سجلت الأسهم العالمية جميعها ارتفاعًا في التداولات الجمعة، بفضل أداء جيد حققته الشركات زاد من ثقة المستثمرين في تحسن الأوضاع الاقتصادية، بعد حالة من القلق بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي محتمل وتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ففي وول ستريت، ارتفعت مؤشرات الأسهم وسط مكاسب واسعة النطاق قادتها أسهم التكنولوجيا بفضل انحسار ارتفاع سوق السندات وخطط الصين لتحفيز النمو الاقتصادي. وقفز مؤشر داو جونز الصناعي 270 نقطة أو 1% إلى 25850 نقاط. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 30 نقطة تعادل 1.07% إلى2877 نقطة. وربح مؤشر ناسداك المجمع 95 نقطة أو 1.23% إلى 7859 نقطة.
صعود أوروبي
كذلك ارتفعت الأسهم الأوروبية، إذ تلقت الدعم من معنويات إيجابية للمستثمرين بعد أن ألمحت الصين إلى خطط لتحفيز النمو الاقتصادي، بينما قدمت أسهم شركات صناعة الرقائق الدعم للأسواق بفضل أنباء عن أرباح قوية سجلتها نظيرتها الأمريكية.
لكن المكاسب بصفة عامة لم تتكامل، إذ قالت بورصة لندن للأوراق المالية الجمعة إنها تجري تحقيقًا بشأن خطأ فني، تسبب في تأخير فتح المؤشر القيادي فايننشال تايمز 100 ومؤشر فايننشال تايمز لأسهم الشركات المتوسطة البريطانيين.
وقالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، إنها ستطرح خطة لدعم الدخل القابل للإنفاق هذا العام وفي 2020 لتشجيع الاستهلاك مع تباطؤ الاقتصاد.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7% مع تسجيل مؤشر داكس الألماني الشديد التأثر بالتجارة أداءً يفوق أداء بقية السوق. وقاد ارتفاع أسهم شركات أشباه الموصلات النشاط على مؤشر ستوكس 600، وهو ما دفع مؤشر قطاع التكنولوجيا للارتفاع 1.2% مع تحقيق أسهم "إيه.إم.إس" و"إنفنيون تك" و"إس.تي مايكرو إلكترونيكس" مكاسب كبيرة.
وساعدت نتائج أعمال تفوق التوقعات حققتها شركة «إنفيديا» لصناعة رقائق الألعاب وأبلايد ماتيريالز لصناعة معدات الرقائق في دعم هذا الارتفاع.
ارتفاع ياباني
أيضًا ارتفعت الأسهم اليابانية بعد أن استقرت الأسواق في الصين وهونغ كونغ نوعًا ما في ظل استمرار الاضطراب في هونغ كونغ، لكن المكاسب كانت محدودة بفعل استمرار المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، وربح مؤشر نيكي 0.06% إلى 20418 نقطة. ونزل المؤشر القياسي 1.2% في الجلسة السابقة.
وقال يوتاكا ميورا كبير المحللين الفنيين لدى ميزوهو للأوراق المالية: "ارتفاع الأسهم في هونغ كونغ وشنغهاي في ظل اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الرئيس الصيني أن يبحثوا قضايا، من بينها الوضع في هونغ كونغ، يدعم السوق، لكن مكاسب السوق كانت محدودة بفعل مخاوف الركود العالمي".
وخسر مؤشر نيكي 1.3% هذا الأسبوع، والذي اُعتبر خلاله أن انقلاب منحنى العائد على سندات الخزانة الأمريكية إشارة على الركود مما أطلق موجة بيع عالمية للأصول العالية المخاطر. وأبلت بعض شركات التصدير بلاءً حسناً نوعاً ما مع توقف ارتفاع الين مقابل الدولار، وزاد سهم "نيسان موتور" 0.6% وأضاف سهم "باناسونيك" 0.5%، وربح سهم هيتاشي 0.6%.
نزول الذهب
ونزلت أسعار الذهب لكنها حققت ثالث مكسب أسبوعي على التوالي، في الوقت الذي يلقى فيه الإقبال على المعدن الأصفر باعتباره ملاذاً آمناً الدعم من المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي والافتقار إلى الوضوح فيما يتعلق بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1518.60 دولاراً للأوقية، لكنه ارتفع نحو 1.5% منذ بداية الأسبوع الجاري بعد أن صعد في الأسبوعين السابقين. وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1% إلى 1529.10 دولاراً للأوقية.
ومع استمرار قضية التجارة دون حل، يتحوط المستثمرون من تباطؤ عالمي بشراء أصول الملاذ الآمن مثل الذهب والين الياباني وسندات الخزانة الأمريكية. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات دون عوائد السندات التي أجلها عامين للمرة الأولى في 12 عاماً. ويعتبر انقلاب منحنى العائد على نطاق واسع تحذيراً من أن الاقتصاد يتجه صوب الركود.
مكاسب الدولار
تمسك الدولار بمكاسبه بعد أن هدأت المخاوف بشأن أكبر اقتصاد في العالم بفضل ارتفاع مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة، لكن المتعاملين ينتابهم الحذر من إعطاء أهمية كبيرة لبيانات منفردة بالنظر إلى تنامي المخاطر الخاصة بالتوقعات.
واتجه الدولار لتحقيق مكسب أسبوعي مقابل عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري مما يشير إلى قدر ما من التقاط الأنفاس للأعصاب المنهكة بعد مخاوف بشأن الركود.
قد يهمك ايضا
الليرة التركية تواصل تراجعها وسط حذر المستثمرين تجاه الأسواق الناشئة
تراجع بورصة دبى بمستهل التعاملات بضغوط هبوط قطاع البنوك
أرسل تعليقك