تجربة جديدة لإدخار الأموال عبر الامتناع عن الشراء لمدة عام
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تجربة جديدة لإدخار الأموال عبر "الامتناع عن الشراء" لمدة عام

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تجربة جديدة لإدخار الأموال عبر "الامتناع عن الشراء" لمدة عام

التسوق
بوسطن - صوت الإمارات

كانت هانا لويز بوسطن تريد منذ سنوات التخلص من عادة لديها، وهي شراء مستحضرات التجميل والملابس والأثاث المنزلي، حتى مع عدم توافر المال الذي يكفي ذلك.

وتقول بوسطن "كنت مدمنة على عادة التسوق، وكنت أتقاضى ما يتراوح بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف دولار، لكني كنت أشعر بالتوتر والارتباك بعد أن أنفق راتبي بالكامل. لكن ذلك كان يعني أنني لم أدخر شيئاً من المال على الإطلاق"؛ لذلك قررت بوسطن، البالغة من العمر 33 عاما، التوقف تماما عن تبذير الأموال بهذا الشكل، وقررت أن يكون 2018 هو العام الذي لا تشتري فيه شيئاً. ولم تكن بوسطن ترغب في توفير الأموال فحسب، لكنها كانت تريد أيضاً أن توفر على نفسها الوقت والجهد اللذين تقضيهما في التسوق.

واصطف عدد كبير من الأشخاص لشراء جهاز آيفون جديد في لندن العام الماضي، وأقسمت بوسطن أنها ستقضي عاما كاملا دون مشتريات جديدة، مثل مواد التجميل ومنتجات العناية بالبشرة والملابس وأدوات المائدة والأثاث، باستثناء الأشياء الضرورية. ولكي تتمكن من ذلك، حذفت بوسطن المعلومات الخاصة ببطاقتها الائتمانية من مواقع التسوق عبر الإنترنت.

ووثقت بوسطن تجربتها من خلال مقطع فيديو نشرته على موقع يوتيوب حتى يستفيد الآخرون، وجذبت نحو 20 ألف مشترك لقناتها على يوتيوب خلال عام واحد. وتقول بوسطن عن ذلك: "التفاعل الكبير مع ما نشرته كان يعني أن آخرين يعانون من الشيء نفسه. وأتلقى كل يوم رسائل بالبريد الإلكتروني من سيدات يعانين من نفس المشكلة".

لكن ما قامت به بوسطن لم يكن جديدا، فقد قرر مدونون آخرون خوض هذا التحدي من أجل أن يشعروا بقيمة ما هو متوفر لديهم بالفعل، في حين لجأ آخرون لنفس الخطوة بهدف تقليص الإنفاق وإعادة استعمال الأشياء القديمة.

وتحدثت الكاتبة الأمريكية آن باتشيت في عام 2017، عن السنة التي قضتها بدون تسوق، وأشارت إلى أنها كانت تلجأ للتسوق بهذا الشكل لكي تشتت تركيزها بعيدا عن أشياء لم تكن تريد أن تفكر فيها. كما ألفت الكاتبة ميشال ماكغاه المتخصصة في الشؤون المالية كتاباً في نفس العام بعنوان "سنة الامتناع عن الشراء".

لكن يبدو أن هذا الاتجاه ينمو بسرعة كبيرة من حيث الانتشار وعدد المقبلين عليه، فلو بحثت عبر موقع "غوغل" أو منصات أخرى مثل "يوتيوب" و"ريديت"، فسوف تجد عددا كبيرا من المستهلكين الذين ينشرون تجاربهم في هذا الشأن.

وأصبح مصطلح "عدم الشراء" على موقع يوتيوب، شائعًا على القنوات المتخصصة في أدوات ومساحيق التجميل، والتي تعرض أشياء من قبيل "شهر الامتناع عن التسوق".

وتقول كيت يارو، وهي متخصصة في علم نفس المستهلك وتقيم في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، إنه لا يوجد ما يدعو للدهشة من إقبال المستهلكين على عدم الشراء. وتضيف: "على مدى السنوات العشرين الأخيرة كنا نشتري كميات كبيرة من البضائع زهيدة الثمن، وتم إغراق الناس بالمنتجات والملابس ومستحضرات التجميل وأدوات الزينة، ولم يعد لديهم متسع للمزيد".

وتضيف "الهدف واحد، وهو أن تشعر بأنك تتحكم في حياتك بشكل كامل"، مشيرة إلى أن سنة الامتناع عن الشراء تعد "حلا للشراهة والطمع".
تقول بوسطن "كنت أستخدم التسوق كوسيلة لصرف انتباهي عن أمور الحياة التي لم أكن أريد أن أفكر فيها"

ويلجأ البعض إلى هذا التحدي من أجل تقليل الاستهلاك في فترة تشهد فائضاً في الإنتاج أو من أجل تنظيف وإعادة ترتيب المنزل، لكن آخرين يساورهم القلق من أن عادة التسوق لديهم قد تحولت إلى مشكلة.

ويشير استعراض لبعض الأبحاث المنشورة إلى أن الإدمان على التسوق أو الشراء يؤثر على خمسة في المئة من البشر. ويعتقد الخبراء أن هذه الحالة، التي يمكن أن تؤثر على الناس بدرجات متفاوتة، آخذة في الزيادة، وأنه يجب التوصل إلى وسائل أفضل للتشخيص ومعرفة حجم المشكلة بالضبط.
ويشعر مدمنو التسوق بنشوة عندما يشترون الأشياء التي يريدونها لا تقل عن النشوة التي يشعر بها متعاطو المخدرات.

