراساتها تجارة القات بين كينيا والصومال عام 1993 بمائة مليون دولار سنويا. وذكرت قناة "كي24" الكينية في برنامج خاص حول القات منتصف العام 2011 أن كينيا تحصل من تجارة القات -ولاسيما الخارجية منها- على نحو 11 مليار شلن كيني سنويا (نحو 130 مليون دولار)، علما بأن صادرات كينيا من القات تناهز عشرين طنا ترسل يوميا بواسطة طائرات إلى الصومال، وعشرة أطنان إلى بريطانيا التي يستهلك معظمها أيضا المغتربون الصوماليون فيها. وقدر مركز صومالي يحمل اسم ريبورت في موقعه على الإنترنت في العام الماضي أن القات المستورد من كينيا وإثيوبيا إلى الصومال يكلف الأخير سنويا 300 مليون دولار، ويتعلق الأمر بكافة مناطق البلاد الجنوبية والوسطى، أو مناطق إقليم بونت لاند شمال شرق الصومال، أو أرض الصومال التي أعلنت انفصالها من جانب واحد. يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة الحديثة للعلوم والتكنولوجيا في مقديشو عبد العزيز أحمد إبراهيم الذي أنجز بحثا عن القات، إن التكلفة الاقتصادية السنوية لمجمل كميات القات التي يستوردها الصومال -بما فيها أرض الصومال- تفوق بقليل 200 مليون دولار، مضيفا أن نصف المبلغ تقريبا هو تكلفة القات المستهلك في العاصمة الصومالية مقديشو وحدها. تضر بميزان تجارته الخارجية (الجزيرة) وأشار إبراهيم في حديث للجزيرة نت إلى أن هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على ميزان التجارة الخارجية، وتضيع بسببه سيولة نقدية كبيرة من العملة الأجنبية، الأمر الذي ينعكس سلبا على إنتاج المجتمع، علاوة على التكلفة الاقتصادية غير المباشرة المترتبة على تعاطي القات من رفع مخلفاته وإهدار ساعات كثيرة في جلساته التي يمكن استثمارها في مشاريع مفيدة. وللقات انعكاسات سلبية أيضا على الأمن بسبب أن جزءا كبيرا من المدمنين على القات هم من الفقراء الذين ليس بمقدورهم شراء حزمة القات التي تكلف يوميا نحو عشرين دولارا، مما يحملهم على ضمان شرائها بأي وسيلة، كممارسة أعمال تخل بالأمن مثل السطو المسلح والنهب والسلب التي قد تزهق بواسطتها أحيانا أرواح أبرياء. ويقول رئيس مركز شرق أفريقيا للدراسات والإعلام حسن الشيخ عبد القادر في حديث للجزيرة نت أن 60% من الجرائم التي تحدث في الصومال هي جرائم يرتكبها المدمنون على القات في سبيل الحصول على حزمة منه وخاصة المسلحين منهم. كما أن عناصر من القوات الحكومية متهمين بالاعتداء على ممتلكات الشعب، يفعلون ذلك من أجل القات حسب قوله. وأضاف عبد القادر أن تعاطي القات يشجع على كل ما هو مخل بأمن الفرد والمجتمع ويزعزع الاستقرار من الاختطاف والسرقة والاغتصاب، وتابع "عندما ينتهي الشخص من تعاطي القات اليوم يفكر في ضمان حزمة الغد، ولعدم توفر المال لديه، فإنه يقوم بأي وسيلة تضمن له ذلك ولو بقتل أشخاص". جانب من السوق الرئيسي للقات جنوبي العاصمة الصومالية مقديشو (الجزيرة) لم تقتصر الآثار السلبية للقات على ما سبق، بل تعدته إلى تفكيك الأسر خصوصا ذات الدخل المحدود التي ينتمي إليها غالبية الذين يتعاطون القات، والذين يزداد عددهم يوما بعد يوم. ويعتقد المشرف التربوي أبشر عمر حسين بأن المدمن على القات يهمل مسؤوليته نحو أسرته ورعاية أبنائه وتربيتهم ومتابعتهم في التعليم. وذكر حسين للجزيرة نت أن هذا المدمن يخصص معظم دخله ومصاريفه لشراء القات الذي أصبح حاجة ضرورية تفوق في الأهمية ضمان الاحتياجات الأساسية للأسرة مثل الطعام بالنسبة لكثير من المدمنين، كما ينفق جل وقته إما في تحصيل القات وإما في جلساته، الأمر الذي يؤدي إلى غيابه ساعات طويلة عن المنزل دون التفكير في أسرته وأولاده. وأضاف أن هذا الأمر يؤدي إلى نشوب خلاف شديد بينه وبين زوجته قد ينتهي في نهاية المطاف بافتراقهما ومن ثم ضياع مستقبل الأولاد، مؤكدا أن نسبة الطلاق بسبب القات عالية. وذكر حسين أن المدمن على القات يضيع عمله نتيجة غيابه المتكرر أو الكسل أو الأداء غير المُرض، فيتم فصله عن العمل وهو ما ينعكس سلبا على أسرته.  

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القات تحدٍّ للاقتصاد والأمن بالصومال القات تحدٍّ للاقتصاد والأمن بالصومال



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates