افتتحت شركة مناجم الفوسفات الأردنية أول مصنع خارجي أقامته في اندونيسيا بالشراكة مع الحكومة الاندونيسية، ليكون باكورة مشروعات الشراكة الإستراتيجية التي تنفذها لترفع القيمة المضافة للفوسفات الأردني إلى 80 بالمئة مقابل 20 بالمئة من خام الفوسفات.
وافتتح مصنع الأسمدة، الذي يقع في مدينة جيرسيك شرق جزيرة جافا، وزير الشركات في الحكومة الاندونيسية دحلان عسكان، ووزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني، بحضور رئيس مجلس ادارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية المهندس عامر المجالي، ورئيس مجلس ادارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة، ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الأردنية الاندونيسية مدالله الطراونة، والسفير الأردني في جاكرتا وليد الحديد وعدد من كبار المسؤولين في الشركتين.
وبحسب بيان اصدرته الشركة اليوم الأحد، إن المهندس المجالي وقع، على هامش افتتاح المصنع، مع ممثلي شركتي كالتيما، وبي تي بوبوك (بيرسيرو)، وبي تي بوسري، واسكندر مودا، مذكرة تفاهم للسير في إجراءات إنشاء مصنع ثالث للأسمدة في اندونيسيا، برأسمال يتوقع أن يصل وقت التنفيذ إلى 300 مليون دولار، ويستهلك 800 الف طن من خامات الفوسفات الأردنية.
ويعتبر مشروع بترو جوردان أبدي (شراكة للأبد باللغة الاندونيسية ) في جيرسيك أول مصنع تقيمه شركة مناجم الفوسفات ضمن الشراكات الخارجية بعد ان تم توقيع اتفاقيته في عام 2010، بهدف زيادة القيمة المضافة لمنتجات الفوسفات، وبناء شراكات تصنيعية تسويقية مع أكثر الدول استهلاكا لمنتجات الأسمدة في العالم. علما أن جميع الشراكات بين "الفوسفات" الأردنية والشركات المملوكة للحكومة الاندونيسية قائمة على المشاركة بالحصص المتساوية 50 بالمئة لكل جانب.
وقال الوزير الاندونيسي إن بلاده حريصة على تطوير علاقات التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وتطويرها خصوصا في مجال بناء مشروعات مشتركة تنتقل بالعلاقات الاقتصادية إلى مستويات متقدمة، تنعكس بالفائدة على البلدين والشعبين الصديقين، وتستثمر الإمكانات المتاحة لدي الجانبين.
وأكد أن الحكومة تتطلع إلى زيادة التعاون في مجال أنتاج الأسمدة التي تحتاج منها البلاد سنويا بحدود 6 ملايين طن لتطوير الزراعة زيادة الإنتاجية وضمان دعم وتقدم المجتمع الزراعي.
وفي هذا الإطار، أكد الوزير الاندونيسي أهمية مصنع بترو جوردان أبدي، الذي تم افتتاحه، والمصنعين المزمع إنشاؤهما في اندونيسيا، سيسهم في زيادة كفاءة الإنتاج الزراعي، لاسيما الأرز الذي يعد الغذاء الرئيس للشعب الاندونيسي، والمساهمة في الحد من الفجوة الغذائية في البلاد.
وأشار إلى اهتمام بلاده بتطوير العلاقات مع المملكة في مختلف المجالات، الصناعية والتجارية والسياحية، معتبرا الأردن بوابة اندونيسيا للسياحة الدينية، لما تحتويه من مواقع دينية مهمة ولقربها من القدس الشريف والديار المقدسة في السعودية.
بدوره، أكد الدكتور الحلواني أهمية إقامة مشروعات مشتركة للأردن في الخارج، بما يسهم في تعظيم القيمة المضافة للمنتجات الأردنية وزيادة حجم التبادل التجاري وآثار ذلك الايجابية على دعم الاقتصاد الوطني.
