في جنوب غرب مدينة ساو باولو البرازيلية، وفي منطقة ذات طبيعة استوائية صعبة، فصلت سكانها لسنوات طويلة عن الحياة المدنية، والخدمات الأساسية من مدارس ومستشفيات، ظلت العائلات المقيمة هناك، والتي تعتمد على الزراعة بجانب بعض المهن البسيطة، تعاني من ظروف معيشية فقيرة.
وكان حال سكان هذه المنطقة البرازيلية النائية لا يختلف كثيراً عن أحوال سكان مناطق نائية أخرى عديدة حول العالم، يعانون الفقر والموارد المحدودة، وضعف الخدمات، وانعدام التواصل مع العالم الواسع.
لم يكن يتصور سكان هذه المناطق أنه في يوم ما سيتمكن أطفالهم من تلقي تعليمهم بسهولة وبتكلفة محدودة، أو أنهم سيتمكنون من فتح أسواق خارجية لمنتجاتهم الزراعية، وجني أرباح منها، أو أنهم سيقومون بحجز مواعيد للعلاج في مستشفيات الدولة دون عناء الذهاب المتكرر إليها.
هذا بالفعل ما حدث عندما أقدمت حكومة البرازيل على توظيف التكنولوجيا لتحسين الأحوال المعيشية لسكان هذه المناطق، وتجاوز خط الفقر إلى مستويات حياتية أفضل، ضمن مشروع توصيل شبكة الانترنت عن طريق الأقمار الصناعية إلى 3200 منطقة ريفية بعيدة، وشمل المشروع توفير برامج تعليمية وصحية وتجارية متنوعة ومنخفضة التكاليف، لذلك تعد تجربة الحكومة البرازيلية واحدة من التجارب الناجحة في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات للحد من الفقر في الدول النامية.
وخلال اجتماعات مجالس المستقبل العالمية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي. تركز العديد من هذه المجالس عملها حول توظيف التكنولوجيا للتعامل مع تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل لخدمة البشرية، والقضاء على الفقر.
خدمة أهداف التنمية
ويعد «مجلس مستقبل التعليم الجيد والعمل» واحداً من المجالس التي تختص باستكشاف النماذج والمعايير والسياسات الجديدة؛ ويركز على تعزيز المساواة وفرص التعليم للجميع، وتطوير المهارات القابلة للتطبيق، وحماية وتوسيع فرص العمل، وتحسين الأرباح، إلى جانب دعم وتطوير النماذج الناشئة في التعليم والاقتصاد الرقمي. وهو ما يخدم عدداً من أهداف التنمية المستدامة؛ حيث يقدم حلولًا تتوافق مع التطورات التكنولوجية للقضاء على الفقر.
ويهتم «مجلس مستقبل الأجندة الاقتصادية الجديدة» باستشراف التغيرات الاقتصادية العالمية، ويتبنى تفكيراً اقتصادياً جديداً حول كيفية توجيه التكنولوجيا المتقدمة نحو نتائج اقتصادية إيجابية شاملة وعادلة للجميع. وهو ما يدعم هدف إقامة بُنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع الشامل للجميع والمستدام، وتشجيع الابتكار. بما يخدم المجتمعات، ويساعدها على تجاوز خط الفقر، وتحسين الأحوال المعيشية للجميع.
ومن بين أهداف التنمية المستدامة أيضاً التي تتلاقى والأجندة المشتركة لحكومة الإمارات ومجالس المستقبل العالمية، هدف «تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات»، وهو ما يركز عليه «مجلس مستقبل أجندة المساواة والشمول الجديدة»، والذي يعتمد على إيجاد النماذج والمعايير والسياسات الجديدة التي من شأنها تعزيز التوازن الاجتماعي والمساواة والتنوع والحماية الاجتماعية.
ورفع معدلات المساواة في النظم الاقتصادية والمنظمات أو المؤسسات، لتوفير فرص التقدم والابتكار للجميع.
وهناك أيضاً «مجلس مستقبل الصحة والرعاية الصحية» والذي يُركز على صناعة أنظمة صحة جديدة تشمل الرعاية المنزلية، والطب الدقيق، وتهيئة الخدمات للأفراد من خلال نظام الرعاية الصحية. وإعادة تصميم أنظمة الرعاية الصحية في ضوء هذه التغييرات والتكنولوجيا المتقدمة، وتوفير الخدمات عالية الجودة، علاوة على سهولة الوصول إليها بأقل التكلفة من قبل الأفراد والأسر والسكان.
تنمية مستدامة
هناك العديد من المجالس المتخصصة ضمن «مجالس المستقبل العالمية» التي تُغطي أهداف التنمية المستدامة، وتعمل بآليات أكثر ديناميكية، وسرعة عاماً بعد عام، للاستجابة لكل التغيرات العالمية وتقديم الحلول، وتوظيف التكنولوجيا ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة، لتحقيق رفاهية الإنسان، والقضاء على الفقر وتوفير الخدمات بأقل التكلفة في كل بقاع العالم.
قد يهمك أيضًا:
صندوق النقد الدولي يُحذِّر مِن القوة السوقية لشركات التكنولوجيا العالمية
أرسل تعليقك