شهد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي افتتاح الدورة الخامسة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2018، والتي تنعقد فعالياتها برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار "تعزيز الابتكار، قيادة التغيير" وذلك مركز دبي التجاري العالمي.
وبدأت مراسم الحفل بعزف السلام الوطني، أعقبه الكلمة الافتتاحية للقمة وألقاها سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي رئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والتي أكد خلالها أن أعمال القمة تأتي منسجمة مع رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، نحو ترسيخ مكانة الإمارات كأفضل دولة في العالم مع حلول مئوية الإمارات 2071.
وأعلن الطاير خلال كلمته عن الدول التي أبدت رغبتها في الانضمام إلى المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر إلى جانب دولة الإمارات وهي جمهورية كوريا الجنوبية وجمهورية إيطاليا، كاشفاً عن حضور ممثلين عن أكثر من 60 دولة للمشاركة في المؤتمر التحضيري لتأسيس المنظمة والانضمام إليها.
ودعا الطاير القادة والحكومات والخبراء وكافة المعنيين حول العالم بالعمل معاً من اجل مواجهة هذا التحديات التي يفرضها التغير المناخي الذي يجتاح العالم، وتنفيذ الالتزامات الدولية التي تعهد بها الجميع خلال العديد من القمم العالمية منها قمة باريس للتغير المناخي من خلال مبادرات ومشاريع متكاملة تعتمد على الطاقة النظيفة والتحوّل للنظم الخضراء بكفاءة وفعالية واستخدام التقنيات الحديثة والتحول الرقمي والحلول المبتكرة.
وأضاف قائلاً: " شكلت أجندة الإمارات الخضراء 2030 واستراتيجية الطاقة النظيفة 2050، وبتوجيه مباشر من القيادة الرشيدة، أولوية قصوى، وقد عمدنا إلى ترجمتها إلى سياسات ومشاريع ومبادرات تعتمد الابتكار اساسا لها. كما تركز جهودنا على اعتماد سياسة التعاون البنّاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة".
وتابع :"قطعت دولة الإمارات أشواطاً كبيرة في مشاريع ومبادرات الطاقة النظيفة مثل مجّمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعتبر أكبر مجمّع للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد والذي ستبلغ طاقته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 وسيساهم في توفير 75% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، هذا بالإضافة الى المشاريع الريادية للطاقة النظيفة لشركة "مصدر" في ابوظبي، وتبادل الخبرات بين القطاعين الصناعي والأكاديمي وصولا لمنظومة عالمية مستدامة ذات عناصر بيئية نظيفة، حيث نجحت دبي في تنظيم المسابقة العالمية للجامعات لتصميم الأبنية المعتمدة على الطاقة الشمسية والتي ستُقام فعالياتها في شهر نوفمبر القادم كما تستضيف دبي دورة ثانية في عام 2020 ستتزامن مع انعقاد معرض إكسبو الدولي 2020 الذي نعمل جاهدين ليصبح أفضل نسخة في تاريخ المعرض".
ولفت الطاير إلى الجهود المبذولة في مجال تأهيل الكوادر الوطنية وخلق فرص عمل خصوصا لفئة الشباب، ومجالات البحوث والتطوير والمدن الذكية والمجال الرقمي عبر تبنّي أفضل التقنيات الحديثة من الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات الروبوتية وتخزين الطاقة و"البلوك تشين" وغيرها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك انشاء "ديوا الرقمية" الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي.
وأشار الى ان دورة العام الماضي شهدت إطلاق أول صندوق تمويلي أخضر بقيمة 2.4 مليار درهم ضمن مبادرة صندوق دبي الأخضر الذي ستصل قيمته الاجمالية الى 100 مليار درهم اماراتي بهدف تحفيز مشاريع الطاقة النظيفة.
وقال: "شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الدورة السابقة للقمة الإعلان عن منصة الدول الخاصة بالمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر والتي أطلقها سموه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي خلال فعاليات الدورة الثالثة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر".
ثم ألقى فرانسوا هولاند، رئيس الجمهورية الفرنسية السابق، كلمة تناولت فيها تقييم الجهود الدولية المبذولة حتى اليوم، نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مستعرضا جهود بلاده في مجال معالجة قضايا تغير المناخ في ضوء تبنيها أكثر المبادرات فعالية والسبل التي تتبعها من أجل تحقيق أهدافها في هذا الخصوص، كما تطرق إلى أهمية تمييز دور البلدان النامية في التصدي لظواهر التغير المناخي مقابل دور البلدان المتقدمة.
واستعرض معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، في كلمته مسيرة التحول الأخضر في دولة الامارات، والانجازات التي تحققت في مجال التحول للاقتصاد الأخضر، كما تطرق معاليه إلى "الأجندة الوطنية الخضراء 2030"، ومسألة الابتكار وتمويل الاقتصاد الأخضر، في حين أعلن معاليه عن إطلاق "لوحة الإمارات الذكية الخضراء" وهي عباره عن منصة إلكترونية تحوي كافة البيانات ذات الصلة بسياسات وتدابير ومشاريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
من جانبها، ألقت كريستينا فيغيريس، الأمين التنفيذي السابق لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية كلمتها بشأن تغير المناخ "الحديث الأخضر"، واستعرضت أهم جهود الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مواجهة التغيرات المناخية في كافة المجالات، حيث شاركت رؤيتها الخاصة من واقع تجربتها في إيجاد طرق أكثر مرونة وفاعلية في هذا الصدد، حيث أثنت على انجازات دولة الإمارات في مجال التحول للاقتصاد الأخضر.
وفي الختام، التقطت لسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم صور تذكارية مع وفود وممثلي الدول المشاركة في المؤتمر التحضيري لتأسيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر.
يذكر أن الدورة الحالية للقمة العالمية للاقتصاد الأخضر تتركز حول أبرز التجارب والممارسات العالمية في مجال التحول الرقمي وادماجه في الاقتصاد الأخضر، وستناقش أحدث التقنيات والابتكارات في المجال الرقمي التي ستساهم في دفع عجلة النمو الأخضر والتنمية المستدامة، والتوسع في اعتماد حلول تمويلية جديدة مثل التمويل الأخضر، واعتماد وسائل لقياس البصمة الكربونية واستخدام الذكاء الاصطناعي في الطاقة النظيفة، والتي تشكل بمجملها وسائل تساهم بفاعلية في بناء اقتصاد أخضر، بما يعزز مواجهة التحدي العالمي الأكبر الذي يواجه كوكب الأرض في الوقت الحالي ومستقبلاً والمتمثل بالتغير المناخي
أرسل تعليقك