وقال في حفل افتتاح المصنع، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين لا يعبر عن حجم الإمكانات التي تتوفر في البلدين والتوقعات من الجانبين.وأكد دعم الحكومة الأردنية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتطويرها لتعبر عن طموحات القيادة في البلدين، منوها أن افتتاح المصنع وتوقيع اتفاقية إنشاء مصنع ثالث في اندونيسيا، يأتي لمتابعة الزيارة الناجحة التي أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني لاندونيسيا في شهر نيسان الماضي.
ودعا رجال الأعمال الاندونيسيين إلى زيارة الأردن واكتشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة، مستعرضا مجالات الاستثمار والمزايا والتسهيلات التي توفرها للمستثمرين الأجانب، والبنية التحتية الداعمة في المملكة بشكل عام، والمناطق التنموية بشكل خاص.
وقال المهندس المجالي في كلمته بالحفل، "إن افتتاح المصنع يعد حدثا تاريخيا في العلاقات الأخوية بين الأردن واندونيسيا" مبينا أن كلا من شركة مناجم الفوسفات الاردنية وشركة بتروكيميا جيرسيك الشركة الرائدة في تصنيع الأسمدة باندونيسيا" تملك 50 بالمئة من رأس مال شركة بترو جوردان أبدي التي تأسست في عام 2010 لبناء وتشغيل مشروع أنتاج الأسمدة في جيرسيك، مؤكدا في هذا الصدد أن الشركة استكملت إنشاء المصنع وتنفيذه حسب البرنامج الزمني المحدد مسبقا، وبنت على ما تم انجازه من الإدارات السابقة في تأسيس شراكات جديدة أسفرت عن توقيع اتفاقيتين لإنشاء مصنعين جديدين في اندونيسيا.
وأوضح المهندس المجالي أن المجمع الصناعي تم تصميمه لإنتاج 200 ألف طن من حامض الفوسفوريك سنويا، المكون الرئيسي في إنتاج الأسمدة، إلى جانب إنتاج 550 ألف طن من الجبص الذي يدخل في إنتاج الاسمنت، وكذلك 550 الف طن من الجبص النقي الذي يستخدم في مختلف الصناعات.
وتوقع رئيس مجلس إدارة الفوسفات أن يستهلك مصنع بترو جوردان ابدي سنويا نحو 800 ألف طن من خامات الفوسفات يتم تزويدها من قبل الشريك الاردني تنفيذا لاتفاقية تزويد طويلة الأمد بين الشركتين مدتها 20 عاما.
وقال إن إنتاج حامض الفوسفوريك والجبص من مصنع الشركة في اندونيسيا، وضمن اتفاقية الكميات المحددة طويل المدى، يضمن أرضية ثابتة ودائمة لشراكة ناجحة بين الطرفين ويسهم بشكل رئيس في تأمين مصدر موثوق لتزويد الأسمدة الفوسفاتية المطلوبة لتنفيذ برامج التنمية الزراعية الاندونيسية الطموحة.
وأضاف "بالنسبة لشركة مناجم الفوسفات الأردنية، فإن المشروع يأتي ليشكل جزءا من إستراتيجية الشركة في بناء شراكات طويلة الأمد مع الشركات المصنعة للأسمدة في اندونيسيا".
ولفت إلى أن شركة مناجم الفوسفات وقعت مذكرة تفاهم للبدء في تنفيذ مشروع أخر مشابه لهذا المشروع تحت قيادة بي تي بوبوك (بيرسيرو) بالتعاون مع بي تي كالتيما وبي تي بوسري واسكندر مودا، سيتم تنفيذه في غضون السنوات المقبلة، بتكلفة رأسمالية تصل 300 مليون دولار.
