يوفر جناح التنقل في إكسبو 2020 دبي فرصة مُحفزة للفكر، حيث سيعرض كل أشكال التنقل وأنواعه عبر العصور، وكيف أثّر تطور التنقل في التقدم البشري ويستشرف مستقبل تقنيات الحركة.
تم استيحاء تصميم جناح التنقل في إكسبو من الحركة، وتبلغ مساحته 12 ألف متر مربع، ويستقبل 2500 زائر في الساعة. وسيعكس الجناح التقدم البشري في المجالات المادية والرقمية، وسيعرض معالم تاريخية تخص التنقل على جدار متعرج بطول 63 متراً، وذلك انطلاقاً من شغف البشر باستكشاف المناطق الجديدة ومقابلة أناس جدد وتطوير أفكار جديدة.
قاطرة التطور
وسيوضح الجناح كيف كان التنقل قاطرة التطور في حياة البشر منذ البداية، منذ أن خطونا أولى خطواتنا خارج أفريقيا وإلى اليوم، ففي العصور القديمة، دفعتنا الطبيعة إلى التنقل باستمرار وسمحت لنا بذلك. وحتى المنازل البدائية كانت مُتنقلة، وهو ما سمح لنا بالاستمتاع بنعم الطبيعة أينما وُجدت وساعدنا على الهروب من نقمها. ويعد التنقل رحلة متعددة الخطوات، تنطلق كل خطوة فيها من إدراك الخطوة السابقة، والبناء على آلاف الابتكارات البشرية بحسب موقع إكسبو 2020.
ويسلط الجناح الضوء على دوافعنا (الإيجابية والسلبية) لتحسين الحياة. كما يسلط الضوء على إبداعنا والتقنيات التي مكنتنا من أن نصل إلى ما وصلنا إليه، وسنستمر في ذلك بتطبيق علوم الرياضيات والفلك في الاستكشاف؛ فهناك عقول عظيمة تمكنت في الماضي من تطبيق تلك العلوم لرسم خرائط كوكب الأرض والمعالم الجغرافية، وهو ما وفر لنا جميعاً دقة أكبر سهلت من عملية الاستكشاف ولقاء ثقافات جديدة وتبادل المعلومات والأفكار والثقافات والبضائع.
مكانة دبي
ويعكس جناح التنقل وباقي المناطق المتنوعة من موقع إكسبو 2020 مكانة إمارة دبي كمركز تجاري مُتعدد الثقافات، ولطالما شكل التنقل دافعاً لدبي ولدولة الإمارات، وكان النمو المذهل الذي تحقق هنا نتاجاً لرؤية القادة الذين جمعوا شعوب المنطقة معاً. فقد ظلت دبي دائماً مركزاً كبيراً لحركة التنقل بموقعها بين الثقافات ولكونها مركزاً للتجارة والأسواق. وامتد هذا الآن للمجموعة الشمسية من خلال مسبار «الأمل» الذي ستطلقه دولة الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ.
وقد صممت (فوستر وشركاه) جناح التنقل في إكسبو 2020 دبي، ليظل جزءاً فريداً من خطة إرث إكسبو 2020 دبي، والذي سيستمر لما بعد إقامة الحدث الدولي. فإلى جانب الشكل المُضلع والمنحنى الفريد، فقد صُمم الجناح ليحتوي مضماراً سريعاً، جزء منه مفتوح سيستخدم لعرض أحدث السيارات. وسيكون هناك مدرج ومنصة ثانية وساحة حول الجناح تُوفر فرصة كبيرة للعروض والحفلات والندوات ذات الصلة بالتنقل.
استكشافات جديدة
ويأتي موضوع التنقل في شغف البشر باستكشاف المناطق الجديدة ومقابلة أناس جدد وتطوير أفكار جديدة. والتنقل هو الوسيلة التي يمكننا من خلالها تحقيق ذلك، لذا بإمكان زوار جناح التنقل في إكسبو الاطلاع على التنقل في الماضي والحاضر والمستقبل، من الخرائط العتيقة إلى سفن الفضاء الحديثة في رحلة مدهشة من ثلاثة أجزاء، مع محاكاة للعودة بالزمن إلى الوراء.. إلى القرن التاسع في بغداد للقاء بعمالقة التنقل (في الواقع وفي الخيال)، ومن ثم متابعة التطور المذهل لدبي من قرية معتمدة على صيد اللؤلؤ إلى مدينة حديثة، ثم الانضمام إلى المهمة الفضائية المتجهة إلى مارس.
ويستكشف إكسبو 2020 كيف سمح ذلك لنا بالغوص في أعماق المحيطات والتحليق في الفضاء لاكتساب رؤى متعمقة ولتبادل الآراء وكيف تحقق البشرية خطوات هائلة أكبر من أي وقت مضى بفضل التقدم في مجال التواصل الرقمي.
