واشنطن - وكالات
ذكر خبير من مركز فكري أمريكى لوكالة أنباء (شينخوا) في مقابلة أجريت معه مؤخرا إنه من المتوقع أن يوجه الحوار الاقتصادي الاستراتيجي المقبل بين الولايات المتحدة والصين نظرة جديدة للاتفاقيات والنزاعات بين الدولتين، بما يحرز تقدما في التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي قضايا معروفة ووجوه جديدة وقال يوكون هوانغ، وهو مساعد بارز في برنامج آسيا لمعهد كارنيجي للسلام الدولي إن المخاوف بشأن العلاقات التجارية وعلاقات المستثمرين ستكون قضايا رئيسية على جدول الأعمال الاقتصادي للحواروسيكون المنتدى رفيع المستوى الذي يستمر يومين هو المنبر الرئيسي الأول للحكومات لبحث سلسلة من القضايا الرئيسية محل الاهتمام المشترك بعد القمة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي باراك اوباما وقال هوانغ إن "الصين ترغب في التأكد من أن الولايات المتحدة ستواصل كونها نظاما تجاريا منفتحا بشكل عادل لا يلجأ إلى تعريفات الحمائية التجارية للتعامل مع ما يرونه من مخاوف" وأضاف إن الصين تخضع الآن لعدد من التحقيقات والمناشدات لمنظمة التجارة العالمية من بينها الألواح الشمسية ومحركات توربينية وغيرها من خطوط الإنتاج وبالنسبة للجانب الامريكي، فإنهم سيواصلون الحديث بشأن اذا ما كان المصدرين والمنتجين الصينيين لديهم امتيازات غير عادلة فيما يتعلق بالدعم أو معدلات الفائدة أم لا وعلى جبهة الاستثمار، "ستستمر الصين في الحديث عن الحواجز التي يرونها أمام الاستثمارات الخارجية من الصين إلى الولايات المتحدة التي لديها حساسيات سياسية وقيود تكنولوجية فيما يتعلق بالمجالات التي يمكن أن تستثمر فيها"وفقا لما قال هوانغ وسيعقد مجلس الشيوخ الامريكي جلسة استماع حول عملية شراء مقترحة لمجموعة (سميث فيلد فودز)، وهي اكبر منتج للحوم الخنزير في العالم، من جانب مجموعة شوانغهو الصينية الدولية يوم الأربعاء وهو نفس اليوم الذي سينطلق فيه الحوار وستتخذ الصفقة المقترحة التي تبلغ قيمتها 4.7 مليار دولار أمريكي، وهي أكبر صفقة استحواذ تقوم بها شركة صينية على أخرى أمريكية، على انها اختبار حقيقي للاتجاه الامريكي نحو الاستثمار الصيني وبالنسبة للجانب الأمريكي، فإن هناك مخاوف من أن الشركات الأمريكية لاتلقى معاملة عادلة فى بيئة متساوية للجميع عندما يذهبون إلى الصين . واشار هوانغ "لم تكن اي من تلك القضايا جديدة ،بل انها كانت محل نقاش على مدار سنوات". "وأعتقد إن المطلوب الاقرار به هو أن هناك لاعبين جددا من كلا الجانبين. فالعديد من المسؤولين الرئيسيين جدد في هذا المضمار " وسيشارك في رئاسة الحوار من الجانب الصينى كل من نائب رئيس مجلس الدولة وانغ يانغ وعضو مجلس الدولة يانغ جيه تشي ومن الجانب الامريكى وزير الخارجية جون كيري ووزير الخزانة جاكوب ليو التغير المناخي والتعاون في الطاقة ويعتقد هوانغ أن التغير المناخي سيكون أيضا على جدول أعمال الحوار الاستراتيجي-الاقتصادي المقبل بين الولايات المتحدة والصين باعتباره مصدرا رئيسيا للتعاون اكثر من كونه محل تنافس وقد وافقت الصين والولايات المتحدة في ابريل الماضي على تشكيل مجموعة عمل بشأن التغير المناخي والعمل بشكل وثيق لخفض انتاج الهيدروفلوروكربون واستهلاكه، والغازات الحابسة للحرارة ، التي تتدفق عبر المبردات وأجهزة التكييف وأضاف إن "الصين تجرب عدة خيارات فيما يتعلق بضرائب الكربون ،لذا أعتقد أن الجانبين قد يتعلمان الكثير ويستفيدان من التعاون" واعرب هوانغ عن أمله بأن يتمكن الجانبان من رفع التعاون بشأن تكنولوجيا الطاقة الخضراء المتجددة لتقليل النفقات إلى مستوى معقول، باعتبار الصين قدرة انتاجية كبيرة في حين أن الولايات المتحدة لديها اعلى معايير تكنولوجية واضاف "يجب أن يكون الجانبان قادرين على المشاركة وايجاد حل تعاوني لهما . بيد أنهما يتبادلان الآن الاتهامات بشأن دعم التكنولوجيا الخضراء" واستطرد قائلا إنه يتعين على الصين أن ترحب الولايات المتحدة بالمشاركة في استكشاف الغاز بها، لأن شركات النفط والطاقة الأمريكية لديها تقنيات حفر ومسح متقدمة وأشار "إذا فعلا ذلك، فقد تتحرك الصين بشكل أسرع نحو تطوير احتياطي الغاز والنفط الذي قد يحل محل الفحم، وإلا فإنني أعتقد أن الصين ستبقى لعقد أو أكثر إذا حاولوا القيام بذلك بأنفسهم" مصادفة سعيدة ونتائج افضل وعلى صعيد متصل، قال هوانغ إن تسريبات عميل الاستخبارات الأمريكية السابق ادوارد سنودن بشأن عمليات تجسس قامت بها السلطات الامنية الامريكية على الصين قد يكون "مصادفة سعيدة" وقد يؤدي إلى "نتائج افضل"، في هذا المنتدى فى الأسبوع الجاريوقال هوانغ لشينخوا "بشكل عام فإن تلك القضايا تبدو سلبية للغاية بالتأكيد في الرأي العام الامريكي، إلا أنها من وجهة نظري الشخصية تبدو لي في الواقع مصادفة سعيدة"ومضى هوانغ، الذي عمل مديرا لشئون الصين فى البنك الدولي في الفترة ما بين 1997-2004، قائلا "يمكن أن تقلل تلك القضية من القوة التي تتعامل بها الولايات المتحدة بها مع المخاوف، إلا ان الصين لن تشعر بتلك الطريقة إنه من الضروري أن تكون في موقف دفاعي" واضاف "اذا لم تسمح مسألة سنودن للجانبين بالشعور بأنهما من المعتدين أو الأشرار ، عندئذ ستكون النتيجة أفضل" وفسر الخبير قائلا "قد يسمح هذا للجانبين بالجلوس والموافقة على أشكال الأنشطة الالكترونية التي قد يتفق الجانبان بأنها غير ملائمة وقد يتحدثان كشركاء متساوين في المناقشات بدلا من النظر لبعضهما البعض على ان احدهما هو المدعي والاخر في موقع الدفاع" واختتم حديثه إن الصين والولايات المتحدة تجهز لمجموعة عمل متخصصة في الأمن الالكتروني في اطار الحوار للتعامل مع التوترات المتنامية في الفضاء الالكتروني.
أرسل تعليقك