شارك الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، في ورشة عمل رفيعة المستوى لقادة قطاع النفط والغاز العالمي، أقيمت في نيودلهي اليوم برعاية ومشاركة دولة ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، وذلك ضمن جهود دولة الإمارات لتوسعة نطاق الشراكات والفرص الاستثمارية وخاصة في قطاع الطاقة.
شارك في ورشة العمل التي عُقدت في نيودلهي معالي دارميندرا برادان، وزير البترول والغاز الطبيعي وتنمية المهارات وريادة الأعمال الهندي، ومعالي خالد بن عبد العزيز الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي ورئيس مجلس إدارة أرامكو، ومعالي محمد سنوسي باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط /أوبك/، إلى جانب عدد من قادة قطاع النفط والغاز العالمي بما في ذلك الرؤساء التنفيذيين لشركتي "توتال" و"بي بي" وغيرها.
وخلال لقائه رئيس الوزراء الهندي، نقل معالي د. سلطان أحمد الجابر تحيات القيادة في دولة الإمارات إلى حكومة وشعب جمهورية الهند الصديقة، وشدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية والعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية الوثيقة بين البلدين، مؤكداً حرص القيادة الدائم على تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، بما فيها الطاقة والنفط والغاز والبتروكيماويات.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: "ترتبط دولة الإمارات وجمهورية الهند بعلاقة صداقة طويلة الأمد تستند إلى روابط سياسية وتجارية وثقافية واجتماعية راسخة بين البلدين. ويعد قطاع الطاقة مثالاً على تطور هذه الروابط من علاقة تقليدية بين مُصدّرٍ ومستوردٍ إلى تعاون استراتيجي يسهم في تعزيز أمن الطاقة".
وأضاف: "يمثل التعاون في مجال الطاقة جانباً مهماً في العلاقات التي تربط بين دولة الإمارات والهند، ونحرص على توسعة وتوثيق أواصر هذه العلاقة، من خلال الفرص العديدة للشراكة والاستثمار والتي من شأنها تحقيق منافع متبادلة للبلدين في كافة مراحل ومجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات. كما أننا نحرص في أدنوك على التعاون مع شركائنا الحاليين والجدد بما يلبي الطلب المتنامي على الطاقة والمنتجات البتروكيماوية في الهند".
وشارك معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر كذلك بكلمة رئيسة ضمن فعاليات أسبوع "سيرا - الهند" سلّط خلالها الضوء على الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في توفير الطاقة اللازمة للمساهمة في دفع عجلة النمو الاقتصادي في الهند خلال العقدين المقبلين اللذين سيشهدان ارتفاع الطلب على الطاقة بنسبة 165%، أي أكثر من ستة أضعاف المتوسط العالمي، وثلاثة أضعاف معدل النمو المتوقع في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقال معاليه: "يعتبر ضمان أمن الطاقة في الهند من الأولويات المهمة بالنسبة لدولة الإمارات وأدنوك"، مشيراً إلى أن أدنوك تتطلع إلى تعميق علاقات التعاون مع شركات الطاقة الهندية في مختلف مراحل وجوانب القطاع سواء في مجال النفط الخام، أو التكرير والبتروكيماويات والمشتقات، وذلك ضمن الجهود التي تبذلها أدنوك لاستكشاف فرص الأعمال المتاحة على المستوى الدولي.
وأضاف: "نحن حريصون على دعوة الشركات الهندية للتعاون معنا في فرص الشراكات الاستراتيجية التي تتيحها خطط أدنوك الطموحة في مجال التكرير والبتروكيماويات في دولة الإمارات، والتي ستوفر أمامهم فرصا عديدة للدخول معنا في شراكات من شأنها تأمين عوائد مجزية، مع توفير منافع اقتصادية طويلة الأمد لدولة الإمارات".
وأوضح معاليه أن الهند تمرّ بمرحلة تحول من الاستهلاك المنخفض نسبياً للطاقة لتصبح واحدة من أكبر الدول المستهلكة عالمياً، وأن النفط والغاز سيبقيان المصدر الرئيس للطاقة في الهند، ويشكلان محركاً أساسياً لنمو اقتصادها، إضافة إلى كونهما عاملين رئيسيين ومهمين لقطاع النقل وللنمو الكبير في مجال البتروكيماويات والمنتجات عالية القيمة في السوق الهندية.
وقال: "تمُر الهند بمرحلة تحول كبير في مجال الطاقة، وتزخر هذه المرحلة بالفرص الواعدة لإبرام الشراكات، لاسيما في ضوء إمكانات النمو الهائلة التي يتمتع بها هذا البلد كقوة اقتصادية صاعدة. ونحن في قطاع النفط والغاز محظوظون لأن نشهد هذه اللحظة التاريخية التي يتم خلالها صياغة خريطة جديدة للطاقة. ونتطلع في أدنوك إلى مواصلة القيام بدور محوري كشريك موثوق للهند والمساهمة في تقدمها ونموها".
وأوضح أن أدنوك تحظى بسجل حافل من التعاون الناجح في مجال الطاقة مع الهند، وتتطلع إلى الاستمرار في لعب دور محوري كشريك موثوق من خلال تعزيز الفرص المستقبلية الواعدة.
وكمثالٍ على الروابط المتنامية في مجال الطاقة بين دولة الإمارات والهند، سلّط معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر الضوء على الاتفاقية التي تم توقيعها في يونيو الماضي مع كل من شركة أرامكو السعودية، وشركة النفط الهندية المحدودة، وشركة بهارات بتروليوم كوربوريشن المحدودة، وشركة هندوستان للنفط المحدودة، والتي أصبحت أدنوك بموجبها مستثمراً استراتيجياً في مجمع راتناجيري للتكرير والبتروكيماويات، حيث ستكون أدنوك مورداً رئيسياً للنفط الخام للمصفاة التي يبلغ إنتاجها 1.2 مليون برميل يومياً، والتي سيتم ربطها مباشرة بمصنع للبتروكيماويات تبلغ طاقته 18 مليون طن من المنتجات ذات القيمة العالية الموجهة للسوق الهندية مرتفعة النمو.
وأشار معاليه إلى نماذج أخرى لعلاقات التعاون بين دولة الإمارات والهند في مجال الطاقة، بما في ذلك توريد 6 ملايين برميل من النفط الخام الذي تنتجه أدنوك إلى شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية المحدودة لتعزيز أمن الطاقة في الهند، وكذلك مشاركة ائتلاف من شركات النفط والغاز الهندية تقوده ONG Videsh في امتياز حقل "زاكوم السفلي" البحري، وذلك في أول مرة تحصل فيها شركات هندية على حصة في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج في أبوظبي.
وتعد الهند واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، حيث سجل حجم التبادل التجاري بينهما 53 مليار دولار في عام 2017، كما تعتبر دولة الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند. ويبلغ عدد الجالية الهندية في دولة الإمارات 3.3 مليون نسمة، مما يجعلها أكبر الجاليات الهندية في العالم.
أرسل تعليقك