وتقول جوردانا جاكوبس، متخصصة في علم النفس وعلاج الأمراض التي تتعلق بالثقة بالنفس والرضا عن الذات "يفرز الدماغ كمية كبيرة من الدوبامين عندما نتسوق ويتسلل إلينا على الفور شعور جميل".

أما بالنسبة لبوسطن، فازدادت عادتها سوءاً في عام 2016، وتقول عن ذلك: "كنت أستخدم التسوق كوسيلة لصرف انتباهي وتركيزي عن أمور الحياة التي لا أرغب في التفكير فيها.

وأشارت بوسطن إلى أنها كانت تقضي أوقات الظهيرة في محلات "سيفورا" للبحث عن بعض مستحضرات التجميل حتى لو لم تكن لديها رغبة في شرائها.

ويقول الخبراء إن هناك فوائد جمة تعود على الصحة العقلية عند تخصيص سنة يمتنع فيها المرء عن الشراء. تقول جاكوبس: "يلجأ كثيرون للتسوق بهدف صرف أذهانهم عن الشعور بالبؤس وعدم الراحة، لكن بعدما ننتهي من عملية الشراء فإن الأمر يتحول إلى سبب للإزعاج والمعاناة".

بينما تقول يارو إن الامتناع عن الشراء لا يوفر لك الأموال فحسب، لكنه "يوفر لك الراحة النفسية أيضا".

وتخطط إيما نوريس، مدونة وكاتبة تبلغ من العمر 26 عاماً من سيدني بأستراليا، لأن يكون عام 2019 هو عام الامتناع عن الشراء بالنسبة لها. وتأمل أن يساعدها ذلك على تقليل وزنها والسفر إلى بلدان أخرى مع شريكها.

وتصف نوريس نفسها بأنها "متسوقة متهورة وليست مدمنة على جمع الملابس"، وتقول "شعرت بأنه لا يمكنني التوقف عن التسوق، لأنني قمت بشراء المزيد والمزيد من الأشياء".

ورتبت نوريس خزانة ملابسها وأدركت أنها لا تحتاج للمزيد من الملابس، لذا قررت عدم الذهاب إلى المتاجر إلا لشراء الضروريات فقط.

ويؤثر التسوق على حالتنا النفسية سواء من خلال الذهاب إلى المتاجر والأسواق أو بالتسوق عبر الإنترنت
وتتوقع نوريس أن تقلل نفقاتها، لكنها تركز بشكل أكبر على تقليل الأشياء التي تملكها حالياً. فبدلاً من شراء ملابس جديدة، تستأجر نوريس الملابس من خلال خدمة يطلق عليها اسم (جلامكورنر) مقابل 99 دولارا أستراليا (70 دولارا أمريكيا) شهرياً.

أما بوسطن، فقد استغلت الوقت الذي كانت تقضيه في التسوق للتركيز على عملها الخاص المتمثل في تصميم ملابس لراقصي التانغو، وكذلك لقناتها الخاصة على موقع يوتيوب. وعلاوة على ذلك، نجحت بوسطن في تسديد ديونها المستحقة لبطاقة الائتمان البنكية، وبدأت في توفير بعض الأموال.
تقول بوسطن "لقد أعاد هذا القرار صياغة حياتي بالكامل، ليس فقط تصرفاتي ولكن إحساسي بنفسي أيضا. لقد كنت أستخدم التسوق كوسيلة لتشتيت ذهني عن بعض الأشياء التي تجعلني أشعر بالقلق، لكن الأمر لم يكن سهلاً. لقد بدأت في تلقي جلسات علاج نفسي وتشاجرت كثيرا مع شريك حياتي، لكنني نجحت في إجراء بعض التغييرات على نمط حياتي. وعندما تخليت عن عادة التسوق، كان علي أن أبدأ السير في الطريق الحقيقي لأعود إلى طبيعتي في أفضل حالاتها".

وتشير يارو إلى أن تجميد الإنفاق لمدة عام كامل يمكن أن يغير التصرفات الخاطئة والمضطربة بشكل كبير وغير متوقع، لكن يتيعن على المستهلكين أن يكونوا صادقين مع أنفسهم بشأن الأشياء التي يبالغون في شرائها ومدى استعدادهم للتحكم في أنفسهم وعاداتهم في الشراء والتسوق.

قد يهمك أيضًا:

"غوغل" تضرب رقم "آبل" وتحقق أرباحًا بلغت 65 مليار دولار في جلسة واحدة

الاتحاد الأوروبي يمنح غوغل مهلة لإنهاء ممارستها المخالفة لقواعد المنافسة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة جديدة لإدخار الأموال عبر الامتناع عن الشراء لمدة عام تجربة جديدة لإدخار الأموال عبر الامتناع عن الشراء لمدة عام



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية

GMT 21:47 2020 الخميس ,13 شباط / فبراير

موديلات عباية مخصّرة تفضلها النجمات

GMT 08:04 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"نينتندو" تطلق لعبة "Mario Kart Tour" رسمياً لمنصتي "أندرويد" و"iOS"

GMT 02:24 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

9 أسباب تجعلك تشرب حليب القرفة كل ليلة قبل النوم

GMT 19:53 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في لبنان اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2019

GMT 01:33 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

مذيعة لبنانية تنفجر ضاحكة علي الهواء

GMT 17:26 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

الكرة الأرضية على موعد مع كسوف شمسي لأول مرة في 2019

GMT 01:02 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي طرق مميزة لعبارات تحفرانها على خاتم الزواج
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates