تباينت مؤشرات الأسهم العالمية خلال التعاملات أمس مع تأثرها بموسم النتائج وتطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ومباحثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
حيث تراجعت الأسهم الأوروبية وسط أرباح دون التوقعات وهبوط بنوك إيطاليا كما تراجعت الأسهم الصينية مع ترقب تطورات النزاع التجاري مع الولايات المتحدة فيما ارتفعت بورصة طوكيو وأغلق مؤشر نيكاي الياباني مرتفعاً في تعاملات متقلبة وسط تألق الأسهم الدفاعية والمرتبطة بالسياحة بينما أغلقت أسواق الأسهم الأميركية أبوابها بسبب الاحتفالات بعيد الشكر.
واستأنفت الأسهم الأوروبية اتجاهها النزولي أمس، متأثرة ببعض تقارير نتائج الأعمال المخيبة للتوقعات أصدرتها شركات من بينها سنتريكا البريطانية للمرافق وهبوط البنوك الإيطالية بفعل استمرار الضبابية التي تكتنف آفاق المالية العامة للبلاد.
وخلال التعاملات تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.5% مع تراجع معظم القطاعات بعد مكاسب واسعة النطاق في الجلسة السابقة ساهمت في ارتفاع المؤشر الأوروبي من أدنى مستوى في عامين تقريباً.
وتسببت الضبابية التي تكتنف الأوضاع السياسية الإيطالية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد ونمو الأرباح في تثبيط المستثمرين وإثنائهم عن الإقبال على المخاطرة في الوقت الذي تتخذ فيه بنوك مركزية خطوات لإنهاء سياسة التيسير النقدي التي استمرت سنوات.
وانخفض سهم سنتريكا 8.7% ليتصدر قائمة الأسهم الخاسرة على مؤشر ستوكس 600 بعد إعلان بيانات مالية.
وكان سهم روتورك أيضاً من بين أكبر الأسهم المتراجعة في أوروبا، إذ انخفض 7.1% بعد تراجع طلبيات الشراء التي تتلقاها الشركة 4%.
وانخفض سهم ألتيس للاتصالات 13% بعد انخفاض أرباحها الأساسية في الربع الثالث من العام نحو 7% بسبب حملات ترويجية مكثفة لجذب العملاء.
وانخفض مؤشر بنوك إيطاليا 1.9% بعد أن قال نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني إن الحكومة لن تتراجع في قانون الميزانية عقب رفض المفوضية الأوروبية وكان سهم بانكو بي.بي.إم ثاني أكبر الأسهم المنخفضة في ميلانو، متراجعاً 2%.
معاملات متقلبة
وأغلق مؤشر نيكاي الياباني على ارتفاع في معاملات متقلبة مع صعود الأسهم الدفاعية والشركات المرتبطة بالطلب على السياحة في البلاد بعد بيانات أظهرت ارتفاعاً في أعداد السائحين في أكتوبر. وأغلق المؤشر مرتفعاً 0.7% إلى 21646.55 نقطة، ولم يسجل المؤشر القياسي تحركاً يذكر خلال الأسبوع.
وصعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.8% إلى 1628.96 نقطة، على الرغم من أن التعاملات كانت هزيلة، حيث جرى تداول 1.2 مليار سهم فقط وهو أقل مستوى في شهر.
وكان سهم نيسان في بؤرة الاهتمام، مع عقد اجتماع لمجلس الإدارة حيث تم عزل رئيس مجلس الإدارة كارلوس غصن بعد التوقيف الصادم لرئيس الشركة الذي كان يحظى بالتقدير يوماً وهو ما قد يمثل بداية لفترة طويلة من الضبابية في تحالفها مع رينو الممتد منذ 19 عاماً.
وجذبت الشركات التي تستفيد من إنفاق السائحين مثل الشركات المتخصصة في صناعة مستحضرات التجميل مشترين بعد أن ذكرت المنظمة الوطنية للسياحة في اليابان أن أعداد السائحين في أكتوبر زادت 1.8% على أساس سنوي إلى 2.646 مليون زائر بعد أن انخفضت في الشهرين السابقين.
وارتفعت أسهم شيسيدو 3.7% وصعد سهم كوز كورب 4.5%، وزاد سهم ماتسوموتو كيوشي لإدارة الصيدليات 3.6%. وتفوقت أسهم الشركات الدفاعية مثل أسهم السكك الحديدية والشركات العقارية وشركات تصنيع الأغذية على أداء السوق.
وارتفعت أسهم سكك حديد وسط اليابان 2.8% وميتسوبيشي استيت 1.8%. وانخفض سهم مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية 1.4% بعد أن ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الادعاء الأميركي يحقق في الأنظمة التي يستخدمها البنك لتتبع غسل الأموال.
تراجع صيني
وتراجعت الأسهم الصينية في تداولات أمس مع انخفاض اليوان في ظل تطورات النزاع التجاري مع الولايات المتحدة، إلى جانب ضعف أداء شركات اللاسلكي. إذ هبط مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.23% منهياً الجلسة عند مستوى 2645 نقطة في حين استقر مؤشر «شنتشن» المركب عند مستوى 1385 في ختام التعاملات.
ويتابع المستثمرون تطورات النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة وتبادل التصريحات بين الطرفين قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الصيني والأميركي بنهاية الشهر الجاري على هامش قمة مجموعة العشرين. وخلال التعاملات انخفضت العملة الصينية أمام نظيرتها الأميركية 0.13% إلى 6.9361 يوانات.
وأغلقت أسواق الأسهم والسندات في الولايات المتحدة أبوابها أمس بمناسبة «عيد الشكر»، على أن تستأنف تداولاتها اليوم في جلسة مختصرة، إذ ستنهي تداولاتها مبكراً.
ويعرف اليوم التالي لـ «عيد الشكر» بـ «الجمعة السوداء» وهو يمثل البداية التقليدية لموسم التسوّق في الولايات المتحدة.
ويتطلع المستثمرون إلى نتيجة مبيعات اليوم (الجمعة)، وهو الوقت الذي ترتفع فيه الأجور وتزداد فيه ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة.
احتمال وضع سهم «نيسان» تحت المراجعة
أوضحت بورصة طوكيو أن درجة التلاعب المزعوم الذي قام به رئيس مجلس إدارة «نيسان موتورز» «كارلوس غصن» لا تزال غير واضحة في الوقت الحالي، ولكن مع ظهور المزيد من التفاصيل فإن احتمالية وضع أسهم صانعة السيارات اليابانية تحت المراجعة ليست «صفرًا».
وصرح المدير التنفيذي لـ «نيسان» في مؤتمر صحافي هذا الأسبوع أن كارلوس غصن ـ المعتقل حالياً ـ قد تلاعب في قيمة تعويضاته في تقارير الأوراق المالية التي قدمتها الشركة إلى بورصة طوكيو. وقال المدعون في طوكيو إنهم يحققون في مزاعم بأن «غصن» وعضواً آخر في مجلس الإدارة «جريج كيلي» قد قدما بيانات مالية تحوي معلومات مزيفة.
أرسل تعليقك