أرست شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك عقدين بقيمة 5.88 مليار درهم، لتنفيذ أكبر مشروع مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد يشمل مناطق بحرية وبرية ويغطي مساحة إجمالية تصل إلى 53 ألف كيلومتر مربع.
وفازت بهذين العقدين شركة "بي جي بي" العالمية المتخصصة في المسح الزلزالي، والتابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية "سي إن بي سي"، والتي تمثلها في دولة الإمارات شركة المسعود للتوريدات والخدمات البترولية.
ويأتي تنفيذ المسح الزلزالي ضمن جهود "أدنوك" لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من الموارد الهيدروكربونية، وذلك تماشياً مع استراتيجيتها المتكاملة للنمو الذكي 2030.
وسيغطي مشروع المسح الزلزالي الجديد مساحة إجمالية تصل إلى 53 ألف كيلومتر مربع، منها 30 ألفاً في المناطق البحرية و23 ألفاً في المناطق البرية، مما يسهم في توفير بيانات جديدة تضاف إلى بيانات المسح الزلزالي ثنائي وثلاثي الأبعاد، التي تم الحصول عليها سابقاً من عدة مناطق في أبوظبي.
وسيستخدم المشروع تقنيات رائدة توفر كثافة بيانات تفوق بخمس مرات حجم البيانات التي يتم توفيرها من خلال التقنيات والممارسات المستخدمة حالياً في هذا المجال، كما سيوفر صوراً ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للتراكيب الجيولوجية المعقدة على أعماق تصل إلى 25 ألف قدم تحت سطح الأرض.
وسيسهم استخدام التقنيات والطرق المتطورة في رفع الكفاءة وخفض زمن التشغيل، بما يعزز القيمة في عمليات "أدنوك"، ويقلل من المخاطر في مجال الصحة والسلامة والبيئة ويساعد في الحد من تأثير تلك الأعمال على الحياة البحرية.
وسيتضمن المشروع في المناطق البحرية استخدام سفن لتوليد موجات صوتية يتم استقبالها وتسجيلها بواسطة مجسات ولواقط في قاع البحر، كما سيستخدم آليات ثقيلة تصدر موجات زلزالية خفيفة ومجسات ولواقط يتم تركيبها فوق سطح الأرض، لمسح المناطق البرية، ومن المخطط الانتهاء من المشروع بحلول عام 2024.
وتم الإعلان أخيراً عن طرح 6 مناطق لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز من خلال مزايدة تنافسية، وذلك في إطار استراتيجية أبوظبي لإصدار تراخيص المناطق الجديدة. وسيغطي مشروع المسح الزلزالي أجزاء من هذه المناطق، كما سيتم توفير البيانات للفائزين بالمزايدات مقابل رسوم محددة.
وسيقوم علماء الأرض في مركز "ثمامة" لدارسة المكامن البترولية التابع لـ"أدنوك" بتحليل بيانات نتائج المسح الزلزالي، واستخدامها في توصيف وبناء نماذج رقمية للمكامن الهيدروكربونية المحتملة، بما يساعد "أدنوك" على تحديد المكامن غير المستغلة، وفرص تطوير وإنتاج النفط والغاز منها في المستقبل بأكثر الطرق فعالية.
وتعد دولة الإمارات إحدى أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، ويوجد حوالي 96% من احتياطياتها في إمارة أبوظبي. ولا تزال هناك موارد غير مستكشفة وغير مطورة في العديد من المكامن الغنية بالنفط والغاز، حيث تقع الإمارة في واحد من أغنى الأحواض التي تزخر بالموارد الهيدروكربونية على مستوى العالم.
يذكر أن مؤسسة البترول الوطنية الصينية "سي إن بي سي" تعد واحدة من أكبر الشركاء الدوليين الاستراتيجيين لـ"أدنوك"، حيث تمتلك حصصاً في الامتيازات البرية والبحرية الرئيسية في أبوظبي، تسري لمدة 40 عاماً، إضافة إلى حصة 40% في شركة الياسات المشروع المشترك مع "أدنوك".
وتعد شركة "بي جي بي" المملوكة بالكامل لشركة "سي إن بي سي"، أكبر مزود للخدمات الجيوفيزيائية في العالم، حيث تمتلك قدرات شاملة ومتكاملة في الحصول على البيانات الزلزالية وغير الزلزالية، ومعالجتها وتفسيرها، وهي كذلك تعد المزود الرئيسي لخدمات المسوحات الزلزالية لجميع شركات النفط الكبرى في العالم.
أرسل تعليقك