منطقة التنقل
واختارت مجموعة من الدول منطقة التنقل التي تتفرع عن جناح التنقل وهي إحدى مناطق الموضوعات الفرعية الثلاثة في إكسبو، كموقع لأجنحتها الوطنية، وذلك في تركيزها على مجال التنقل كأحد القطاعات الرئيسية التي تتميز بها تاريخياً والتي تساهم في تطوير تقنياتها بدءاً من السفن وصولاً إلى المركبات الفضائية، وتأتي الولايات المتحدة في مقدمة هذه الدول، حيث يقع الجناح الأمريكي في منطقة التنقل، وسيتمكن زوار الجناح من مشاهدة سفن الفضاء الشخصية، والروبوتات الجرّاحة، والمزيد في جناح يبدو كأنه يتحرك، وذلك انطلاقاً من شعاره «ما الذي يحركك؟ روح التنقل»، إذ قد يتوقف الزائر خلال التجوال في جناح الولايات المتحدة ليتساءل ما إذا كان المبنى نفسه يتحرك بسبب التصميم المبتكر للجناح الذي يمنحك هذا الشعور، وسيتاح أمام زوار الجناح استكشاف الحياة على كوكب المريخ والتعرف على مدينة المستقبل بلا زحام مروري، فضلاً عن مشاهدة أعضاء بشرية مصنعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد.
بلجيكا
وتشارك بلجيكا في منطقة التنقل بجناح على هيئة سفينة ضخمة تحمل حدائق معلقة تضم 1000 نبتة وتحفل بالإبداعات المبتكرة، وتغطي الجناح الخضرة النضرة ليكون أشبه بالواحة وستتاح لزواره فرصة التفاعل مع الابتكارات البلجيكية بينما يستمتعون بأشهى الأطباق التي يشتهر بها هذا البلد. وتم تصميم الجناح بحيث يعمل على إنتاج الطاقة التي يحتاجها من مصادر متجددة وسيستعرض في تصاميمه الداخلية والخارجية أحدث التقنيات والتطبيقات والمنتجات والمواد الصديقة للبيئة.
كما تضم منطقة التنقل جناح فنلندا الذي يتيح اكتشف الجمال الطبيعي للبلاد وتميزها في مجال التكنولوجيا، وتمثل الواجهة الخارجية لجناح فنلندا خيمة عربية مصنوعة من الجليد، مما يستحضر المناظر الطبيعية الجليدية الاسكندنافية. زر الجناح لتجد استراحة هادئة مليئة بالمفاجآت. وستعرض فنلندا مجالات التميز الكثيرة التي تملكها، من التعليم إلى التكنولوجيا المستدامة إلى الصحة والرفاهية إلى الجمال الطبيعي المتوفر بكثرة، مجتذباً الزوار من مختلف أنحاء العالم.
فرنسا
من جانبها تشارك فرنسا من خلال جناحها في منطقة التنقل على فلسفة «الضوء والأنوار» على فكرة الضوء باعتباره محفزاً للتقدم ووسيلة للتواصل ومصدراً للحرارة والإبداع. ويحتفي هذا الجناح بعصر الأنوار، وهي حركة انتشرت في القرن الـ18 على أيدي مجموعة من المفكرين الفرنسيين، كانت تدعو إلى مفاهيم مثل تبادل المعرفة والتسامح.
ومن جانبه يعرض جناح كوريا الجنوبية في منطقة التنقل تجربة مستقبلية تبرز الفن والثقافة والتكنولوجيا الكورية، لوحة تنبض بالفن والثقافة ورؤى المستقبل حيث تعكس مكعبات دوارة صوراً متغيرة باستمرار على واجهات الجناح الخارجية، ويسلط الجناح الضوء على السبل التي يغير فيها التنقل أوجه حياتنا.
شجرة اللبان
تقدم سلطنة عمان ضمن جناحها في منطقة التنقل تصميماً يحاكي شجرة اللبان، والتي لها دور حيوي في تطور البلاد منذ العهود القديمة إلى يومنا الحاضر. يركز الجناح العُماني على هذه الشجرة الثمينة، حيث يشبه شكله الخارجي الشجرة التي تنتج اللبان. توجد في الداخل خمس مناطق توضح الطرق المتنوعة التي أفاد البخور عمان - حيث امتدت إلى كل شيء من الطب إلى الغذاء إلى مستحضرات التجميل. فيما تجسد بولندا التي يتوسط جناحها منطقة «التنقل» في صورة حوار ثقافي وصادرات تجارية.
قد يهمك أيضًا :
قرار أوروبي يُلزم "غاز بروم" الاحتكارية الروسية بتقليص كميات الغاز في أنبوب "أوبال"
ضغوط أوروبية على ألمانيا لرفض المشروع الروسي "نورد ستريم 2"
أرسل تعليقك