أشادت المؤسسات الدولية بالبرنامج الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك خلال اجتماعات الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، مع كل من الدكتور سوما تشاكاراباتي رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وتاكما ساكاموتو، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا بهيئة التعاون الدولي اليابانية، على هامش مشاركتها في الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين في بالي بأندونيسا.
وخلال اجتماع الوزيرة مع رئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، ناقش الجانبان، دعم البنك لإنشاء نماذج للتنمية المستدامة في قرية بنبان بإسوان فى اطار مشروع الطاقة الشمسية الذى يستثمر فيه البنك بقيمة 150 مليون يورو، بجانب تحالف من تسعة بنوك دولية تستثمر جميعها للمرة الأولى في قطاع الطاقة المتجددة، حيث تبلغ قيمة المشروع 653 مليون يورو، ويعد أكبر حزمة للاستثمار فى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية باستخدام نظم الخلايا الفوتوفلطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويوفر نحو 10 آلاف فرصة عمل.
وأشاد رئيس البنك، بنجاح مشروع الطاقة الشمسية في بنبان بأسوان، مؤكدا عزم البنك زيادة دعمه لقطاع الطاقة في مصر، ودعم البنية الأساسية، موضحا أن البنك سيدعم جهود مصر في تنويع مصادر الطاقة لديها من خلال تمويل مشاريع الطاقة المتجددة والاستثمار في كفاءة استخدام الطاقة في مختلف القطاعات، بما فيها استخدام الطاقة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى تحسين كفاءة استخدام المياه من خلال تحديث إمدادات المياه وإدارة مياه الصرف الصحي، وتحسين الحوكمة في القطاعين العام والخاص، ودعم بناء القدرات المؤسسية ذات الصلة لتحسين المنافسة، وتشجيع الاستثمار.
وأعربت الوزيرة عن تقديرها للعلاقة القوية بين مصر والبنك، والتي تضاعفت خلال الفترة الماضية، حيث ساهم البنك بـ49 مشروعا باستثمارات بقيمة 2.6 مليار يورو، وبلغت حصة القطاع الخاص فيها 59%، مشيدة بمساهمات البنك في تطوير قطاع الأعمال الزراعية، ومشروعات البنية الأساسية مع تطوير خدمات النقل والاتصالات وتعزيز المبادرات الخاصة بريادة الأعمال.
ودعت الوزيرة رئيس البنك للمشاركة في منتدى أفريقيا 2018 والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الفترة من 8 حتى 9 ديسمبر 2018، وتنظمه الوزارة والوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة الكوميسا، بمدينة شرم الشيخ، حيث أكد رئيس البنك حضوره للمنتدى، وبحث الجانبان، توسيع البنك نشاطه في أفريقيا من خلال مصر، بحيث تكون بوابة للتنمية في القارة السمراء.
وتطرق الاجتماع لتفعيل إنشاء مجلس استشاري تحت "مجلس الاستثمار الأجنبي في مصر"، ليكون منصة للحوار بين الحكومة المصرية وكبرى الشركات الاستثمارية، للترويج للفرص الاستثمارية المباشر في مصر، وبحث الجانبان، دعم القدرة التنافسية للقطاع الخاص في مصر وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، ودعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة الفرص المتاحة للمرأة والشباب.
وعقب ذلك، التقت الوزيرة، تاكما ساكاموتو، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا بهيئة التعاون الدولى اليابانية.
وبحث الجانبان، زيادة التعاون فى مجالات النقل والكهرباء والتعليم، والاستفادة من التجربة اليابانية فى ظل بدء الدراسة في 34 مدرسة يابانية على مستوى محافظات الجمهورية ، وذلك في إطار مبادرة الشراكة المصرية اليابانية في التعليم التي بموجبها تتعاون مصر واليابان في مجال تطوير النظام التعليمي المصري بكافة قطاعاته، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام، وهي تطوير المدارس المصرية الابتدائية بإدخال نظام التعليم الياباني (توكاتسو)، وتطوير التعليم العالي عن طريق إرسال بعثات دراسية إلى اليابان في مجالات لها أولوية لدى مصر حالياً مثل الطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية المياه، وتوريد معدات بحثية وأجهزة علمية يابانية للجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا التي تتخذ مقراً لها في مدينة برج العرب في الإسكندرية.
وأكدت الوزيرة، أن القيادة السياسية تضع أولوية لتطوير التعليم فى مصر، فى ظل الاستثمار فى العنصر البشرى، مشيرة إلى أهمية زيادة دعم اليابان لقطاع التعليم في مصر، في ظل التنسيق المستمر بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، ووزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني والتعليم العالي في مبادرة الشراكة المصرية اليابانية في التعليم.
وأكد تاكما ساكاموتو، على العلاقات المصرية اليابانية حيث تعد اليابان أكبر الشركاء في التنمية لمصر في قارة آسيا، حيث وصلت إجمالي التمويلات والمنح اليابانية المقدمة إلى مصر إلى 3.35 مليار دولار، في مجالات الطاقة، والنقل والطيران المدني، والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، والزراعة والري والسياحة والآثار.
وأشاد ساكاموتو، بالعلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون الوثيق بين مصر واليابان، مشيرا إلى أن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" قدمت لمستشفى أبو الريش منحة بقيمة 14 مليون دولار أمريكي تم توقيعها في ديسمبر 2015، وتدرس الجايكا اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة مبلغ المنحة خلال الفترة المقبلة، وأضاف أن "الجايكا" ساهمت بشكل كبير في أعمال المتحف المصري الكبير.
وفى نهاية اللقاء، أشادت الوزيرة بالتعاون بين مصر و"جايكا" اليابانية، حيث يعد المتحف المصري الكبير رمزاً للتعاون الثقافي والحضاري بين البلدين، ويساهم في زيادة فرص العمل للعديد من الشباب، وأكد المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا بمؤسسة التعاون الدولي اليابانية، حرص الهيئة على مساندة مصر فى المشاريع التنموية، ما يزيد من حجم التعاون الحالي بين الجانبين.
أرسل تعليقك