واصل الاوروبيون الجمعة تكثيف الضغوط على اليونان كي تقر ابرام اتفاق في نهاية الاسبوع قبل اربعة ايام على حلول الموعد النهائي لتسديدها شريحة دين الى صندوق النقد الدولي وسط خطر تخلف عن السداد عواقبه كارثية.
ففي اليوم الثاني لقمة اوروبية في بروكسل اجرى رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس لقاء موجزا مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سعيا الى حل سريع بحسب مصادر متطابقة. واستغرق اللقاء 20 دقيقة قبيل بدء القمة.
واكد المسؤولان لشريكهما اليوناني ان اجتماع وزراء المالية السبت "سيكون محوريا وحاسما" بحسب مصدر فرنسي. واضاف المصدر "في هذا الوقت ينبغي بلورة اتفاق على رزمة تشمل اصلاحات واستثمارات وتمويل".
كما اطلع تيسبراس "القائدين الفرنسي والالمانية (...) ان الطرف اليوناني لا يفهم سبب اصرار المؤسسات (الدائنة) على بعض الاجراءات التي يصعب" تنفيذها، بحسب مصادر في اثينا.
وابدى وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس الذي يرافق تسيبراس بانتظام الى المفاوضات العالية المستوى في بروكسل، الحزم الجمعة، ولم يتوان عن تغذية صراع القوة مع الدائنين، اي صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي.
وصرح للاذاعة الايرلندية "الزمت اليونان بتلبية مطالب غريبة بعض الشيء للمؤسسات. الان حل دورها كي تقوم بخطوة قدما". واضاف محذرا "ان طلب مني توقيع اتفاق من الجلي انه غير قابل للحياة، فلن افعل" متابعا ان "المؤسسات تضعنا، حكومتي وانا، في موقف مستحيل".
وكشفت وثيقة تفاوض مسربة الجمعة حصلت فرانس برس على نسخة منها ان دائني اليونان اقترحوا تسليمها رزمة مساعدات بقيمة 12 مليار يورو وتمديد برنامج مساعدتها الى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، شرط الاتفاق سريعا على سلسلة اصلاحات واجراءات ضريبية.
واشارت الوثيقة الى استعداد الدائنين الى تزويد البلاد بشريحة 1,8 مليار يورو طارئة "ما ان يصوت البرلمان اليوناني على قرار الموافقة على الاتفاق مع المؤسسات".
ويجيز هذا المبلغ تجنيب اثينا التخلف عن سداد شريحة قرض لصندوق النقد الدولي تستحق في 30 حزيران/يونيو.
وكان الاوروبيون وجهوا الخميس ضربة الى تسيبراس برفض تنظيم قمة جديدة لمنطقة اليورو لدرس مصير بلاده، واوكلوا وزراء مالية اليوروغروب متابعتها. وعقدت قمة للمجموعة الاثنين فشلت في تحقيق اختراق.
وقالت ميركل ليل الخميس الجمعة "اتفقنا على وجوب الاستمرار في العمل بين اليونان والمؤسسات وعلى ان اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو السبت يرتدي اهمية حاسمة لان الوقت يضغط".
من جهته قال هولاند "ارى ان اجتماع السبت بالغ الاهمية لاننا بلغنا المهلة" المحددة، داعيا الى اختتام المفاوضات المستمرة منذ 5 اشهر تقريبا بين اليونان ودائنيها.
ويتمثل الهدف في التوصل الى اتفاق بين اليونان ودائنيها بشان وعود الاصلاحات والاقتطاعات في الميزانية اليونانية ما سيفتح الباب امام صرف اموال سائلة لاثينا التي اصبحت خزائنها فارغة.
واساس الخلاف علاوة على موضوع ضريبة القيمة المضافة، موضوع انظمة التقاعد وذلك على خلفية دين عام يوناني ثقيل.
وفي الاثناء يقترب استحقاق 30 حزيران/يونيو لتسديد قرض بقيمة 1,5 مليار يورو لصندوق النقد الدولي ويثير مخاوف من التخلف عن السداد.
ولاحترام هذا الاستحقاق تحتاج اليونان الى الحصول على قسم من قرض عالق منذ حوالى العام بقيمة 7,2 مليار يورو.
وفي حال عجزت اليونان عن سداد المبلغ لصندوق النقد فقد تضطر الى الخروج من منطقة اليورو وهو سيناريو كارثي بالنسبة الى المسؤولين الاوروبيين والكثير من اليونانيين الذين يريدون البقاء فيها.
واكد وزير المالية الفرنسي ميشال سابان الجمعة "لا حل الا ابرام اتفاق" حول الازمة اليونانية "لحماية مصالح اثينا" والدول الاوروبية الاخرى كذلك. واضاف "هناك رعب فعلي لدى جزء من اليونانيين من الخروج من منطقة اليورو، ولذا لن تخرج اليونان من منطقة اليورو".
وذكر رئيس منطقة اليورو يورون ديسلبلوم كذلك بضرورة ابرام اتفاق السبت كموعد اقصى، ما يمنح البرلمانات المعنية الوقت لدرسه قبل 30 حزيران/يونيو.
وصرح في لاهاي قبل العودة الى بروكسل السبت "ينبغي انجاز ذلك، لمجرد انه يتحتم تمرير (الاتفاق) في البرلمان اليوناني اولا ثم برلمانات عدد من الدول الاعضاء".
وفي حال ابرام اتفاق في الساعات او الايام المقبلة فسيشكل خاتمة لازمة مستمرة منذ وصول حكومة اليسار المتشدد (حزب سيريزا) الى الحكم في اليونان وسعيها الى طي صفحة التقشف. ومن المقرر ان يبدا اجتماع مجموعة اليورو السبت في الساعة 15,00 وهو الخامس في اقل من عشرة ايام.
أرسل تعليقك