تشارك دولة الإمارات في فعاليات الدورة الـ15 للمعرض الصيني الدولي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي انطلقت أمس في مدينة غوانزو الصينية - إحدى مدن مقاطعة غواندونغ - باعتبارها الدولة الشريك وبوفد يضم أكثر من 120 من ممثلي جهات اتحادية ومحلية والقطاع الخاص من بينهم نحو 85 من رواد الأعمال المواطنين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالدولة.
ينظم المعرض - الذي يهدف لاستعراض منتجات الشركات الصغيرة والمتوسطة من داخل الصين وخارجها - وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية وإدارة تنظيم الأسواق التابعة للدولة وحكومة غواندونغ بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو".
وتشارك الدولة في المعرض - الذي يستمر أربعة أيام ويمتد على مساحة 150 ألف متر مربع ويضم 6 آلاف منصة - باعتبارها أول دولة عربية شريك حيث يمتد جناحها على مساحة 1000 متر مربع ويضم 78 منصة لمؤسسات وشركات وطنية صغيرة ومتوسطة.
ويترأس وفد الدولة سعادة عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية وذلك نيابة عن معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد رئيس مجلس المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة .. وينظم الزيارة كل من وزارة الاقتصاد ومجلس المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال ذراعه التنفيذي البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.. فيما يحضر الحدث سعادة رحمه عبد الرحمن الشامسي القنصل العام لدولة الإمارات في مدينة غوانزو الصينية.
ويشارك في الوفد الدكتور أديب العفيفي مدير البرنامج الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجار في وزارة الاقتصاد إلى جانب نخبة من ممثلي الجهات الحكومية المحلية وممثلي القطاع الخاص من بينهم صندوق خليفة ومجلس سيدات أعمال أبوظبي ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية "رواد" ومؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب.
ويعد المعرض الصيني الدولي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من أبزر المنصات الإقليمية والدولية المعنية بقطاع ريادة الأعمال والذي تم إطلاقه عام 2004 ونجح على مدار 14 دورة سابقة في استقطاب عدد واسع من رواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم حيث يتجاوز عدد زوار المعرض سنويا 200 ألف زائر.
وقال سعادة عبد الله بن أحمد آل صالح - في كلمة له خلال حفل افتتاح المعرض - إن المعرض الصيني الدولي أصبح يمثل منصة رائدة لعقد الشراكات الاقتصادية في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة على نطاق عالمي، وإتاحة الفرصة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة من مختلف الدول المشاركة لتبادل الخبرات وبناء العلاقات التجارية المثمرة، فضلا عن أنه فرصة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.
وأوضح أن العلاقات الثنائية الإمارتية - الصينية تشهد نموا متزايدا في ظل الرغبة المشتركة في الارتقاء بمستوى التعاون إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وهو ما أكدته كثافة زيارات الوفود الحكومية والتجارية المتبادلة والتي أثمرت عن تعاون كبير في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.. مشيرا إلى النتائج المهمة للزيارة التاريخية لفخامة شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية إلى أبوظبي قبل عدة أشهر والتي وقع خلالها البلدان مجموعة من الاتفاقيات النوعية التي أعطت دفعة قوية لعلاقات الثنائية وفتحت آفاقا أوسع للشراكات التجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين.
وأضاف آل صالح أن الصين أكبر شريك تجاري غير نفطي للإمارات، وقد سجلت التجارة الخارجية بين البلدين نموا وصل إلى 15% خلال العام 2017 مع قيمة إجمالية بلغت 53.3 مليار دولار، كما استحوذت الإمارات على ما نسبته 30% من إجمالي صادرات الصين إلى الدول العربية، وعلى ما نسبته 22% من إجمالي التجارة العربية الصينية خلال عام 2017.
وأشار أنه إلى جانب النشاط التجاري المتوازن تسجل السياحة الصينية الوافدة إلى دولة الإمارات نموا ملموسا حيث تعد الصين ضمن قائمة أهم 10 أسواق سياحية للدولة.. فيما تحتضن الإمارات على أرضها نحو 300 ألف مواطن صيني يعملون وينتجون في مختلف قطاعاتها الحيوية، وترتبط مدن البلدين بأكثر من 75 رحلة جوية أسبوعيا مباشرة، كما تعمل بالدولة أكثر من 4000 شركة صينية، وهي كلها عوامل ساهمت في تعزيز رصيد الاستثمارات الصينية في الدولة والمقدر بحوالي 2.8 مليار دولار.
وأكد آل صالح أهمية المشاركة في أعمال الدورة الـ15 للمعرض الصيني الدولي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، كونها فرصة مثالية لاطلاع القطاع الخاص ورجال الأعمال من الجانبين على الفرص المطروحة للتجارة والاستثمار وسبل الاستفادة منها، فضلا عن تبادل الخبرات والتجارب ومواكبة أفضل الممارسات في مجال ريادة الأعمال .
ولفت إلى أن قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال هو عصب التنمية الاقتصادية لأي دولة .. منوها إلى أن دولة الإمارات تولي هذا القطاع الحيوي اهتماما خاصا وتعمل على تطوير قدراتها في هذا المجال سواء على الصعيد التشريعي أو من خلال تهيئة بيئة الأعمال وتمكين رواد الأعمال المواطنين وذلك وفق أفضل الممارسات المعمول بها عالميا.
من جانبه ذكر الدكتور أديب العفيفي أن مشاركة وفد الدولة في المعرض تعد أضخم وفد تجاري خارج الدولة من حيث عدد أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الإماراتية المشاركين، حيث يضم الوفد نحو 85 شركة وطنية صغيرة ومتوسطة من مختلف الأنشطة التجارية والخدمية.
شارك في افتتاح المعرض .. سعادة وانغ جيان بينغ نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات بالحكومة الصينية نائب اللجنة المنظمة للمعرض وما زينغرو حاكم مقاطعة غواندونغ ومسؤولي اللجنة المنظمة للمعرض الدولي إلى جانب عدد من كبار مسؤولي الحكومة الصينية وحكومات الدول المشاركة في فعاليات المعرض وممثلي هيئة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو".
وقال سعادة وانغ جيان بينغ إن المعرض الصيني الدولي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة نجح في استقطاب 44 ألف شركة صغيرة ومتوسطة على مدار الـ14 دورة الماضية من أعمال المعرض، وأصبح اليوم أحد أهم المعارض الدولية لدعم ريادة الأعمال ويعد جسرا هاما لدخول الشركات الصغيرة والمتوسطة العالمية إلى الصين ولخروج الشركات الصينية إلى العالم.
وأكد أهمية مشاركة دولة الإمارات في المعرض باعتبارها الدولة الشريك، والتي تربطها علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة مع الصين، إذ تمثل الإمارات أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن دورها المحوري في مبادرة الحزام والطريق، والذي يترجم قوة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين .. مشيرا إلى الزيارة المهمة لفخامة الرئيس الصيني إلى الإمارات يوليو الماضي والتي أسفرت عن رؤية جديدة للعلاقات المشتركة بين البلدين وتطويرها لتكون شراكة استراتيجية شاملة.
من جانبه أكد ما زينغرو حاكم مقاطعة غواندونغ الأهمية السنوية المتزايدة التي يكتسبها المعرض الصيني الدولي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والذي بات يشكل منصة لاستقطاب رواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم وفي مختلف التخصصات والأنشطة الاقتصادية .. منوها إلى أن الدورة الحالية تشهد رعاية دولية متميزة من قبل منظمة اليونيدو التابعة للأمم المتحدة، ودولة الإمارات باعتبارها الدولة الشريك بالمعرض.
أرسل تعليقك