الدوحة - قنا
كفالة اليتيم وتقديم المساعدات للمحتاجين والمعوزين، من أهم مجالات عمل قطر الخيرية المتنوعة والمتعددة والمنتشرة في عشرات الدول بالقارات الثلاث آسيا وافريقيا واوروبا.
ومنذ بدء عملها ونشاطها ، حرصت قطر الخيرية على تقديم مفاهيم جديدة للكفالة واعانة الفقراء والمحتاجين، فقد تكون هناك حالات حرجة تستدعي تقديم مساعدة مالية عاجلة، فتقوم قطر الخيرية بتقديم العون العاجل لهم ، لكن اموال المساعدة مهما بلغت ستنتهي، وسيحتاج الشخص أو الأسرة إلى مساعدة جديدة.
لذلك كان الدمج بين الاغاثة والتنمية واحدا من الافكار الرائدة لقطر الخيرية في هذا المجال، حيث قامت بتحويل مكفوليها، او من تقدم لهم المساعدة من المتضررين او المحتاجين المتعففين الى منتجين ، ليتحولوا بعد نجاح مشروعاتهم ، الى مكتفين ،
وقد لاقت هذه الفكرة التنموية، استحسانا على كافة المستويات، وحققت نجاحا كبيرا لمكفولي قطر الخيرية في العديد من دول العالم.
ولا يتوقف الامر عند حدود المشروعات التي تدر ربحا ماديا للمكفولين وانما هناك نجاحات اخرى تعد حافزا ودافعا لاستمرار كفالة قطر الخيرية لليتيم ، او الاسرة المحتاجة ، وهي التفوق العلمي .. وهناك عشرات الحالات وقصص النجاح لمكفولي قطر الخيرية افرادا واسرا، وفيما يلي نماج لتلك النجاحات:
خدمة العمل الانساني
ترعرع محمد في ظل اسرةمحافظة وملتزمة دينياً،فالوالدعلي أبوتركي كان مؤذناًلأحدالمساجدفي فلسطين ،ويحرص كل الحرص على تنشئةأبنائه تنشئة سليمةوتعليمهم أصول الدين الإسلامي وتحفيظهم القرآن الكريم ،وتعليمهم معاني التكافل والعطاء ، ومساعدة المحتاج، غير ان القدر لم يمهل الرجل كثيرا من الوقت .
فبعد صراع لم يطل مع مرض السرطان رحل الاب عن الدنيا ، تاركامن بعده ثلاثةعشرابناوابنةمع والدتهم البسيطةالتي عانت ظروف حياةصعبةمن بعدوفاةزوجها، وماكان لهاإلاّالتواصل مع قطرالخيريةطلباً للمساعدة، فقامت قطرالخيريةبالاستجابة وكفالةثلاثةمن الأبناء،من بينهم الابن محمدالذي بدأت كفالته في عمرالتاسعة.
محمدالابن الذي لم يعرف والده كثيراً،لكنه تمسك بالقليل الذي تعلمه ،وقرّرأن يكون مثالاًيحتذى به، تابع رحلته الدّراسيةليكون أحدالطلبة المتفوقين عاماًتلوالعام،إلى أن حصل على الشهادة الثانوية واختار دراسةالتمريض ،فقد اراد محمد ان يسهم من خلال عمله في تخفيف الآلام، فماكان لقطرالخيريةإلاأن تستمربكفالةهذاالطالب النجيب وتحويل كفالته من كفالةيتيم إلى كفالة طالب علم ،لتكون له نعم المساعدوالسندفي مسيرته التعليمية ،وليكون هوأيضاًمن الطلبةالمتميّزين في كليته ويتخرّج منهاممرضاًيحمل في قلبه طيبة المعاملةللمرضى ، وفي عقله مايلزمه من العلم والمعرفةلإتقان عمله.
أخيرا .. سيتعلم ابنائي
لم يكن توفير قوت اليوم لأسرتها هو فقط ما يشغلها ، وانما كان الحاق ابنائها بالمدارس ، حتى يتسلحوا بالعلم ، هو الحلم الاكبر للسيدة "جيوال بيبي" (34 عاما) الارملة التي تعيش في قرية "مودغالوري" بمحافظة راجنبور في اقليم البنجاب في باكستان .
بصعوبة تتمكن جيوال من كتابة اسمها ، فتحالف الجهل والفقر على الارملة المسكينة ، التي تعول خمسة أبناء و ابنتان , أكبرهم "عمر" في الثامنة من العمر و يليه "عائشة" في سن السابعة .
عمر يتكفل برعاية اخوانه و أخواته ـ في بيتهم المبني من الطوب الطيني المؤلف من غرفة واحدة ريثما تعود أمهم من العمل يوميا في أراضي اصحاب المزارع , بينما تقوم أخته "عائشة" بعجن الدقيق و تجهز ما أمكن من الادام و احضار الماء من البئر الذي يبعد أكثر من 700 متر عن البيت.
قامت قطر الخيرية باختيار أكثر الأسر فقرا و مقدرة على تسيير شؤونهم ، كانت اسرة "جيوال بيبي" من بين الاسر المختارة ، فقامت قطر الخيرية ببناء حاضنة للدواجن بحجم غرفة على قاعدة من جدران طينية في باحة بيتها تأوي الصيصان الأوائل من نوعية جيدة تكون نواة لمدجنة يستفاد من بيضها و بيع دجاجها.
تقول السيدة جيوال بيبي: الآن و الحمد لله نمتلك مدجنة صغيرة أتمكن من بيع البيض يوميا بمبلغ 300 روبية ( ما يعادل 3 دولار) و بذلك سوف يلتحق ابني عمر و ابنتي عائشة بالمدرسة لأول مرة و سوف أتمكن من شراء الدفاتر و الأقلام لهما . اخيرا .. سيتعلم ابنائي وسيحفظون القرآن الكريم.
أرسل تعليقك