وقال "إن شراكتنا مع صناعات الأسمدة الاندونيسية تمتد إلى أبعد من علاقات الأعمال والتجارة، فنحن، بهذه الشراكة، نسهم في تعزيز العلاقات السياسية والاجتماعية بين الأردن واندونيسيا، التي تعد واحدة من الأهداف الأساسية التي يسعى إليها قائدا البلدين الصديقين". وفي تصريحات للصحفيين الأردنيين المرافقين للوفد الرسمي، أكد المهندس المجالي أن مذكرة تفاهم تم توقيعها مع الحكومة الاندونيسية لتأسيس مصنع ثالث لإنتاج الأسمدة بالاعتماد على الفوسفات الخام الأردني الذي تنتجه شركة مناجم الفوسفات الأردنية ليصل مجموع الاستثمارات الرأسمالية بعد بناء المصنع الثالث نحو مليار دولار.
وأوضح أن هذه المصانع مجتمعة ستستهلك نحو 4ر2 مليون طن سنويا من خامات الفوسفات لإنتاج أسمدة ومدخلات إنتاج للأسمدة المركبة التي سيتم استهلاكها في السوق الإندونيسية.
ونوّه إلى أن هذه الشراكات الإستراتيجية تأتي لزيادة القيمة المضافة لمنتجات الفوسفات الأردني من ناحية وتعزيز علاقات الشركة مع أكبر أسواق الاستهلاك للأسمدة في العالم بشراكة مع الحكومات قائمة على قاعدة "انتاج- تصنيع- تسويق" وهو ما يعني إنتاج الفوسفات الخام في المملكة وتصنيعه مع ابرز شركات صناعة الأسمدة في العالم وتسويق المنتجات النهائية من الأسمدة المركبة في سوق الدولة ذاتها.
وقال أن نجاح الشراكات التي نفذتها شركة مناجم الفوسفات الأردنية مع الحكومة واتحاد المزارعين الهنود وكذلك مع الشركات اليابانية في الأردن، دفع بالشركة إلى تنفيذ إستراتيجية توسع وشراكات مع دول الاستهلاك الرئيسية للأسمدة مثل إندونيسيا.
وأشار إلى أن الشركة بصدد الإعلان عن إقامة مصنعين آخرين الأول لإنتاج الأسمدة المركبة في أحدى الدول العربية الشقيقة ومصنع أخر مع دولة في شرق أوروبا، حيث سيتم الإعلان عنهما بعد استكمال دراسات الجدوى الاقتصادية والمرور بالموافقات الرسمية من حكومتي هذين البلدين.
وأضاف أن التوسع الخارجي في صناعات الأسمدة القائمة على الفوسفات الخام الأردني سيسهم في دعم مؤشرات الاقتصاد الأردني التي تتعلق بالقطاع الخارجي؛ إذ سيدفع بتحسين ميزان المدفوعات والحساب الجاري للمملكة و وكذلك الميزان التجاري لصالح المملكة بزيادة قيمة الصادرات، وبالتالي زيادة قيمة الناتج القومي الإجمالي للأردنيين.
وتجول الوزيران، يرافقهما وفد شركة مناجم الفوسفات والمسؤولين في الشركات الاندونيسية، بين مرافق المصنع واطلعوا على عمليات الإنتاج والتسويق، واستخدامات منتجات الأسمدة من قبل المزارعين الاندونيسيين خصوصا في مجال زراعة الأرز والخضار والفواكه التي تشتهر بها البلاد.
يشار إلى أن ميزان التبادل التجاري مع اندونيسيا يميل لصالح الأردن، إذ صدرت المملكة ما قيمته 115 مليون دينار إلى اندونيسيا في عام 2013، واستوردت ما قيمته 48 مليون دينار، ويتوقع أن تشهد قيمة الصادرات ارتفاعا ايجابيا هذا العام، خصوصا مع مباشرة تصدير الفوسفات الخام لتشغيل مصنع بترو جوردان أبدي الذي بدأ التشغيل التجاري له في أيلول الماضي.
أرسل تعليقك