يعزز وجود الإمارات على طريق الحرير البحري عبر موانئها الكبرى «خليفة» و«جبل علي» و«الفجيرة»، نمو التجارة والاقتصاد العالمي، خصوصاً مع تبؤها المركز الثالث عالميا في إعادة تصدير السلع والمنتجات، ووجودها كنقطة جوهرية ومحورية ضمن طريق الحرير البحري، وكذلك الحرير الجوي».
وتعمل الإمارات حالياً على زيادة الرحلات من الإمارات إلى الصين في إطار الحرية الثالثة والرابعة، مع توقعات أن تشهد الفترة المقبلة اتفاقاً بين الجانبين في هذا الإطار، بما يحقق المصلحة المشتركة.
ويشكل مشروع «رودبوت» لصناعة الإطارات الذي تم وضع حجر الأساس له في مدينة خليفة الصناعية في يناير الماضي، جزءاً رئيسياً من مبادرة «الحزام والطريق» وخطوة مهمة لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز العمل المشترك والتعاون بين الشركات الصينية والإماراتية.
إقرا ايضًا:
حاكم دبي يبحث مع نائب الرئيس الصيني مشروع "طريق الحرير"
ويظهر ميناء خليفة مركزاً إقليمياً لشبكة محطات «كوسكو» العالمية المكونة من 36 محطة، بعد تدشين محطة كوسكو أبوظبي في الميناء خلال ديسمبر الماضي، لترتبط أبوظبي بالعديد من المدن والمناطق التجارية الرئيسة في مبادرة «الحزام والطريق».
وتجدر الإشارة إلى أن الصين تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري، وأكبر مصدر للدولة، ومنفذاً لنحو 60% من الصادرات الصينية إلى المنطقة.
وتفصيلاً، أكد معالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، أن قطاع السياحة في الإمارات سيكون من بين أكثر القطاعات استفادة من مبادرة الحزام والطريق، بالنظر إلى العدد الضخم من السياح الصينيين، حيث تعد الصين أكبر سوق مصدر للسياح على مستوى العالم بأكثر من 150 مليون سائح سنوياً.
وأوضح معاليه أن عدد السياح الصينيين إلى الإمارات وصل إلى أكثر من 1.4 مليون سائح، وتأتي السوق الصينية في المرتبة الرابعة حالياً بين أكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلى الدولة، مشيراً إلى أن المستهدف في المرحلة المقبلة هو استقطاب أكثر من مليوني سائح صيني، رغم وجود بعض التحديات التي يجري التفاوض بشأنها، والمتعلقة بزيادة رحلات الطيران للناقلات الوطنية إلى الصين، حيث لا يوجد سوى 4 وجهات رئيسة في الصين تطير إليها كل من الاتحاد للطيران وطيران الإمارات.
وأشار معاليه إلى ضرورة العمل على زيادة هذه الرحلات والتنسيق مع الجانب الصيني للوصول إلى منظومة خاصة بزيادة الرحلات من الإمارات في إطار الحرية الثالثة والرابعة، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة اتفاقاً بين الجانبين في هذا الإطار، بما يحقق المصلحة المشتركة. وقال معاليه إن الإمارات تشكل مركزاً رئيساً للسلع الصينية وأن الصين تعد الشريك التجاري الأول للدولة بحجم يزيد على 60 مليار دولار، يشمل النفط والسلع غير النفطية، لافتاً إلى أن التوسع في الربط الجوي بين البلدين سيسهم في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والسياحية على حد سواء.
وقال جمعة الكيت الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد «إن وجود الإمارات في طريق الحرير البحري عبر موانئها الكبرى (خليفة) و(جبل علي) و(الفجيرة)، يعزز نمو التجارة والاقتصاد العالمي بالتزامن مع تبؤها ثالث أكبر مركز إعادة تصدير في العالم للسلع والمنتجات ووجودها كنقطة جوهرية ومحورية في طريق الحرير البحري، وكذلك الحرير الجوي».
وأضاف: تنطلق الإمارات إلى مراتب جديدة عبر مبادرة الحزام والطريق، للمساهمة في الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، محققة الكثير من الفوائد للاقتصاد الوطني والاقتصاد الصيني. كما تعد الإمارات بوابة المنتجات الصينية للشرق الأوسط، وتجدر الإشارة إلى أن الصين تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري، وأكبر مصدر للدولة، وتمثل دولة الإمارات منفذاً لنحو 60% من الصادرات الصينية إلى المنطقة.
