تراجعت الاسواق الاوروبية ظهر الاثنين، لكنها لم تفقد تماسكها بعد فوز +لا+ اليونانية في الاستفتاء، في انتظار معرفة مزيد من الامور حول مستقبل المفاوضات مع الجهات الدائنة.
وبعدما اختارت سياسة الحذر الجمعة قبل الاستفتاء، فتح ابرز مؤشرات البورصة الاوروبية على تراجع كبير قبل ان الحد من خسائرها.
ولاحظ المخططون لدى كريدي-ميتيوال-سي.اي.سي ان النتيجة "تعقد المعطيات للجهات الدائنة للبلاد، ومن شأنها تأجيج التقلبات القوية هذا الاسبوع على الاقل ...فيما كانت عوامل السوق تعول على ما يبدو على +نعم+ من دون اقتناع".
ففي حوالى الساعة 11,50 (9,50 ت غ) خسرت بورصة فرنكفورت 0,92%، وباريس 0,76% ولندن 0,44% ومدريد 1,54% وميلانو 2,25%.
وابدى اليورو من جهته مقاومة كبيرة وبلغ 1,1056 دولار في مقابل 1,1107 للدولار الجمعة الساعة 21,00 ت غ. وتراجعت العملة الموحدة حتى 1,0963 بعد الاعلان مباشرة عن نتائج الاستفتاء.
وحافظت سوق الديون ايضا على هدوئها. ففائدة القرض لعشر سنوات في اسبانيا ارتفعت من دون مبالغة الى 2,311% (في مقابل 2,212% الجمعة لدى الاقفال)، على غرار الفائدة في ايطاليا الى 2,337% (في مقابل 2,248%).
وفي المقابل، ارتفعت الفائدة اليونانية الى 17,644% (في مقابل 14,630%).
وقد رفض 61,31% من اليونانيين شروط دائني اليونان لتعويم اقتصادها.
وباتت الاسواق رهنا بالتصريحات والاجتماعات المقبلة، ومنها قمة منطقة اليورو الثلاثاء.
وستلتقي المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء اليوم في باريس، وذكر وزراء المال في منطقة اليورو انهم ينتظرون مجيء السلطات اليونانية الثلاثاء مع "مقترحات جديدة" للاصلاحات والادخار على صعيد الموازنة.
ونبه المسؤلون في باركليس الى ان "الاعلانات ستتسارع في الساعات المقبلة".
واضافوا ان "لا في الاستفتاء ستسرع البحث عن حل اكثر ديمومة على صعيد الدين اليوناني بين اثينا ودائنيها (خروج اليونان من منطقة او التسوية)".
وقد اطمأن المستثمرون مع الاعلان المفاجىء لاستقالة وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس التي ستفسر على انها رغبة من جانب الحكومة اليونانية في تسهيل المفاوضات مع دائنيها.
وستكون السوق متنبهة من جهة اخرى الى رد فعل البنك المركزي الاوروبي الذي سيجتمع لتقييم المساعدات الطارئة الممنوحة الى المصارف اليونانية.
وذكر الخبراء الاقتصاديون لدى اودو سكيوريتيز بأنه "ظهر جليا، ايا يكن قرار المساعدات الطارئة، ان البنك المركزي الاوروبي على استعداد لتدارك امتداد عدوى الخطر اليوناني الى البلدان الاخرى".
وقد سجلت الاسواق الاسيوية تراجعا واضحا في الصباح.
فبورصة طوكيو خسرت 2,08% وهونغ كونغ 3,18% وسيدني 1،14% وسيول 2,40% وويلينغتون 1,10%.
اما بورصة شانغهاي فارتفعت 2,14%، لتمحي جزءا من المكاسب الكبيرة التي سجلت في بداية الجلسة، على خلفية تقلبات كثيرة رغم الاعلان عن تدابير لوقف تراجع الاسواق الصينية.
لكن بورصة شنزن اغلقت على تراجع بلغ 2,70 %.
والتراجع الاخير لبورصة شانغهاي مرده فقاعة ضعيفة الاسس تكبلها الديون. وقبل ان تتراجع سجلت بورصة شانغهاي ارتفاعا بلغ 150% خلال اثني عشر شهرا وباتت تدفع ثمن تجاوزاتها.
وتم الاعلان عن تدبيرين اواخر الاسبوع الماضي لطمأنة المتعاملين.
فمن جهة، اكدت اللجنة الصينية المنظمة للاسواق المالية الجمعة انها ستوسع وتيرة تحديد الاسعار في المستقبل وتحديد سقف المبالغ. ومن جهة اخرى، اعلنت 21 شركة وساطة صينية انها ستسعى لاستثمار اكثر من 19 مليار دولار في شراء اسهم شركات بارزة.
أرسل تعليقك