رغم حالة التفاؤل التي تسود العديد من الدول، بعد تخفيف قيود الحظر، إلا أن الاقتصاد العالمي سيعاني لفترة بسبب الخسائر التي تكبدها خلال فترة إغلاق كورونا.
ووفقا لتوقعات البنك الدولي، سيتسبب فيروس كورونا (كوفيد-19) في انكماش الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 5.2% في 2020.
وأكد البنك الدولي، أن تأثير الجائحة كان "سريعا وضخما" على الرغم من المساعدات المالية غير المسبوقة.
وفي أحدث تقرير عن الآفاق الاقتصادية العالمية، الصادر الإثنين، حذر البنك الدولي من أن أحدث توقعاته سيجري تعديلها بالخفض إذا استمرت الضبابية بشأن الجائحة وإغلاقات الشركات لفترات أطول.
وقالت المؤسسة المالية الدولية التي تتخذ من واشنطن مقرا إن الاقتصادات المتقدمة من المتوقع أن تنكمش 7.0% في 2020، بينما ستنكمش اقتصادات الأسواق الناشئة 2.5%، وهو أول انكماش لها منذ عام 1960.
واعتبر البنك أن الانكماش سيكون "الأسوأ" منذ الحرب العالمية الثانية، متوقّعا أن يطاول الفقر المدقع نحو 100 مليون شخص بسبب كوفيد-19.
وأشار إلى أن العدد الكبير للدول التي تتكبد خسائر اقتصادية يشير إلى أن التدهور الاقتصادي سيكون أسوأ من أي ركود شهدناه في السنوات الـ150 الماضية.
وعلى أساس نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فإن الانكماش العالمي سيكون الأعمق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتظهر التوقعات مزيدا من الضرر بالاقتصاد مقارنة بالتقديرات التي نشرها صندوق النقد الدولي في أبريل/نيسان الماضي والتي توقعت انكماشا عالميا بنسبة 3.0% في 2020 .
ويعتزم صندوق النقد تحديث توقعاته في 24 يونيو/حزيران الجاري، وقالت المديرة التنفيذية للصندوق كريستالينا جورجيفا إن "من المرجح جدا" أن يتضمن مزيدا من التخفيضات.
وفي توقعاته الجديدة، زاد البنك الدولي أيضا تقديراته لعدد الاشخاص الذين سينزلقون إلى الفقر المدقع بسبب الجائحة إلى ما بين 70 إلى 100 مليون من تقدير سابق بلغ أكثر من 60 مليونا.
وأظهر تقرير البنك الدولي للعام 2020 انكماشات بنسبة 6.1% للولايات المتحدة واليابان، و9.1% لمنطقة اليورو، و8.0% للبرازيل و3.2% للهند.
ومن المتوقع أن تحافظ الصين على نمو عند 1.0% في 2020، انخفاضا من توقعات في يناير/كانون الثاني 2020 بلغت 6.0%.
السيناريو الأسوأ
وقالت مساعدة رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون النمو المتوازن سيلا بازارباسيوغلو إن "التوقعات واقعية للغاية، إذ من المرجح أن تسبب الكارثة ندوبا (تداعيات سلبية) طويلة الأمد وأن تطرح تحديات دولية كبرى".
وبحسب السيناريو الأسوأ، يمكن أن تصل نسبة انكماش الاقتصاد العالمي إلى 8%.
وحذّرت بازارباسيوغلو بأن التوقعات يمكن أن تشهد مزيدا من الخفض نظرا لسيطرة الضبابية على تداعيات الجائحة التي لا تزال تتفاعل.
ويتحدث تقرير البنك الدولي عن مخاطر "كبرى" قد تزيد سلبية التوقعات لا سيما في حال لم يتم وقف تفشي الوباء أو ظهور موجة ثانية منه، ما سيدفع السلطات إلى إعادة فرض قيود قد تفاقم التدهور.
ونبه التقرير الى أن "اضطراب الأنشطة قد يضعف قدرة المؤسسات التجارية على مواصلة عملها وتسديد ديونها".
قد يهمك ايضا
البنك الدولي يحدد 3 بنود للتعافي من آثار كورونا
للتكيّف مع الآثار الصحية والاقتصادية نتيجة انتشار الفيروس
أرسل تعليقك