في السياق ذاته، أكد الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لـ«موانئ أبوظبي»، أن ميناء خليفة يمثل محطة عالمية محورية للتجارة البحرية ضمن مبادرة الحزام والطريق، حيث يلعب دوراً مهماً في تعزيز التجارة البحرية بين أبوظبي ودول العالم نظراً لموقعه الاستراتيجي وبنيته التحتية المتطورة.
وأشار الشامسي إلى أن توقيع موانئ أبوظبي العام الماضي، اتفاقية امتياز مع شركة كوسكو الملاحية الصينية لتشغيل محطة الحاويات الثانية، كوسكو أبوظبي، في ميناء خليفة، ساهم في تعزيز مكانة أبوظبي والإمارات في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وتسهم هذه المحطة في رفع الطاقة الاستيعابية الإجمالية للميناء خلال السنوات الخمس المقبلة من 2.5 مليون حاوية حالياً إلى أكثر من 9.1 مليون حاوية سنوياً.
وبعد تدشين محطة كوسكو أبوظبي للحاويات في ميناء خليفة رسمياً في 10 ديسمبر 2018، بات ميناء خليفة مركزاً إقليمياً لشبكة محطات «كوسكو» العالمية المكونة من 36 محطة، فضلاً عن ربط أبوظبي مع العديد من المدن والمناطق التجارية الرئيسة في مبادرة «الحزام والطريق»، هذا، وتستثمر شركة كوسكو الملاحية 2.7 مليار درهم خلال فترة اتفاقية الامتياز مع موانئ أبوظبي. وقال سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني «إن دولة الإمارات من خلال شبكة رحلاتها حول العالم وبنيتها التحتية في قطاع الطيران وناقلاتها الوطنية العالمية تشكل طريقاً حريرياً جوياً للمنتجات الصينية وحركة المسافرين من والى الصين، فالصين سوق ضخم ومهم». وبحسب بيانات الطيران المدني، تشغل الناقلات الوطنية 70 رحلة أسبوعية إلى الصين منها 55 رحلة ركاب و15 رحلة شحن. وأكد ناصر النويس رئيس مجلس إدارة روتانا للفنادق، أن دور الإمارات في مبادرة الحزام والطريق في مجال السياحة والطيران حيوي، فهي وجهة استراتيجية للنقل الجوي والسياحة في آن من خلال موقعها الاستراتيجي إلى جانب توافر بنية تحتية متميزة ومتقدمة من مطارات وفنادق وخدمات ذات جودة عالية.
الطلب على رحلات الصين يتجاوز السعة المقعدية
مصطفى عبد العظيم(دبي)
قال الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية، رئيس مبادرة «هلا بالصين»، إن منتدى «الحزام والطريق» أطلق مؤشرات إيجابية فيما يتعلق بانسيابية الحركة الجوية وحرية التجارة بين دول المبادرة، ما يعطي مجالاً لبحث زيادة السعة المقعدية للناقلات الوطنية في السوق الصيني الضخم.
وأضاف أن السعة المقعدية لطيران الإمارات في الصين لم تشهد زيادة منذ 4 سنوات تقريباً، مشيراً إلى أن الناقلة تسير أسبوعياً 38 رحلة بين دبي ووجهات مختلفة في بر الصين، بواقع رحلتين يومياً إلى بكين وشنغهاي، إضافة إلى رحلة يومياً إلى غوانتشو بطائرات «إيرباص A380» العملاقة.
وقدر المعلا نسبة الإشغال على خطوط طيران الإمارات نحو المدن الصينية بأكثر من 90% وسط طلب قوي على السفر من السوق الصيني، لافتاً إلى أن الناقلة ترى وجود حاجة ماسة لزيادة الرحلات إلى أكثر من ذلك لتلبية هذا الطلب، الذي يتجاوز السعة المقعدية المتاحة لطيران الإمارات، خاصة أن نسبة كبيرة من الصينيين يسافرون عبر طيران الإمارات إلى وجهات أخرى غير دبي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
"لياونينغ" الصينية تستعرض قوتها بالقرب من مضيق تايوان
أميركا تدرس إرسال سفن حربية لعبور مضيق تايوان من جديد
أرسل تعليقك