توقع محللون أن تشهد الأسواق الخليجية من التذبذب المائل للهبوط في جلسة الثلاثاء وسط حالة الترقب وانتظار المستثمرين للوافد الجديد عملاق النفط "أرامكو" ومتابعة نتائج قمة الرياض مع سيطرة الأداء السلبي على الأسهم العالمية، وهبوط أسعار النفط.
وتراجعت معظم بورصات الخليج في نهاية جلسة أمس الاثنين فيما عدا السوق السعودي الذي ارتفع مؤشره بنسبة طفيفة 0.3 بالمائة بدعم عمليات الشراء الانتقائي على أسهم مصرفية في مقدمتها "الأهلي التجاري" وسامبا".
الترقب والانتظار
وقال إبراهيم الفيلكاوي المستشار الاقتصادي إن الأسواق الخليجية في الوقت الحالي يسيطر عليها حالة الترقب والانتظار وهو الأمر الذي يظهر جلياً على مستويات السيولة.
وأوضح أن تلك الحالة من الطبيعي أن تسيطر على الأجواء قبيل القمة الخليجية التي تنطلق مساء اليوم الثلاثاء وسط توقعات بانفراجه في المصالحة بين بعض دول المنطقة بعد عامين من الخلاف بشأن أمور سياسية.
وستعقد القمة الخليجية في مدينة الرياض اليوم الثلاثاء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لبحث تعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكد أن حالة الترقب مستمرة وسط سعي بعض المحافظ إلى المشاركة في الاحتفال باستقبال عملاق النفط الجديد بالسوق السعودي ولذلك نجد عمليات بيع لأسهم قيادية بأسواق الإمارات وقطر على سبيل المثال لا الحصر.
ومن المنتظر أن تدرج شركة "أرامكو" أسهمها غداً الأربعاء في البورصة السعودية بعد أن استكملت جمعت في طرحها الذي يعتبر الأكبر عالمياً نحو 25.6 مليار دولار وسعرت سهمها عند مستوى 32 ريالاً (8.53 دولار).
ومع نهاية جلسة الأمس تراجع المؤشر القطري بنسبة 1 بالمائة مع هبوط سهم قطر الوطني، كما سيطر التراجع على بورصتي "دبي" و"أبوظبي".
جذب الاستثمار
وأشار إبراهيم الفيلكاوي إلى أن هناك أموراً ستجذب أنظار وأموال الصناديق الاستثمارية بالأسواق العالمية ككل بالفترة المقبلة في مقدمتها إدراج "أرامكو"، وترقية بورصة الكويت على مؤشر الأسواق الناشئة.
وأوضح الفيلكاوي أن إدراج "أرامكو" سيجذب تلك المحافظ وفي ذات التوقيت سيدرس مدراء تلك المحافظ الفرص الاستثمارية بالأسواق الخليجية التي أصبحت بالفعل كثيرة وسط وجود أسعار الأسهم القيادية عند مستويات مغرية ومكررات ربحية جيدة.
ومؤشر مكرر الربحية للأسهم يعد من أهم المؤشرات التي يعتمد عليها مديرو محافظ الاستثمار وكبار المستثمرين إلى جانب مؤشر مضاعف القيمة الدفترية إلى السوقية، وذلك قبل اتخاذ قرارهم بالاستثمار في الأسواق المالية.
ومن ناحية أكد أن اقتراب ترقية بورصة الكويت على مؤشر مورجان ستانلي "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة سيعطي دفعة قوية للأسواق الخليجية ولكن بعد التأكد من الانفراجة الخاصة بالأزمة بين دول الخليج واستقبال "أرامكو" وتقديراً من مطلع الأسبوع المقبل.
وأوضح الفيلكاوي أن تلك الترقية ساهمت في الوقت الحالي في صعود بعض الأسهم الكبرى ببورصة الكويت، وخاصة تلك المدرجة بالسوق الأول؛ نظراً لكونها أكبر المستفيدين من هذه الترقية على مستوى السيولة.
وأوضحت بورصة الكويت في تصريح سابق لأحد مسؤوليها أن السوق سيكون جاهزاً لقرار الترقية النهائي في 31 ديسمبر/ كانون أول 2019.
وأشار إلى أن البنوك تبقى صاحبة الحظ الأوفر من السيولة مع اقتراب الترقية، ولاحظنا ذلك في الجلسات السابقة من نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، وما تبعها من تعاملات في الشهر الجاري.
ووفقاً للبيانات الرسمية للبورصة، فقد تركزت السيولة في أسهم قيادية مثل "وطني" و"بيتك" بوبيان"، بالإضافة إلى دخول أسهم قيادية وتشغيلية أخرى مثل "زين" و"أجيليتي" و"المتكاملة".
وأكد أن بورصة الكويت من البورصات التي تتميز بالفرص الاستثمارية الواعدة وذلك تأكيداً لما نشرته وكالة عالمية منذ ثلاثة أشهر عن تخطيط صناديق الشرق الأوسط لمواصلة زيادة استثماراتها بالكويت.
أنظار المستثمرين
ومن جانبها، قالت منى مصطفى المحللة الفنية بأسواق المال إن مع اقتراب انتهاء كل العام تتجه أنظار مديري المحافظ والمستثمرين نحو توقعات النتائج والأداء المالي للشركات لاقتناص الأسهم ذات الأداء التشغيلي القوي.
وأشارت إلى التوقعات بشأن التوزيعات النقدية هي التي ستلعب دوراً مصيرياً في تحديد اتجاه سيولة المحافظ بأسواق الخليج بالفترة المقبلة وحتى الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري.
وأكدت تغطية سهم "أرامكو" الذي يعد الأكبر على مستوى العالم، أظهرت القدرة الاستثمارية للأفراد والمؤسسات والإقبال على الفرص الاستثمارية؛ ما يعزز الثقة بأسواق المنطقة والسوق السعودي تحديداً.
وأوضحت أن حدوث أي تراجعات حادة في الفترة المقبلة وبعد إدراج عملاق النفط أرامكو سيولد فرصاً، ستلقى اهتماماً من قبل المحافظ العالمية الذي من المتوقع أن يزيدوا من السيولة بالأسهم الخليجية.
ومن الناحية الفنية بالنسبة للسوق السعودي، إن إدراج "أرامكو" سيحافظ على استقرار السوق السعودي في الفترة المقبلة فوق مستويات الدعم 7900 نقطة وذلك بعد استطاعته العودة بتجاوز 8000 نقطة.
وأشارت إلى أنه يبقي السوق في نطاق إيجابي من ناحية فنية، ويعزز إمكانية الارتفاع، حيث تعد مستويات 8200 نقطة المقاومة خلال الأسبوع الجاري
قد يهمك أيضًا :
227.7 مليار جنيه قيمة واردات مصر من السلع الغذائية خلال العام الماضي
أرسل تعليقك